زاكروس - أربيل
ذكرت وسائل إعلام رسمية وشهود أن مئات المدنيين من أفراد العشائر البدوية تم إجلاؤهم من مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في سوريا اليوم الاثنين في إطار وقف إطلاق نار تدعمه الولايات المتحدة ويهدف إلى إنهاء اشتباكات بين البدو والدروز أودت بحياة المئات.
وتمثل أعمال العنف في محافظة السويداء جنوب سوريا اختبارا كبيرا للرئيس المؤقت أحمد الشرع بعد ورود أنباء عن مقتل المئات، إذ أدت هذه الأحداث إلى توجيه إسرائيل ضربات جوية ضد حكومته التي يقودها إسلاميون الأسبوع الماضي وعمّقت الانقسامات في بلد عانى من ويلات الحرب الأهلية الطائفية لنحو 14 عاما.
وتوقف إطلاق النار أمس الأحد مع انتشار قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية على مشارف السويداء. وقال وزير الداخلية أنس خطاب أمس إن وقف إطلاق النار سيسمح "بتبادل الأسرى (المحتجزين لدى طرفي الاشتباكات) والعودة التدريجية للاستقرار إلى عموم المحافظة".
وقالت رويترز صباح اليوم الاثنين، إن سيارات إسعاف وشاحنات وحافلات تنقل مئات المدنيين من البدو بينهم نساء وأطفال وجرحى من السويداء إلى مخيمات قريبة للنازحين.
وقال شعيب عصفور، وهو أحد أفراد قوات الأمن السورية التي تشرف على عملية الإجلاء، إن الدفعة الأولى شملت نحو 300 من البدو وسيتم إجلاء مجموعة ثانية تضم نحو 550 مدنيا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة إذا ظل الوضع هادئا.
وذكر عصفور أن المرحلة التالية ستشهد إجلاء مقاتلين من البدو محتجزين لدى الدروز ونقل جثث البدو الذين قتلوا في الاشتباكات.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إنه سيتم إجلاء ما مجموعه 1500 بدوي من مدينة السويداء.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي القول إن تلك القوات ستسهل أيضا عودة آخرين من النازحين من السويداء إلى ديارهم.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 93 ألف شخص نزحوا بسبب القتال معظمهم داخل محافظة السويداء لكن آخرين نزحوا غربا إلى محافظة درعا أو شمالا إلى ريف دمشق.
وذكرت الأمم المتحدة أمس الأحد أن قوافل الإغاثة الإنسانية المحملة بالإمدادات الطبية تنتظر دخول السويداء منذ يومين لكن لم يُسمح لها بالدخول. وقالت إنه لم يُسمح سوى لقافلة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري بالدخول.
الدروز أقلية صغيرة العدد لكنها مؤثرة في سوريا وإسرائيل ولبنان ويمارسون طقوسا دينية مشتقة من الإسلام، ويعتبر بعض المسلمين السنة المحافظين أن معتقدات الدروز كفرا.
وهاجمت إسرائيل قوات الحكومة السورية الأسبوع الماضي في الجنوب وقصفت وزارة الدفاع في دمشق مبررة ذلك بحماية الدروز وأن يظل جنوب سوريا منزوع السلاح.
وأعلنت واشنطن، التي عبرت عن دعمها لدمشق منذ لقاء الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيار، أنها لا توافق على الضربات الإسرائيلية.
وقال المبعوث الأمريكي توماس باراك اليوم الاثنين إنه يجب محاسبة الحكومة السورية. وأضاف خلال زيارة لبيروت "ينبغي كذلك تحميلها المسؤولية التي وجدت لأجلها".
ودافع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن الهجمات التي نفذتها إسرائيل على أهداف للحكومة السورية قائلا إنها "السبيل الوحيد لوقف المجزرة التي يتعرض لها الدروز في سوريا".
وبدأ القتال قبل أسبوع باشتباكات بين مقاتلين من البدو والدروز. وأرسلت دمشق قوات لكبح القتال، لكن القوات انجرت إلى العنف وواجهت اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ضد الدروز.
وذكر سكان من السويداء أن أصدقاءهم وجيرانهم تعرضوا لإطلاق النار من مسافة قريبة في منازلهم أو في الشوارع من أفراد أظهرت الملابس والشارات التي يرتدونها أنهم من القوات السورية.
وقالت لونا الباسط، وهي ناشطة درزية من بلدة شهبا في محافظة السويداء، إن الوضع بعد إراقة الكثير من الدماء لا يزال متوترا رغم انتهاء الاشتباكات في وقت متأخر من أمس الأحد.
وأضافت لرويترز "الوضع متوتر حاليا. العالم قتلت بالشوارع بالبيوت تمت إهانتهم تحت مسمى الدولة".
ووعد الرئيس المؤقت الشرع بحماية حقوق الدروز ومحاسبة من ارتكبوا انتهاكات ضد "أهلنا من الدروز".
ووجهت أصابع الاتهام في أعمال العنف إلى "الجماعات الخارجة عن القانون".
وبعد أن استهدفت عمليات قصف إسرائيلية قوات حكومية سورية في السويداء ووزارة الدفاع في دمشق الأسبوع الماضي، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بنزع السلاح من مناطق واسعة في جنوب سوريا قريبة من الحدود تمتد من هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل إلى جبل الدروز شرقي السويداء. وقال أيضا إن إسرائيل ستحمي الدروز.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن