زاكروس عربية - أربيل
أطلقت بولندا وحلفاؤها الأربعاء تحذيرا من اندلاع "نزاع مفتوح" مع روسيا بعد خرق نحو عشرين طائرة مسيّرة منسوبة للجيش الروسي، المجال الجوي للدولة العضو في الاتحاد الأوروبي والمحاذية لأوكرانيا، ما تطلب تدخل طائرات الناتو.
في السياق، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن 19 طائرة مسيّرة على الأقل خرقت أجواء بلاده ليلا، ما استلزم إقلاع طائرات مقاتلة بولندية، فضلا عن تدخل طائرات من حلف شمال الأطلسي.
من جانب، قال نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن ثماني طائرات روسية مُسيّرة على الأقل "وُجّهت نحو بولندا"، متحدثا عن "استهداف متعمد"، فيما هاجمت روسيا أوكرانيا بـ458 طائرة مُسيّرة وصاروخا، وفق الجيش الأوكراني.
وأوضح زيلينسكي أن "أوكرانيا اقترحت منذ فترة طويلة على شركائها إنشاء نظام دفاع جوي مشترك لضمان تدمير" المسيّرات، وفي المساء، أعرب عن أسفه إزاء "عدم اتخاذ أي إجراء" و"عدم الرد بحزم" من جانب الزعماء الغربيين، بما يتجاوز "التصريحات".
بدوره، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "خطر حقيقي" لتوسع النزاع الأوكراني، فيما نفت موسكو أي مسؤولية.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فنشر بيانا مقتضبا لكنه أكد صحة الاتهام الموجه لموسكو، قال فيه "ما قصة روسيا وانتهاكها المجال الجوي البولندي بطائرات مسيّرة؟ ها نحن نبدأ من جديد".
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي: "ليس لدينا شك في أن هذا لم يكن حادثا"، وندّد "بهجوم غير مسبوق، ليس فقط على الأراضي البولندية ولكن أيضا على أراضي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي".
في المقابل، نفت موسكو قطعيا الاتهامات، وقالت عبر وزارة الدفاع إنها لم تضع أي خطط "لمهاجمة أهداف" على الأراضي البولندية خلال موجة الغارات الجوية الليلية على الأراضي الأوكرانية، كما أشارت السفارة الروسية في وارسو إلى أن بولندا لم تقدم "دليلا" على مزاعمها.
كما اتهمت الخارجية الروسية بولندا بالسعي إلى "مفاقمة" الوضع باتهامات لا أساس لها.
وأدان المستشار الألماني فريدريش ميرتس "العمل المتهور" الروسي، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا إلى "الكفّ عن الهروب الى الأمام".
وقال السفير الأمريكي لدى الناتو ماثيو وايتاكر: "ندعم حلفاءنا في حلف شمال الأطلسي في مواجهة هذه الانتهاكات للمجال الجوي، وندافع عن كل شبر من أراضي" حلف شمال الأطلسي.
من جهتها، أدانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "أخطر انتهاك للمجال الجوي الأوروبي من جانب روسيا منذ بداية الحرب". وأضافت: "أعتقد أن ما يريد (فلاديمير) بوتين إظهاره، هو إلى أي حد يمكنه التمادي".
تأتي هذه الخروقات عشية مناورات عسكرية روسية بيلاروسية مشتركة كبرى، أطلق عليها اسم "زاباد 2025" (غرب 2025)، من المقرر إجراؤها في الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر/أيلول، بمشاركة إجمالي 30 ألف جندي، ما دفع بولندا إلى إغلاق حدودها مع بيلاروسيا اعتبارا من الخميس.
المصدر:أ ف ب
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن