زاكروس - أربيل
استنكرت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأحد (22 حزيران 2025)، استهداف كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق بهجوم انتحاري، مشيرةً إلى أن "هذه الأعمال الإجرامية تستهدف إثارة الفتنة وزرع الفرقة بين مكونات الشعوب"، وشددت على أن "استهداف دور العبادة والمواقع الدينية يعد محاولة خبيثة لضرب النسيج الاجتماعي وجرّ المجتمعات نحو العنف الطائفي".
وقالت الوزارة في بيان: "تُعرب وزارة خارجية جمهورية العراق عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير الانتحاري الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء وإصابة آخرین".
وأضاف البيان: "إذ تؤكد الوزارة رفض العراق القاطع لكافة أشكال الإرهاب والعنف التي تستهدف المدنيين ودور العبادة، فإنها تُجدد موقف العراق الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق"، محذرةً "من خطورة هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف إثارة الفتنة وزرع الفرقة بين مكونات الشعوب".
وشدد على أن "استهداف دور العبادة والمواقع الدينية يُعدّ محاولة خبيثة لضرب النسيج الاجتماعي وجرّ المجتمعات نحو العنف الطائفي، وهو أمر يتطلب مزيداً من اليقظة والتعاون الإقليمي والدولي لإفشال من يقف
خلف هذه المخططات".
وتقدمت الوزارة "بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أسر الضحايا، وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين".
وقتل عشرون شخصاً على الأقل الأحد جراء إقدام انتحاري على تفجير نفسه داخل كنيسة في دمشق، في هجوم نسبته السلطة الانتقالية الى تنظيم داعش، في وقت يشكل بسط الأمن أحد أبرز تحدياتها.
ويعد الاعتداء الأول من نوعه في العاصمة السورية منذ إطاحة الحكم السابق في الثامن من كانون الأول الفائت، ووصول السلطة الجديدة التي حضها المجتمع الدولي مرارا على حماية الأقليات وإشراكها في إدارة المرحلة الانتقالية.
وأوردت وزارة الداخلية السورية في بيان "أقدم انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة في العاصمة دمشق، حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة".
وأسفر الهجوم، وفق وزارة الصحة، عن مقتل عشرين شخصا وإصابة 52 آخرين.
وكانت حصيلة أولية للدفاع المدني أفادت بمقتل أكثر من 15 شخصا.
وأثار التفجير الانتحاري حالة من الهلع والذعر داخل الكنيسة التي كانت تضم حشدا من المصلين بينهم أطفال وكبار في السن، وفق شهود عيان. ولا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين وتبحث عائلاتهم عنهم.
وتوجّه وزير الداخلية السوري أنس خطاب بـ"العزاء لذوي الضحايا الأبرياء في التفجير الإرهابي"، موضحاً أن "الفرق المختصة في الوزارة باشرت التحقيقات للوقوف على ملابسات الجريمة النكراء".
وشدد على أن "هذه الأعمال الإرهابية لن توقف جهود الدولة السورية في تحقيق السلم الأهلي، ولن تثني السوريين عن خيار وحدة الصف في مواجهة كل من يسعى للعبث باستقرارهم وأمنهم".
ودانت فرنسا "بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي المشين" الذي استهدف كنيسة في العاصمة السورية، بحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية الفرنسية.
وذكّرت باريس بـ"التزامها من أجل عملية انتقالية في سوريا تتيح للسوريين والسوريات، مهما كانت ديانتهم، العيش بسلام وأمن في سوريا حرة وتعددية ومزدهرة ومستقرة وسيدة".
وفي جنيف، ندد موفد الامم المتحدة الى سوريا بـ"الجريمة البشعة" في دمشق، داعيا السلطات الى اجراء تحقيق شامل.
وتبنى التنظيم أواخر أيار أول هجوم له ضد قوات السلطات الجديدة منذ سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان وموقع سايت المتخصص في تعقب أخبار المجموعات الجهادية، مع تعرّض دورية لقوات أمنية لتفجير لغم في محافظة السويداء ما أسفر عن قتيل.
وأعلنت السلطات السورية في أيار أنها ألقت القبض على أعضاء خلية تابعة للتنظيم قرب دمشق، واتهمتهم بالتحضير لهجمات. كما قتل عنصر من قوات الأمن وثلاثة من التنظيم في عملية أمنية للسلطات في حلب في الشهر نفسه.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن