اعتقال محمد عمرا "الذبابة" بعد هروبه المثير في فرنسا

زاكروس - أربيل 

أعلنت السلطات الفرنسية، اليوم السبت، عن اعتقال محمد عمرا، المعروف بلقب "الذبابة"، والذي يُعتبر أخطر المطلوبين للأمن الفرنسي، وذلك في رومانيا. يأتي هذا الاعتقال بعد تسعة أشهر من فراره الجريء الذي شهد مقتل ضابطي سجن وإصابة ثلاثة آخرين. 

يأتي هذا الاعتقال ليضع حداً لعملية بحث واسعة النطاق شملت تعاوناً دولياً بين الشرطة الفرنسية والإنتربول. 

تفاصيل الحادث 

كان عمرا، البالغ من العمر 30 عاماً، قد فر من سيارة سجن في 14 مايو/ أيار 2024، عندما تعرضت قافلة تنقله لكمين مسلح عند محطة رسوم مرور في "إنكارفيل" بمنطقة شمال فرنسا. 

 الهجوم، الذي نفذه مسلحون مجهولون، أسفر عن مقتل اثنين من حراس السجن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، مما جعل القضية واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل في فرنسا خلال السنوات الأخيرة. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحادث حينها بأنه "هجوم غير مسبوق"، متعهداً بتقديم الجناة إلى العدالة. 

خلفية المتهم 

محمد عمرا، المولود في 10 مارس/آذار 1994 في مدينة روان بمنطقة نورماندي، هو مجرم فرنسي اشتهر بلقب "الذبابة" بسبب قدرته على الإفلات من السلطات.  

بدأ مسيرته الإجرامية في سن مبكرة، حيث سجلت أولى إداناته وهو في الخامسة عشرة من عمره في أكتوبر/ تشرين الأول 2009. ومنذ ذلك الحين، تراكمت ضده 13 إدانة تشمل السرقة، الابتزاز، العنف المسلح، والتآمر الإجرامي. 

 في مايو 2024، كان محتجزاً في سجن "فال دي رويل" بعد إدانته بالسطو وحكم عليه بالسجن 18 شهراً، بينما كان يواجه اتهامات أخرى مرتبطة بالاختطاف والقتل في مرسيليا. 

يُشتبه بأن عمرا كان أحد الشخصيات البارزة في شبكات تهريب المخدرات الدولية، ولديه صلات وثيقة بعصابة "السود" في مرسيليا، وهي واحدة من أقوى عصابات الجريمة المنظمة في فرنسا. ورغم نفي محاميه لهذه الاتهامات، إلا أن الادعاء العام وصف عمرا بأنه "لاعب متوسط المستوى" في تجارة المخدرات. 

ثناء حكومي 

الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وصف عملية الاعتقال بأنها "نجاح رائع"، بينما أشاد رئيس الحكومة، فرانسوا بايرو، بـ"احترافية ومثابرة الشرطة الوطنية". كما أثنى وزير الداخلية، برونو ريتايو، على "التعاون الحاسم" من قبل السلطات الرومانية في إلقاء القبض على عمرا. 

عملية الاعتقال 

لم تكشف السلطات الفرنسية بعد عن التفاصيل الكاملة لكيفية اعتقال عمرا، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن العملية تمت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة تلقتها الشرطة من شركاء دوليين. وأفادت تقارير أولية أن عمرا كان مختبئاً خارج فرنسا (رومانيا) مما استدعى تفعيل النشرة الحمراء التي أصدرها الإنتربول ضده عقب هروبه. 

بهذا الاعتقال، تأمل السلطات الفرنسية في تقديم عمرا للعدالة ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها، مما يبعث برسالة قوية حول التزام فرنسا بملاحقة المجرمين وضمان أمن وسلامة مواطنيها.