زاكروس - أربيل
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن الهجمات التي استهدفت قواعد عسكرية عراقية وألحقت أضراراً بمنظومتي الرادار بقاعدتي التاجي والإمام علي (ع) في ذي قار "اعتداء غادر وجبان"، وفيما وجه "بإجراء تحقيق شامل واستخباري فني"، وشدد على خطة متكاملة لتأمين منظومة الدفاع الجوي، أشار إلى أن "العراق لم يكن بموقف الضعف، ولن نتهاون مع أي عمل داخلي أو خارجي للإضرار بالأمن، وسنواجهه بكل حزم وقوة".
جاء ذلك في كلمة ألقاها السوداني خلال جلسة مجلس الوزراء الـ25 التي عقدت اليوم الثلاثاء برئاسته.
وقال السوداني عن الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل: "نأمل أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار قوياً ومتماسكاً وليس هشاً"، موضحاً إثبات موقف العراق بإدانة ورفض الهجوم الإسرائيلي على إيران، "وتعمده الإضرار بالأمن والسلم في المنطقة، واستخدامه ذرائع فاشلة لتوسعة رقعة الصراع".
ولفت إلى أن "العراق لم يكن بموقف الضعف ولن يكون، وسبق أن واجهنا الإرهاب وانتصرنا عليه، ونجحنا في إبعاد الأخطار وتجنيب شعبنا مآسي الحروب"، محذراً: "لن نتهاون مع أي عمل داخلي أو خارجي للإضرار بالأمن، وسنواجهه بكل حزم وقوة".
وتابع: "تعاملنا مع الأحداث بما يعطي الأولوية لمصالح الشعب العراقي، وهو الموقف المطلوب، ونقدر كل مواقف القوى السياسية الوطنية والمؤسسات والرئاسات الدستورية التي دعمت سياسات الحكومة في التعاطي مع الأحداث الأخيرة بالمنطقة".
وعن استهداف عدة قواعد عسكرية في بغداد وصلاح الدين وذي قار الليلة الماضية، قال السوداني: "تعرضت قواعد عسكرية عراقية إلى اعتداء غادر وجبان بطائرات مسيرة انتحارية، ألحق أضراراً بمنظومتي الرادار بقاعدتي التاجي والإمام علي (ع) في ذي قار، وقد تعاملت قواتنا المسلحة ودفاعاتنا الجوية بشكل سريع مع باقي الهجمات التي استهدفت قواعد أخرى، وأسقطت الطائرات المعتدية".
ومضى بالقول: "وجهنا بإجراء تحقيق شامل واستخباري فني، لمعرفة أبعاد الاعتداء بالمسيرات وهناك متابعة للموقف، ووضعت حكومتنا خطة متكاملة لتأمين منظومة الدفاع الجوي، وهناك مجموعة عقود ومشاريع لاستكمال تسليح منظومة الدفاع الجوي وفق أحدث المناشئ والمواصفات".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السلطات العراقية فتح تحقيق في هجمات ليلية بالطيران المسيّر الانتحاري على مواقع وقواعد عسكرية عراقية تضرّرت في اثنتين منها منظومات الرادار دون إحداث خسائر بشرية.
ولم تتبنّ أي جهة الهجمات على الفور، فيما لم تحدّد السلطات ولا مسؤولين أمنيين هوية المنفذين.
وقال صباح النعمان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في بيان "في تمام الساعة 02,15 (23,15 ت غ) وحتى الساعة 03,45 (00,45 ت غ) الثلاثاء (...) استهدفت مجموعة من الطائرات الانتحارية المسيّرة الصغيرة عددا من المواقع والقواعد العسكرية العراقية" التابعة "للقوات الأمنية العراقية بشكل كامل".
وأدّى ذلك "إلى إحداث أضرار كبيرة بمنظومتي الرادار في معسكر التاجي شمال بغداد وقاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار" في جنوب البلد.
ولفت النعمان إلى أن القوات العراقية "تمكّنت من التصدّي وإحباط جميع محاولات الاعتداء الأخرى على أربعة مواقع في أماكن مختلفة والتعامل مع الطائرات المسيّرة وإسقاطها".
ونوّه إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الهجمات والجهات المنفذة لها، مؤكدا أن "هذه الأفعال الإجرامية (...) لن تمرّ دون عقاب".
وقال مسؤول أمني عراقي لفرانس برس "لا نعلم لحدّ هذه اللحظة مسار انطلاق المسيرّات، إذا كان من خارج العراق أم من داخل العراق".
وأشار مصدر أمني لفرانس برس إلى "سقوط مسيّرة" في أراض زراعية في منطقة الرضوانية غرب بغداد، على بُعد عشرة كيلومترات تقريبا من مطار بغداد الدولي الذي تقع فيه قاعدة تضمّ قوات أميركية منضوية في التحالف الدولي.
وجاء هذا التطوّر الأمني بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران وإسرائيل وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار" يضع "نهاية رسمية" لحرب استمرت 12 يوماً بين البلدين.
وبعدما شنّت إيران هجوما صاروخيا على قاعدة العديد الأميركية في قطر مساء الإثنين، دخلت في العراق قاعدتا عين الأسد (غرب) وفيكتوريا (وسط) اللتان تستخدمهما قوات أميركية حالة ترقب و"تأهب أمني"، حسبما أفاد مصدر عسكري عراقي فرانس برس.
وأكد المصدر عدم حصول أي استهداف للقاعدتين يوم الإثنين.
وفي سياق الهجوم الذي بدأته إسرائيل على إيران في 13 حزيران، دعت الحكومة العراقية واشنطن إلى "منع" الطائرات الإسرائيلية من "اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات" على الجمهورية الإسلامية.
وفي الأيام الأخيرة، حذرت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران من استهداف المصالح الأميركية في المنطقة في حال انخرطت واشنطن عسكرياً في النزاع.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن