زاكروس - وكالات
أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من "أشد مراحلها خطورة، وأكثرها دقة"، مشيراً إلى أن بلاده "كثفت جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطينى، وبذلت مساعي مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية مطالبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية".
وقال السيسي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها الـ34 ، ببغداد اليوم:" يتعرض الشعب الفلسطينى، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة الذي تعرض لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، فى محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرا تحت أهوال الحرب".
وأضاف :"لم تبق آلة الحرب الإسرائيلية، حجرا على حجر، ولم ترحم طفلا أو شيخا.. واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحية سلاحا، ومن التدمير نهجا .. مما أدى إلى نزوح قرابة مليوني فلسطيني داخل القطاع، فى تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية".
وأشار إلى أنه "فى الضفة الغربية، لا تزال آلة الاحتلال، تمارس ذات السياسة القمعية من قتل وتدمير .. ورغم ذلك يبقى الشعب الفلسطينى صامدا، عصيا على الانكسار، متمسكا بحقه المشروع فى أرضه ووطنه".
ولفت السيسي إلى أن "مصر كثفت جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وبذلت مساعى مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية مطالبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية".
وثمن السيسي جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذى نجح فى يناير/ كانون الثاني الماضي، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع إلا أن "هذا الاتفاق، لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلي المتجدد، فى محاولة لإجهاض أى مساع نحو الاستقرار".
وأضاف أنه "على الرغم من ذلك، تواصل مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، شريكيها فى الوساطة، بذل الجهود المكثفة لوقف إطلاق النار، مما أسفر مؤخرا عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكى/ الإسرائيلى عيدان ألكسندر".
وقال السيسي إنه "حتى لو نجحت إسرائيل، في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية".
وطالب السيسي "الرئيس ترامب، بصفته قائداً يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة - يكون فيها وسيطا وراعيا - تفضي إلى تسوية نهائية تحقق سلاما دائما، على غرار الدور التاريخي الذى اضطلعت به الولايات المتحدة، فى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل فى السبعينيات".
ومضى السيسي قائلاً: "أمتنا العربية تواجه تحديات مصيرية، تستوجب علينا أن نقف صفا واحدا لمواجهتها، بحزم وإرادة لا تلين. فيمر السودان الشقيق بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره.. مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية ومؤسساتها الوطنية .. ورفض أى مساع، تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية."
وشدد الرئيس المصري على ضرورة استثمار رفع العقوبات الأمريكية لمصلحة الشعب السورى وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة بلا إقصاء أو تهميش والمحافظة على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب وتجنب عودته أو تصديره، داعياً إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلى من الجولان، وجميع الأراضى السورية المحتلة.
كما طالب بـ "انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، واحترام سيادة لبنان على أراضيه، وتمكين الجيش اللبنانى من الاضطلاع بمسؤولياته" ، مؤكدا أن مصر مستمرة فى جهودها الحثيثة، للتوصل إلى مصالحة سياسية شاملة في ليبيا ، وفق المرجعيات المتفق عليها من خلال مسار سياسى ليبى، يفضى إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تمكن الشعب الليبى من اختيار قيادته، وتضمن أن تظل ليبيا لأهلها مع خروج كافة القوات والميليشيات الأجنبية من ليبيا.
وأشار السيسي إلى ضرورة استعادة اليمن توازنه واستقراره، عبر تسوية شاملة تنهى الأزمة الإنسانية، التى طالته لسنوات، وتحفظ وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية ، لافتا إلى "ضرورة عودة الملاحة إلى طبيعتها، فى مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وتهيئة الأجواء للاستقرار، والبحث عن الحلول التى تعود بالنفع على شعوبنا".
وأكد الرئيس المصري على دعم الصومال المتواصل ، معلناً "الرفض القاطع لأي محاولات للنيل من سيادته، وداعيا كافة الشركاء الإقليميين والدوليين، لدعم الحكومة الصومالية، للحفاظ على الأمن والاستقرار فى هذا البلد الشقيق".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن