زاكروس - أربيل
حذّر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم الأحد (4 أيار 2025)، من مغبة فشل المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران حول الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن ذلك "قد يقود إلى بدائل خطرة تهدد أمن واستقرار المنطقة".
جاء ذلك خلال اجتماع عقده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، مساء اليوم مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في مقر وزارة الخارجية بالرياض.
وخلال اللقاء، سلّم فؤاد حسين دعوة رسمية موجّهة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف جمال رشيد، لحضور القمة العربية التي ستُعقد في بغداد خلال الشهر الجاري.
ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية عن الجانبين تأكيدهما "على عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما على تطويرها في مختلف المجالات".
وأشار فؤاد حسين إلى أن "تكامل العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية يُمكن أن يسهم بدور فعّال في محيطهما العربي والإقليمي والدولي، لافتًا إلى حجم التحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة".
وتابع البيان: "وفي ما يخص المفاوضات الجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، أوضح الوزير أن هناك فرصة حقيقية لفتح آفاق جديدة في حال نجاح المفاوضات، محذرًا من أن فشلها قد يقود إلى بدائل خطرة تهدد أمن واستقرار المنطقة".
كما عبّر الجانبان عن "قلقهما البالغ إزاء التطورات الأخيرة في سوريا، لاسيما التدخلات الإسرائيلية المتكررة، مؤكدَين أن استمرار عدم الاستقرار في سوريا يُسهم في تفاقم الأزمات وتهديد الأمن الإقليمي. وأعرب فؤاد حسين عن أمله في الدفع باتجاه خلق حالة من الاستقرار المستدام في المنطقة"، بحسب البيان.
وبحث اللقاء "أوضاع سوق النفط العالمية، حيث شدّد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون بين العراق والسعودية في إطار "أوبك" و"أوبك بلس"، وأهمية التنسيق الكامل في هذا المجال لضمان استقرار السوق".
ولفت فؤاد حسين إلى "الاستقرار الأمني الذي يشهده العراق حاليًا، واستكمال الاستعدادات لاستضافة القمة العربية في بغداد، والتي ستتضمن جانبين تنمويًا وسياسيًا، مؤكدًا أهمية العمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية".
بدوره، أكّد وزير الخارجية السعودي، "حرص المملكة على تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق، مشيراً إلى أن التعاون المشترك بين البلدين يمثل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة. كما عبّر عن دعم المملكة الكامل لاستضافة العراق للقمة العربية، لما لها من أهمية بالغة في هذا الظرف الإقليمي الحساس".
وتتوقع الولايات المتحدة محادثات جديدة مع إيران بشأن برنامجها النووي "في المستقبل القريب"، رغم تأجيل جولة مفاوضات كانت مقرّرة أمس السبت وزيادة الرئيس دونالد ترامب الضغوط على النفط الإيراني الخميس.
وتهدف المحادثات بين البلدين المتخاصمين منذ أربعة عقود، إلى إبرام اتفاق جديد يقيّد البرنامج النووي الإيراني ويمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، الأمر الذي لطالما نفته الجمهورية الإسلامية، وذلك مقابل رفع العقوبات التي تشلّ اقتصادها.
وكان من المفترض أن تجري واشنطن وطهران جولة رابعة من المفاوضات غير المباشرة في روما السبت، بعدما أفاد الطرفان عن إحراز تقدّم في الجولات الثلاث السابقة. غير أنّ إيران أكدت الخميس تأجيل هذه الجولة، بعدما أفاد الوسيط العماني عن "أسباب لوجستية" وراء هذا القرار.
وتشتبه بلدان غربية في مقدمها الولايات المتحدة، وأيضا إسرائيل التي يعتبر خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بأن إيران تسعى لحيازة قنبلة ذرية، ما تنفيه طهران مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصراً.
ونص اتفاق نووي أبرم عام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا،) فضلا عن ألمانيا، على تقييد أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات عنها.
وفي العام 2018، سحب ترامب بلده بقرار أحادي من الاتفاق الذي كانت طهران تلتزم ببنوده بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، وأعاد فرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية.
وردت إيران بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق.
ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنّ إيران تقوم حاليا بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع (60 في المئة) وهو أقل من نسبة الـ90 في المئة اللازمة لتصنيع الأسلحة النووية، ولكنه أعلى بكثير من نسبة3,61 في المئة التي حددها الاتفاق النووي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن