زاكروس - أربيل
كشفت المحامية والناشطة العراقية زينب جواد عن تعرضها للاختطاف والاحتجاز والابتزاز وتسريب صورها الخاصة من قبل عناصر تابعة لما أسمتهم "أمن الحشد الشعبي"، وذلك بعد وصولها إلى بغداد في 28 حزيران الماضي قادمة من أربيل، مشيرةً إلى أن ما تتعرض له من أبناء مذهبها أنهى صورة "حامي الأعراض وأخوة زينب" التي يروج بها الحشد لنفسه.
وقد سردت جواد خلال مقابلة تلفزيونية، تفاصيل ما جرى، مؤكدة أن عملية الاعتقال تمت دون مذكرة قبض بحقها. وأفادت بأن العناصر التي اختطفتها قامت بمصادرة ثلاثة هواتف وجهاز لوحي (تاب) وحاسوبها المحمول (لابتوب) منها ومن صديقة كانت ترافقها.
تحقيق مكثف وتهديدات مبطنة
وأوضحت جواد أنها تعرضت لتحقيق استمر لست ساعات، تخلله "ضغط نفسي هائل". تركزت الأسئلة حول رفضها الترشح معهم رغم انتمائها لنفس المذهب، وانتقادها للمقاومة، ودعمها لمظاهرات تشرين، واعتراضها على تعديل قانون الأحوال الشخصية.
وأشارت إلى أن العناصر كانوا يرتدون كمامات ولم تتمكن من التعرف على هوياتهم، مشيرة إلى أنها تعرضت لـ"تهديد مبطن" وحدثت "مشادة كلامية" خلال التحقيق.
احتجاز الهواتف وتسريب البيانات
الصدمة الأكبر كانت بعد إبلاغها بالإفراج عنها، حيث قيل لها إن هواتفها ستبقى بحوزتهم بحجة أن "القاضي يريدها". وكشفت جواد أنها أُجبرت على إعطائهم الأرقام السرية لهواتفها من أجل حماية الشابة التي كانت معها، كونها كانت "أمانة" لديها.
وبعد نحو أسبوع من الحادثة، تلقت جواد وأصدقاؤها ومعارفها تهديدات تصلهم على شكل صور شاشة لرسائل خاصة بينها وبينهم، مما يشير إلى اختراق محتوى هواتفها.
ابتزاز ومحاولة للإسكات
وتحدثت جواد عن بدء صفحات تابعة للحشد، من ضمنها صفحات شيوخ، بمراسلتها ومطالبتها بالظهور في فيديو للاعتذار من "المقاومة"، مع تهديد صريح: "وإلا ما تشوفين خير". وأكدت أنها رفعت دعاوى قضائية ضد هذه الجهات.
وقالت جواد إنها تلقت رسائل تهديد قبل نشر صورها الخاصة بساعات، مشددة على أنها "لا أحد يلوي ذراعي بهذه الطريقة ولا أحد يستطيع أن يساومني على مبدأي وقناعاتي"، مؤكدة أنها لو أرادت ذلك "لكنت سأخضع لمغرياتهم بالحصول على أموال وسيارات فارهة".
نشر الصور الخاصة وتهديدات "مصير أم فهد"
بعد رفضها الخضوع للابتزاز، تم نشر صورها الخاصة، بما في ذلك صور قديمة لها تعود لسنتين مضت، وصور عائلية من جهازها اللوحي الذي لا يزال بحوزة الخاطفين. وأعربت جواد عن استغرابها من "كمية الحقد"، معتبرة أنه "من المعيب أن يفعل أبناء مذهبي هذا الأمر بي لأني مخلصة لوطني، فيما العراق يُسرق جهاراً نهاراً".
كما تلقت المحامية تهديدات تحمل إشارة إلى "مصير أم فهد"، في إشارة إلى المدونة العراقية الشهيرة التي اغتيلت مؤخراً.
تحميل "الحشد" المسؤولية ومواقف متطرفة
وحملت جواد "الحشد الشعبي، من رئيس الهيئة لأصغر موظف، مسؤولية تسريب الصور"، مطالبة إياهم بـ"الكشف عن الصفحات" التي قامت بالنشر. وأكدت أن "صورة حامي العرض وأخوة زينب" قد انتهت، وأنها بصفتها "بنتكم شيعية في حكم جعفري"، مستنكرة ما حدث.
وكشفت جواد أن من بين أسباب استهدافها هو أن شقيقها في سرايا السلام، إضافة إلى استخدامها عبارة "رضي الله عنه" عن الخليفة عمر بن الخطاب في مقابلة سابقة لها مع قناة العربية، ولقائها مع "شيخ سني"، وهو ما اعتبره المبتزون خروجاً من المذهب.
دعم إقليمي وصدمة شخصية
واستشهدت جواد بما وصفتها بـ"الصدمة" التي شعرت بها، وكيف أن حسابات معروفة لشيعة كانوا "يشيرون لحسابات كويتيين ويقولون خذوا هذه بنصف دينار"، فيما رد الكويتيون والسعوديون بالدفاع عنها.
واختتمت جواد تصريحاتها، مستشهدة بقول السيدة زينب: "ما جمعكم إلا عدد وما أيامكم إلا بدد"، مؤكدة أنها "لا تستطيعون لي ذراعي" وأنها "شجاعة" واعتذرت لقبيلة الإمارة عما تعرضوا له من سب وشتم.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن