(رويترز)
تراجعت أسعار النفط والدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء، للجلسة الثالثة على التوالي بالنسبة للنفط، وسط قلق متزايد في الأسواق العالمية من تضاؤل آمال التوصل إلى اتفاقات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، قبيل مهلة تنتهي في الأول من آب قد تشهد فرض رسوم جمركية مرتفعة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 92 سنتًا، أو 1.3%، لتسجل 68.29 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 17:03 بتوقيت جرينتش. كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 66.11 دولارًا للبرميل، بانخفاض 1.09 دولار، أو 1.6%. ومع انتهاء صلاحية عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر أغسطس/آب اليوم، انخفض عقد سبتمبر/أيلول الأكثر نشاطًا 92 سنتًا، أو 1.4%، مسجلاً 65.03 دولارًا للبرميل.
وتعكس هذه الانخفاضات المخاوف من تباطؤ النشاط الاقتصادي في أكبر أسواق النفط العالمية، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي في الأول من أغسطس/آب في حال عدم التوصل إلى اتفاق. كما تشير مصادر حكومية هندية إلى أن احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والهند قد تضاءلت أيضًا.
وأوضح محللون في شركة ريتربوش للاستشارات في مذكرة أن "عامل الرسوم الجمركية أصبح فيما يبدو موضع تركيز أكبر قبل انقضاء المهلة الأمريكية". وتأثر وقود الديزل بشكل خاص، حيث انخفضت العقود الآجلة للديزل الأمريكي منخفض الكبريت بأكثر من 3% اليوم الثلاثاء إلى 102.16 دولار للبرميل، مما يعكس المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية.
في غضون ذلك، توقع استطلاع أجرته رويترز لآراء محللين انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو 600 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 18 يوليو/تموز.
تزامنًا مع تراجع النفط، انخفض الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء، وكان الين الياباني أحد أبرز الرابحين مقابل العملة الأمريكية. ففي أواخر التعاملات الصباحية، انخفض الدولار 0.7% إلى 146.36 ين، بعد تراجعه بأكثر من 1% أمس الاثنين.
تأتي هذه التحركات وسط متابعة المستثمرين للمحادثات التجارية الحالية. ومع عدم تبقي سوى ما يزيد قليلًا عن أسبوع على الموعد النهائي في الأول من أغسطس/آب، صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أمس الاثنين أن الإدارة مهتمة بجودة اتفاقيات التجارة أكثر من توقيتها، تاركًا قرار تمديد المهلة للدول التي تشارك في محادثات بناءة مع واشنطن بيد الرئيس دونالد ترامب.
وقد أثرت الضبابية المحيطة بالوضع النهائي للرسوم الجمركية عالميًا بشكل كبير على سوق الصرف الأجنبي، مما أدى إلى تداول العملات في نطاق ضيق في الغالب، حتى مع تسجيل الأسهم في بورصة وول ستريت مستويات قياسية جديدة. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداءه مقابل سلة عملات، 0.3% إلى 97.545، بعد أن تراجع بنحو 0.6% أمس الاثنين.
من جهته، ارتفع اليورو 0.2% إلى 1.1725 دولار مع ترقب قرار البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع، على الرغم من أنه من غير المتوقع تغيير أسعار الفائدة في منطقة اليورو.
ولا يزال التوصل إلى اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعيد المنال، وقد يتعرض التكتل لرسوم جمركية بنسبة 30% اعتبارًا من الأول من أغسطس/آب. وقد أشار دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إلى أن التكتل يدرس مجموعة أوسع من التدابير المضادة المحتملة ضد الولايات المتحدة في ظل تضاؤل احتمالات التوصل إلى اتفاق.
وعلق فرانشيسكو بيسول، الخبير لدى آي.إن.جي، قائلًا: "لم تُبد إدارة ترامب أي تساهل يذكر مع الإجراءات المضادة، وهناك خطر من أن يتفاقم الأمر (ولو مؤقتًا) ويتحول إلى تصعيد في الرسوم الجمركية". وأضاف أن "قدرة اليورو على الحفاظ على أفضليته على الدولار وسط التوتر الناتج عن الرسوم الجمركية ستعتمد على مدى أي تصعيد، وما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيخرج خاسرًا نسبيًا بينما تُبرم دول أخرى اتفاقيات كبيرة مع الولايات المتحدة".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن