مستوحاة من تفجيرات "البيجر" .. أوكرانيا تفخخ نظارات عسكرية روسية

زاكروس - أربيل  

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الاستخبارات الأوكرانية تبنّت خطة مبتكرة لتعطيل العمليات العسكرية الروسية، مستوحاة من عمليات استخباراتية إسرائيلية ضد حزب الله اللبناني، عبر استخدام أجهزة مفخخة مخفية داخل نظارات الطائرات المسيرة التي يعتمد عليها الجنود الروس. 

قنابل مخفية في نظارات الطائرات المسيرة 

بحسب الصحيفة، استندت الخطة إلى إخفاء متفجرات صغيرة داخل نظارات التحكم بالطائرات المسيرة، ثم تقديمها كتبرعات ضمن المساعدات الإنسانية، بهدف تفجيرها عند الاستخدام. 

فيما كانت وكالة "تاس" الروسية قد نشرت سابقًا تقارير عن عمليات تخريب محتملة لهذه النظارات، وهو ما أكده مسؤول كبير في الاستخبارات الأوكرانية لـنيويورك تايمز، موضحًا أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية طوّرت هذه الخطة ونفذتها خلال الأشهر الأخيرة. 

تأثيرات غير محسومة 

رغم التقارير الصحفية الأوكرانية التي وثّقت وقوع انفجارات، لم يتم تسجيل إصابات مؤكدة حتى الآن، فيما لم يفصح الجيش الروسي عن حجم خسائره البشرية. لكن الصحيفة أشارت إلى أن هذه الحوادث أثارت قلقًا بين الجنود الروس، ما قد يدفعهم للتردد في استخدام النظارات مستقبلاً. 

وأكد المسؤول الأوكراني أن العملية ما زالت مستمرة، رافضًا الكشف عن العدد الدقيق للإصابات. 

استلهام من عمليات إسرائيلية 

وفقًا للصحيفة، استلهم الأوكرانيون خطتهم من عملية استخباراتية إسرائيلية تعود إلى سبتمبر، حين استُخدمت أجهزة مفخخة على شكل "بيجر" لاستهداف عناصر حزب الله. لكن الفرق، وفق التقرير، أن الروس لا يعتمدون على أجهزة لاسلكية، بل يستخدمون نظارات من نوع FPV، التي تتيح لمشغلي الطائرات المسيرة رؤية مسارها أثناء التحليق. 

انفجارات غامضة في معدات روسية 

في واقعة حديثة، صرّح رجل الأعمال الروسي إيغور بوتابوف، المؤيد للجيش الروسي، بأن نظارات الطائرات المسيرة الصينية سكايزون كوبرا X V4، التي تم تزويد القوات الروسية بها، تعرضت لانفجارات مفاجئة عند التشغيل. 

وفي مقابلة مع نيويورك تايمز، أوضح بوتابوف أنه سمع عن هذه الحوادث عبر" تليغرام"، ثم تأكد من صحتها عبر متطوعين يساعدون الجيش الروسي. وأشار إلى أن هذه النظارات كانت مفضلة لدى المشغلين الروس لرخص ثمنها. 

حرب استخباراتية متصاعدة 

أظهرت مقاطع فيديو نشرتها قنوات موالية لروسيا على تليغرام أن النظارات المفخخة وُزّعت عن طريق متطوعين غير مدركين لمحتواها، في عملية وُصفت بـ"الضخمة". وكشفت التحقيقات أن كل نظارة احتوت على 15 غرامًا من المتفجرات البلاستيكية ومفجرات دقيقة. 

رغم عدم وضوح التأثير الفعلي لهذه العمليات على الجيش الروسي، فإن المؤكد، وفق الصحيفة، أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا دخلت مرحلة جديدة من الصراع الاستخباراتي.