زاكروس- أربيل
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة (7 آذار 2025) أنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا ما استمرّت في "قصف" أوكرانيا وتحاشت السلام الذي يريده الرئيس الأوكراني "في أقرب ما يمكن".
جاء موقف ترامب المغاير لسياساته الأخيرة تجاه روسيا نوعاً ما، بعد سلسلة ضربات جديدة بصواريخ ومسيّرات روسية استهدفت مدنا ومنشآت أوكرانية.
وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" إنه "نظرا إلى أن روسيا تقصف أوكرانيا حاليا في ساحة المعركة، أفكر بقوة في فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق وعقوبات ورسوم جمركية على روسيا إلى أن يتم التوصل لوقف إطلاق النار ولاتفاق تسوية نهائي بشأن السلام".
وصرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي الذي يبثّ على شبكات التواصل الاجتماعي "جرى عمل مكثّف مع طاقم الرئيس ترامب طوال اليوم على عدّة مستويات مع عدّة مكالمات. والعنوان واضح: السلام في أقرب ما يمكن".
وكرّر الرئيس الأوكراني الذي توتّرت العلاقات بينه وبين واشنطن التي اعتمدت الرواية الروسية وعلّقت مساعدتها العسكرية لأوكرانيا، دعوته إلى هدنة في الجو والبحر الجمعة قبل أيام قليلة من عقد اجتماع دبلوماسي في المملكة العربية السعودية بين الأميركيين والأوكرانيين.
وأتى القصف الروسي الأخير عقب قمة جمعت قادة الاتحاد الأوروبي الذين أبدوا الخميس في بروكسل رغبتهم في تعزيز القدرات الدفاعية للقارة، في مواجهة تغيير واشنطن موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية وتجميد مساعداتها العسكرية لكييف وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها.
ورأى الرئيس الأوكراني في الغارات الأخيرة التي وقعت في خضمّ مباحثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار دليلا جديدا على قلّة استعداد موسكو لخوض مسار سلام.
وكتب زيلينسكي على إكس "الخطوات الأولى لإرساء سلام حقيقي يجب أن تكون إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، أي روسيا، على إنهاء هذه الهجمات"، داعيا إلى "وقف" استخدام "الصواريخ والمسيرات البعيدة المدى والقنابل" الجوية.
ومن المقرر عقد اجتماع الثلاثاء في السعودية بين وفدين أميركي وأوكراني من أجل تحديد "إطار اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار"، بحسب الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأعلن زيلينسكي أمس الخميس أنه سيسافر أيضا إلى السعودية الإثنين للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وسيتوجه الرئيس الأوكراني أيضا إلى جنوب إفريقيا في 10 نيسان، في زيارة تعد جزءا من "امتداد للالتزامات الجارية" بشأن "عملية سلام شاملة" بين كييف وموسكو، وفق ناطق باسم رئاسة جنوب إفريقيا.
في غضون ذلك، قال ترامب إنه يجد التعامل مع روسيا "أسهل" من التعامل مع أوكرانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإنه يثق في فلاديمير بوتين.
وقال ترمب "أصدقه. بصراحة أجد التعامل مع أوكرانيا أكثر صعوبة وهم لا يملكون الأوراق. قد يكون التعامل مع روسيا أسهل".
وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو عبر فيسبوك إن "منشآت الطاقة والغاز في مناطق أوكرانية عدة تتعرض مجددا لقصف مكثف بصواريخ ومسيّرات" مضيفا أن "كل الإجراءات الضرورية تتخذ لتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة والغاز".
وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 58 صاروخا و194 مسيّرة على الأقل خلال الهجوم ليل الخميس الجمعة.
وأعلن أنه أسقط 34 صاروخا و100 مسيّرة، مضيفا أنه استخدم طائرات ميراج الفرنسية للمرة الأولى لصد الهجوم الروسي.
وتم تفعيل صافرات الإنذار في كل أنحاء البلاد خلال الليل، مع الإبلاغ عن وقوع أضرار وإصابات في العديد من المناطق.
وبعد أسبوع من المشادة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، تواجه أوكرانيا تجميد المساعدات العسكرية الأميركية وكذلك وقف تبادل المعلومات الاستخبارية معها.
وهذا القرار يعيق الكشف المسبق عن ضربات العدو، بحسب ما قال خبراء لوكالة فرانس برس.
وفي مواجهة توقف الدعم الأميركي لأوكرانيا، أعطى قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الذين اجتمعوا في بروكسل الخميس في قمة استثنائية بشأن أوكرانيا، الضوء الأخضر لخطة طرحتها المفوضية الأوروبية لـ"إعادة تسليح أوروبا" تقضي برصد حوالى 800 مليار يورو وتؤكّد "ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير".
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه أبلغ عدّة بلدان في الناتو "تتشارك أفكاره"، أي بريطانيا وتركيا وكندا والنروج وآيسلند، بمخرجات القمّة الاستثنائية خلال مؤتمر عُقد بالاتصال عبر الفيديو صباحا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن