زاكروس - أربيل
أكدت روسيا الاتحادية، اليوم الإثنين، أن حجم استثماراتها في قطاع الطاقة في العراق بلغ 19 مليار دولار، مشيرة إلى أن التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين يشهد تطورًا ملحوظًا.
تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين العراق وروسيا
ووفقًا لبيان صادر عن "روسيا – للعالم الإسلامي"، فقد زادت دول منظمة التعاون الإسلامي، ومنها العراق، من حجم التعاون التجاري مع روسيا بنسبة 30% خلال عام 2024.
- قطاع الطاقة يتصدر الاستثمارات الروسية في العراق، حيث بلغت قيمة الاستثمارات أكثر من 19 مليار دولار.
- هناك تعاون مكثف في المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية، إذ يدرس آلاف الطلاب العراقيين في الجامعات الروسية، كما تُنظم دورات تدريبية متقدمة لموظفي وزارة الخارجية العراقية.
- يشير البيان إلى إمكانية تعزيز التعاون ضمن مشروع "مسار التنمية"، الذي يشمل تحديث وتوسيع شبكة السكك الحديدية في العراق بطول 1200 كيلومتر، لربط البلاد بالدول المجاورة.
تفاصيل الاستثمارات
تركز الاستثمارات الروسية على تطوير حقول نفطية كبرى مثل "غرب القرنة 2" في البصرة، الذي تديره "لوك أويل" بنسبة 75%، حيث يهدف إلى رفع الإنتاج إلى أكثر من 700 ألف برميل يومياً بحلول نهاية 2025، مقارنة بحوالي 550 ألف برميل حالياً.
كما تمتلك "روسنفت" حصة كبيرة في خط أنابيب كركوك-جيهان بإقليم كوردستان، حيث استثمرت 1.8 مليار دولار لتطويره لتصل طاقته إلى مليون برميل يومياً.
هذه الخطوات تعزز السيطرة الروسية على البنية التحتية للطاقة في العراق، مما يمنحها نفوذاً جيوسياسياً متزايداً.
السياق والدوافع
يأتي هذا التعاون في وقت تسعى فيه بغداد لجذب استثمارات أجنبية لتعزيز إنتاجها النفطي والغازي، خاصة مع تراجع اهتمام الشركات الغربية مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" بسبب التحديات الأمنية والسياسية.
وقد استغلت روسيا هذا الفراغ منذ 2009، حيث بدأت الشركات الروسية تحل تدريجياً محل نظيراتها الغربية. ويرى محللون أن موسكو تهدف إلى إبعاد الغرب عن صفقات الطاقة العراقية، لتعزيز تحالفها مع قوى إقليمية مثل إيران والسعودية في إطار استراتيجية أوسع لمواجهة الهيمنة الأمريكية.
ردود الفعل والتداعيات
إلى ذلك وسبق أن رحبت الحكومة العراقية بهذا التعاون، حيث أكد وزير النفط حيان عبد الغني أن الاستثمارات الروسية تسهم في تعظيم الإيرادات ودعم مشاريع التنمية. لكن هناك مخاوف من أن تعزز هذه الشراكة التبعية الاقتصادية للعراق، خاصة مع استمرار العقوبات الغربية على بعض الشركات الروسية مثل "غازبروم"، رغم أنها لم تؤثر حتى الآن على عملياتها في البلاد.
في المقابل، يرى خبراء أن هذه الاستثمارات قد تعزز قدرة العراق على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، مما يقلل اعتماده على الواردات الإيرانية.
ومع ذلك، يبقى التحدي في تحسين البنية التحتية وخلق بيئة استثمارية مستقرة لضمان استدامة هذه المشاريع.ففي ظل التحولات الإقليمية، تظل روسيا شريكاً استراتيجياً مهماً للعراق، لكن نجاح هذه الشراكة يعتمد على استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن