Erbil 28°C الأحد 14 كانون الأول 20:55

ترامب يدعو إيران إلى استسلام غير مشروط

Zagros TV

زاكروس - ا ف ب

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران الثلاثاء إلى "استسلام غير مشروط" وحذّر من أن المرشد الأعلى "هدف سهل" لكنه في مأمن "في الوقت الحالي"، وذلك في ظل تكهنات عن امكان تدخل واشنطن الى جانب إسرائيل في اليوم الخامس من التصعيد غير المسبوق.

في الأثناء، قال نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس إن ترامب قد يرى حاجة إلى اتخاذ "إجراء إضافي" ضد البرنامج النووي الإيراني، في حين قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن إسرائيل تؤدي "مهمة قذرة" نيابة عنا جميعا.

في غضون ذلك، واصلت إسرائيل وإيران تبادل الضربات في خامس يوم على التوالي من مواجهة غير مسبوقة بين القوتين الإقليميتين، بدأتها الدولة العبرية بهجوم مباغت فجر الجمعة على منشآت عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية التي ترد بضربات صاروخية.

وأطلق ترامب سلسلة منشورات بشأن إيران على منصة تروث سوشال، جاء فيها "نعرف بالتحديد أين يختبئ المدعو +المرشد الأعلى+. هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي".

أضاف "لكننا لا نريد أن تُطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا يقترب من النفاد. شكرا لاهتمامكم بهذه المسألة"، قبل أن ينشر في وقت لاحق رسالة جاء فيها "استسلام غير مشروط!" من دون تفاصيل إضافية.

ويجمع ترامب الثلاثاء مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، غداة مغادرته اجتماع مجموعة السبع في كندا مبكرا بعدما نصح سكان طهران بإخلائها.

ومع تزايد التكهنات باحتمال تدخل أميركي، كتب نائب ترامب جاي دي فانس على منصة إكس إنّ "الرئيس أظهر انضباطا ملحوظا في إبقاء تركيز جيشنا منصبّا على حماية قواتنا وحماية مواطنينا"، لكنه "قد يقرّر اتخاذ إجراء إضافي لإنهاء التخصيب الإيراني".

وعلى هامش قمة مجموعة السبع، أيد المستشار الألماني فريدريتش ميرتس الضربات الإسرائيلية على إيران.

وقال: "هذه مهمة قذرة تؤديها إسرائيل نيابة عنا جميعا. نحن أيضا ضحايا هذا النظام (في إيران). هذا النظام... جلب الموت والدمار للعالم"، وذلك في مقابلة مع قناة "زي دي اف" الألمانية.

ومن دون الدعوة إلى وقف فوري للهجمات، دعا قادة مجموعة السبع إلى "حماية المدنيين"، مؤكدين على حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، ووصفوا إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة".

واتهمت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، المجموعة بالانحياز منتقدة عدم تنديدها بالضربات.

- ضربات متبادلة -

وتعهدت إيران بمواصلة ضرباتها على إسرائيل حتى توقف الأخيرة هجماتها.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه شنّ الثلاثاء هجمات على قواعد جوية في إسرائيل قال إن الطائرات التي تشنّ ضربات أقلعت منها.

وقال "في دفعة جديدة من الهجمات، تم تنفيذ ضربة صاروخية واسعة النطاق ضد القواعد الجوية لجيش النظام الصهيوني، وهي القواعد التي منها انطلقت المقاتلات الحربية".

وأتى ذلك بعد إعلان التلفزيون الرسمي بدء "الدفعة العاشرة من عملية الوعد الصادق 3 على الأراضي المحتلّة"، بينما أفادت وكالة تسنيم بأنّها تتألف من "هجمات بالصواريخ والمسيّرات".

وفي إسرائيل، أطلقت صفارات الانذار في مناطق منها في الجنوب تشمل بلدة ديمونا حيث محطة للطاقة النووية. ورفع الجيش الانذار بعد نحو 15 دقيقة.

وكان الجيش أعلن في وقت سابق شن "سلسلة من الغارات في غرب إيران"، مشيرا الى "استهداف عدد من المواقع وعشرات منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض".

كما أكد أنه هاجم ليلا "مقر قيادة في قلب طهران" وقضت على علي شادماني، مشيرا الى أنه "رئيس أركان الحرب في ايران وأعلى قائد عسكري والأكثر قربا" الى المرشد الأعلى علي خامنئي.

وكان الأخير عيّن شادماني قائدا لمقر خاتم الأنبياء، وهو بمثابة قيادة موحدة لعمليات القوات المسلحة، خلفا لقائدها السابق غلام علي رشيد الذي قضى في الموجة الأولى من الضربات الإسرائيلية على إيران فجر الجمعة.

وتشنّ إسرائيل منذ ذلك الحين هجوما واسعا يشمل على وجه الخصوص مواقع عسكرية ونووية إيرانية. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية مئات المواقع وقتلت عددا من القادة العسكريين والعلماء النوويين. وترد إيران بضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة على أراضي الدولة العبرية.

وأدى التصعيد المتبادل الذي يثير مخاوف من نزاع إقليمي واسع، الى مقتل مدنيين في البلدين جراء استهداف مناطق مدنية وتدمير مبانٍ.

وسقطت صباح الثلاثاء صواريخ وشظايا في منطقة تل أبيب وسط الدولة العبرية.

وأظهرت صور لفرانس برس من هرتسليا وسط إسرائيل، حفرة عميقة وحافلات متفحمة عملت فرق الاطفاء على إخماد نيران كانت لا تزال مندلعة في بعضها.

من جانبه، أفاد الحرس الثوري أنه ضرب الثلاثاء مركزا للاستخبارات العسكرية (أمان) ومركز تخطيط لجهاز الموساد في تل أبيب "اندلعت فيه النيران".

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس في طهران عن سماع دوي انفجارين قويين الثلاثاء في وسط العاصمة وشمالها.

الى ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية بسماع دوي انفجارات في مدينة إصفهان وسط البلاد بعد ظهر الثلاثاء.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين، وفقا لحصيلة رسمية أصدرتها السلطات الإيرانية الأحد.

وفي إسرائيل، أسفرت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية عن مقتل 24 شخصا على الأقل، بحسب آخر حصيلة أوردها مكتب رئيس الوزراء الاثنين.

- "قلق" -
والثلاثاء، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الجزء السفلي من موقع نطنز تعرض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية.

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة "استنادا إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز".

وتثير المواجهة العسكرية غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل اللتين تفصل بينهما جغرافيا واسعة على امتداد نحو 1500 كلم، مخاوف من اتساع رقعة التصعيد في الشرق الأوسط ليضاف الى التوترات السائدة منذ اندلاع الحرب في غزة في العام 2023.

تشتبه الدول الغربية بأن ايران تسعى الى امتلاك قنبلة نووية. وتنفي طهران ذلك وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض بشان امتلاكها السلاح النووي، الا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تمتلك 90 رأسا نوويا.

وأتت الضربات الإسرائيلية بينما كانت واشنطن وطهران تجريان مباحثات بشأن الملف النووي، سعيا الى اتفاق جديد يحل بدلا من الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018 في ولاية ترامب الأولى.

ورفضت طهران المشاركة في الجولة السادسة التي كانت مقررة في 15 حزيران/يونيو، وأكدت أنها لن تفاوض طالما تواصلت الضربات العسكرية ضدها.

وفي ظل التكهنات بانخراط أميركي، أفاد البنتاغون بأن حاملة الطائرات نيميتز التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي بدّلت وجهتها الإثنين للانتقال إلى الشرق الأوسط.

ومن كازاخستان، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء "يجب على جميع الأطراف العمل على تهدئة النزاع في أقرب وقت ممكن وتجنب المزيد من التصعيد"، بحسب الاعلام الرسمي الصيني.

في الموازاة، اتهمت الصين ترامب بأنه "يصب الزيت على النار" في النزاع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون إن "تأجيج النيران وصب الزيت وإطلاق التهديدات وزيادة الضغوط لن يساعد في تهدئة الوضع، بل سيصعد الصراع ويوسعه"، وذلك ردا على سؤال بشأن قول ترامب إن "على الجميع إخلاء طهران فورا".

وفي موسكو، وبعد أن أبدى الرئيس فلاديمير بوتين استعداده للعب دور الوسيط في النزاع، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف الثلاثاء "في الوقت الحالي، نلاحظ تحفظا تبديه إسرائيل في اللجوء إلى الوساطة والانخراط في مسار سلمي نحو التسوية".

منذ بدء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت طهران خصوصا، بدت شوارع العاصمة خالية تقريبا وأغلقت العديد من المتاجر أبوابها.

وأعلنت السلطات الأذربيجانية الثلاثاء أن أكثر من 700 من الرعايا الأجانب تمّ إجلاؤهم من إيران عبر أراضيها منذ بدء الضربات الإسرائيلية.

والى العراق، يصل إيرانيون أتموا مناسك الحج في مكة، تمهيدا للعودة الى بلادهم برا، ويعتريهم القلق على أقاربهم في الجمهورية الإسلامية.

في استراحة للحجاج في عين التمر بمحافظة كربلاء في وسط العراق، قالت آمنة حمودي "جميع الأشخاص هنا قلقون على عائلاتهم وبلدهم ومدينتهم".
 

الأخبار العالم

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.