زاكروس- أربيل
يستعد الحزب الحاكم في كندا اليوم الأحد (9 آذار 2025) لاختيار زعيم جديد له سيتولى رئاسة الوزراء خلفا لجاستن ترودو، في خضم حرب تجارية تتمثل بفرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة ووعيد يكرره رئيسها دونالد ترامب.
وبحسب وكالة فرانس برس فأن مارك كارني (59 عاماً)، وهو مصرفي سابق خبرته السياسية محدودة، يبدو الأوفر حظا للفوز بزعامة الحزب الليبرالي (وسط اليسار) اليوم.
وكان ترودو أعلن في كانون الثاني تنحّيه عن المنصب الذي شغله لقرابة عقد من الزمن، في خطوة أتت بينما كان يواجه ضغوطا كثيرة، من تراجع شعبية الحزب واقتراب موعد الانتخابات العامة المقبلة.
وسيكلّف الفائز بزعامة الحزب رئاسة الوزراء. ومن المتوقع أن يتم التسليم والتسلم بين ترودو وخلفه في غضون أيام مع تأليف الحكومة الجديدة.
وتقدم كارني، وهو حاكم سابق لبنك كندا وبنك انكلترا على منافسيه على صعيد الدعم الشعبي والتمويل لحملته، بينما يهيمن على النقاشات خلال الأسابيع الماضية التحديات التجارية مع الجارة الجنوبية (الولايات المتحدة) في عهدة إدارة ترامب.
وقال كارني في آخر لقاء انتخابي أول أمس الجمعة "نواجه الأزمة الأخطر في حياتنا"، مشدداً على أن كل ما اكتسبه في مسيرته "حضّرني لهذه اللحظة".
وركز كارني خلال حملته على الخبرة التي اكتسبها في إدارة الأزمات، وهي استراتيجية يبدو أنها أثمرت ومنحته الأفضلية، في وقت تواجه البلاد أزمة تاريخية مع جارتها الجنوبية.
وأطلق ترامب حربا تجارية من خلال فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا. وهو يكرر رغبته بأن تصبح البلاد "الولاية الأميركية الحادية والخمسين".
وأثارت هذه الهجمات غضب الكنديين الذين بات كثيرون منهم يحجمون عن زيارة الولايات المتحدة أو يقاطعون المنتجات الأميركية.
وبحسب المحللين، فإن حظوظ المنافِسة الرئيسية لكارني، كريستيا فريلاند، ضئيلة للفوز بزعامة الحزب الحاكم.
وكانت فريلاند وزيرة للمالية في حكومة ترودو، واستقالت منها في ظل خلاف معلن ووجهات نظر متباينة مع رئيس الوزراء حول أفضل السبل لمواجهة ترامب.
وإضافة الى التوترات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، سيكون الزعيم الجديد للحزب الليبرالي أمام مهمة شاقة هي إعادة توحيد صفوفه تحضيرا للانتخابات المقبلة.
ومن المفترض أن تجرى الانتخابات في موعد أقصاه تشرين الأول، لكنها قد تقام في وقت مبكر، وهي تعد بأن تكون تنافسية أكثر مما كان متوقعاً.
وتراجعت شعبية الليبراليين بشكل ملحوظ، ويحمّلهم الكنديون المسؤولية عن مشكلات عدة خصوصا زيادة التضخم وأزمة السكن. لكن بعدما كان الحزب الليبرالي متأخرا بفارق 20 بالمئة في نوايا التصويت في كانون الثاني ، تضعه استطلاعات الرأي حاليا في شبه تعادل مع المحافظين.
وبحسب استطلاعات للرأي نشره معهد آنغس ريد الأربعاء، فكارني هو المرشح المفضل لدى الكنديين لمواجهة ترامب، اذ اختاره 43 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، مقابل 34 بالمئة يفضّلون زعيم المحافظين بيار بوالييفر.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن