إسرائيل تبدأ رحلات "إنقاذ" مع تغيير شركات الطيران لمسارها في أنحاء الشرق الأوسط

زاكروس - أربيل

أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي لفترة وجيزة الأحد وستوسع عمليات الطيران اليوم الاثنين، بهدف مساعدة عشرات الآلاف من المسافرين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الإلغاءات الواسعة النطاق لرحلات الطيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط بعد الهجوم الأمريكي على إيران.

وحذرت منظمة تراقب مخاطر الرحلات الجوية من أن القصف الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية قد يزيد من التهديد الذي تواجهه شركات الطيران الأمريكية في المنطقة.

ومع إغلاق المجال الجوي الروسي والأوكراني أيضا بسبب الحرب، أصبح الشرق الأوسط مسارا أكثر أهمية للرحلات الجوية بين أوروبا وآسيا، لكن موقع تتبع الرحلات الجوية (فلايت رادار24) أظهر مساحة فارغة فوق إيران والعراق وسوريا وإسرائيل. واختارت شركات الطيران مسارات مثل الشمال عبر بحر قزوين أو الجنوب عبر مصر والمملكة العربية السعودية، حتى لو كان ذلك يعني ارتفاع تكاليف الوقود والطاقم وأوقات طيران أطول.

وقالت مجموعة إير فرانس-كيه إل إم إنها ألغت رحلاتها من وإلى دبي والرياض يومي الأحد والاثنين. وقالت شركة الخطوط الجوية السنغافورية إنها ألغت رحلاتها من سنغافورة إلى دبي بعد إجراء تقييم أمني، كما ألغت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها من وإلى دبي والدوحة. كانت هذه الإلغاءات ليوم الأحد فقط، لكن سنغافورة قالت إن الرحلات الأخرى بين سنغافورة ودبي قد تتأثر لأن الوضع لا يزال "متقلبا".

وقالت الخطوط الجوية البريطانية إن العملاء الذين كان من المقرر أن يسافروا من الآن وحتى 24 حزيران إلى دبي والدوحة يمكنهم إعادة الحجز حتى السادس من تموز مجانا.

في غضون ذلك، بدأت إسرائيل في إيجاد طرق للمواطنين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج للعودة إلى ديارهم وللسائحين الأجانب للمغادرة، وإن كان ذلك يسير بوتيرة بطيئة. وقالت شركة طيران العال الإسرائيلية الأحد إنها تلقت طلبات لمغادرة البلاد من حوالي 25 ألف شخص في يوم واحد تقريبا.

وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إن ما يسمى برحلات الإنقاذ إلى البلاد سوف تتوسع ابتداء من اليوم الاثنين بتسيير 24 رحلة يوميا من وجهات مختلفة، على الرغم من أن كل رحلة ستقتصر على 50 راكبا. وقالت شركة العال إنها ستبدأ بخدمة ثماني وجهات دولية الاثنين بعد تلقيها عددا كبيرا من طلبات مغادرة البلاد. كما أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي لمدة ست ساعات الأحد لإعادة العالقين في الخارج منذ بدء الصراع مع إيران في 13 حزيران.

وذكر موقع (سيف ايرسبيس)، التابع لمجموعة (أو.بي.إس جروب) التي تشارك معلومات مخاطر الطيران، أن الهجمات الأمريكية على إيران قد تزيد من المخاطر على شركات الطيران الأمريكية في المنطقة.

وأضاف الموقع "في حين لم توجه أي تهديدات محددة ضد الطيران المدني، حذرت إيران سابقا من أنها سترد بمهاجمة المصالح العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، إما بشكل مباشر أو عبر وكلائها مثل حزب الله".

ويمثل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في عدد متزايد من مناطق النزاع على مستوى العالم خطرا كبيرا على حركة الطيران.

ومنذ بدء الضربات الإسرائيلية على إيران منذ تسعة أيام، علقت شركات الطيران الرحلات إلى وجهات في البلدان المتضررة، إلا أنه يجري تنظيم رحلات إجلاء من الدول المجاورة وبعضها يعيد الإسرائيليين إلى إسرائيل.

وفي الأيام التي سبقت القصف الأمريكي، علقت أمريكان إيرلاينز رحلاتها إلى قطر وأوقفت يونايتد إيرلاينز رحلاتها إلى دبي.

وقال موقع (سيف ايرسبيس) إنه من المحتمل أن تمتد المخاطر المتعلقة بالمجال الجوي الآن إلى البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات. وأضاف "نواصل التوصية بتوخي أقصى درجات الحذر في الوقت الحالي".

وفتحت السلطات الإسرائيلية مطار بن جوريون القريب من تل أبيب لهبوط رحلات الإنقاذ الأحد بين 11.00 و17.00 بتوقيت جرينتش. كما تم فتح مطار حيفا الصغير الذي يخدم شمال إسرائيل بين 11.00 و17.00 بتوقيت جرينتش.

وعشرات الآلاف من الإسرائيليين وغيرهم ممن حجزوا تذاكر سفر إلى إسرائيل عالقون في الخارج.

وفي الوقت نفسه، يتطلع ما يقرب من 40 ألف سائح في إسرائيل إلى المغادرة، بعضهم يتجه عبر الحدود الأردنية إلى عمان والعقبة، والبعض الآخر عبر مصر أو بحرا إلى قبرص.