زاكروس - أريبل
أشاد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اليوم الأحد (16 شباط 2025)، بالجهود المبذولة من قبل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لحل الخلافات بين الإقليم وبغداد، مشيراً إلى أن العلاقات بين الجانبين الآن أفضل من السابق.
وقال نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحفي حضره موفدنا على هامش مؤتمر ميونخ للأمن إن المؤتمر "يشكل فرصة لمناقشة الأفكار والقضايا بعيداً عن تعقيدات البروتوكولات لعقد اجتماعات مكثفة وإبداء مواقفنا للمشاركين في المؤتمر، وكان لنا خلال مشاركتنا في مؤتمر ميونخ للأمن لقاءات كثيرة، وناقشنا فيها القضايا التي تتعلق بالأمن والاستقرار، وتبادلنا الآراء حول التطورات في العالم ومنطقتنا".
وأضاف أن "هناك مفاوضات جدية بين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، لتشكيل الكابينة الحكومية العاشرة في إقليم كوردستان، ونحن متفائلون بأن يتم التوصل إلى نتائج في المستقبل القريب، وقد أحزرنا تقدماً ملحوظاً"، مبيناً أن "اللقاءات السابقة ناقشن العمل معاً ودلالة مبدأ الشراكة في الحكومة، ونتأمل إكمال المفاوضات والاتفاق على المناصب بين الحزبين وبقية المكونات المشاركة في الحكومة".
وفي سياق آخر، تطرق نيجيرفان بارزاني لعملية السلام في تركيا بالقول: "ننتظر رسالة وفد إمرالي "دام بارتي" الذي يجري زيارة في هذه الأثناء إلى إقليم كوردستان واجتمع اليوم مع الرئيس مسعود بارزاني، وسألتقي بهم غداً في أربيل، فالوفد يحمل رسالة السيد عبدالله أوجلان قبل أن يتوجه إلى السليمانية، ونتوقع أن تكون رسالة سلام واستقرار لتركيا، ونتمنى نسمع نداء سلام من السيد أوجلان، ونتمنى أن يستقبل العمال الكوردستاني هذا النداء بالترحيب".
وبشأن اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي يوم أمس، أوضح: "عقدنا اجتماعاً جيداً مع معالي وزير الخارجية الأمريكي، الذي لم يمض وقت طويل على مباشرة مهامه، لقد تحدثنا عن القضايا المشتركة بين العراق وأمريكا، وأكدنا على رغبة العراق بأن يكون عاملاً للأمن والاستقرار في المنطقة، وأن يلعب دوره للحد من تصاعد الصراعات، تحدثنا عن ذلك باسم كوردستان والعراق، وقد وجهنا له دعوة لزيارة العراق للمشاركة في مراسم افتتاح مقر قنصلية الولايات المتحدة بأربيل".
ورداً على سؤال بشأن سوريا، قال رئيس إقليم كوردستان: "في كل الاجتماعات كانت سوريا محوراً رئيساً للمباحثات، ما يحدث في سوريا الآن، هو مبعث سعادة للجميع بسقوط نظام قمعي ظالم، ونتمنى بأن تتمكن السلطة الحالية من إشراك جميع الأطراف والمكونات السورية في مستقبل سوريا، وبالنسبة لإقليم كوردستان نحن نتمنى الاستقرار لسوريا فشعب سوريا يستحق حياة أفضل، وخلال السنوات الماضية تعرض المواطنون للويلات والتهجير والدمار، اليوم شعب سوريا يستحق حياة أفضل، نأمل أن السلطة الجديدة وخاصة الرئيس أحمد الشرع أن يستطيع يكون عامل استقرار لسوريا ويتمكن من تخليص شعب سوريا من المعاناة، سوريا تضم الكثير من المكونات المتعددة، الأهم هو مشاركة جميع الأطراف المعنية والمكونات في العملية".
وتابع: "نصحيتنا للأخوة الكورد في سوريا محددة، لقد قلنا لهم: يجب أن تذهبوا موحدين إلى دمشق، تجربتنا في إقليم كوردستان كانت ناجحة بالذهاب معاً إلى بغداد بعد 2003، وأن يعدوا أنفسهم أصحاب سوريا الجديدة، لا تنتظروا دعوة من دمشق، بل سوريا هي لكم ودمشق عاصمتكم، والمشاركة بأقرب وقت في العملية السياسية السورية، ونحن نأمل من السلطات السورية وخاصة الرئيس الجديدة أحمد الشرع، بأن يضع التعددية في سوريا بنظر الاعتبار، وإشراك جميع المكونات في مستقبل سوريا، ونحن نتمنى حياة ومستقبل أفضل للشعب السوري بكل مكوناته، وفي إقليم كوردستان نحن مستعدون لأداء دورنا في هذا الإطار، وقد تحدثنا مع وزير خارجية سوريا في هذا الإطار وأكدنا على أننا عامل استقرار وجاهزون للمساعدة لتحقيق المزيد من الاستقرار في سوريا".
وعن سياسة الولايات المتحدة بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة في ولاية ثانية، قال نيجيرفان بارزاني: "نحن أمام أمريكا جديدة بتوجهات مختلفة، ورؤى جديدة ترى العالم بشكل آخر، لكن المهم أن هناك أمراً واضحاً في تصريحات الرئيس الأمريكي وهو أنه يريد أن يكون عامل أمن واستقرار وإنهاء الحروب في المنطقة وإنهاء جميع الصراعات في العالم، الرئيس الأمريكي قال ذلك، وأرى أن علينا جميعاً سواء في أوروبا أم المنطقة الترحيب بتصريحات ومبادرات الرئيس الأمريكي بالتأكيد على إنهاء الحروب وتحقيق السلام، والأهم هو أن العالم يحتاج إلى هذا السلام، أما كيفية تحقيق ذلك فهذا شأن آخر، لكن ما يؤمن به يستحق التقدير والدعم، ونحن ليس لدينا مخاوف بل نعتبر أمريكا حليفاً لنا، والعراق يستطيع أداء دور جدي لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
كما تحدث رئيس إقليم كوردستان عن لقائه مع وزير الخارجية التركي بالقول: "لمسنا رغبة جدية من تركيا لإدارة عملية السلام، وما تبقى يتعلق بوفد دام بارتي والنداء المقرر أن يطلقه عبدالله أوجلان قريباً وحتى نهاية الشهر الجاري على الأرجح، فطبيعة هذه المشكلة لا تحل عبر العنف والسلاح والقتال، بل تتطلب من الناحية السياسية حلها بالسلام، والمهم هو الخطوة الأولى، نتصور أن حزب العمال يجب أن يفكر جدياً بالترحيب والاستجابة لنداء السيد أوجلان".
وذكر أنه "ما يتعلق بأخوتنا في سوريا، نحن نشعر بالمسؤولية منذ اليوم الأول ونسعى بجدية لكي لا يحصل أي تطور مؤسف في سوريا، أولويتنا هي كيفية حماية أخوتنا هناك، فعلاً نجحنا في هذه السياسة إلى حد ما، وتركيا ساعدت في هذا الاتجاه ونحن نشكرهم، قلنا بوضوح أن إحدى المسائل الجدية هي احتمال عودة ظهور داعش، فحتى الآن يشكل داعش تهديداً أمنياً للعراق وإقليم كوردستان وسوريا، وموقفنا الآن هو أن العراق ككل يحتاج إلى قوات التحالف الدولي وهذا هو توجه إقليم كوردستان، ولا نرى أن الوقت مناسب لانسحاب التحالف، للعراق خصوصية ويحتاج للمساعدة، وقد تختلف توجهاتنا مع بغداد بشأن هذه القضية، لكننا ننظر إلى العراق ككل، والعراق يحتاج إلى التحالف الدولي وهذا أحد محاور الاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي وأكدنا على ضرورة دعم استقرار العراق".
ومضى بالقول: "اليوم في العراق لله الحمد نرى أن الأوضاع تتجه نحو التحسن، فهي أفضل الآن من الناحية الاقتصادية وهناك مشاريع جديدة، حينما طُرح علينا سؤال هنا عن مشاكل العراق، قلت إن أكبر مشاكل بغداد تتمثل في الازدحام المروري وكثرة السيارات، وهذا محل سعادة بأن نرى عراقاً أفضل تدريجياً فشعب العراق يستحق حياة أفضل من الآن، ونحن نقدر الخطوات حتى لو كانت صغيرة ونراها باهتمام"، مبيناً أن "العلاقة بين إقليم كوردستان وبغداد اليوم أفضل بكثير من السابق، ونرى أن السيد رئيس الوزراء العراقي مشكوراً يكرس كل الجهود لحل الخلافات بين الإقليم وبغداد، ونحن اليوم نعمل معاً كفريق واحد متكامل وليس كطرفين متضادين، واليوم توجهاتنا وعلاقاتنا في هذا الإطار للعمل معاً كفريق مشترك لخدمة العراق بكل مكوناته".
ولفت إلى أنه "فيما يخص البيشمركة، دول التحالف تشارك في عملية إصلاح داخل قوات البيشمركة، وهذه العملية قد تسير ببطء لكن هناك عملية جدية إصلاحية في قوات البيشمركة لتوحيدها تحت مظلة وزارة البيشمركة في إقليم كوردستان، فجميع الأطراف المشاركة في العملية مثل ألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا وأمريكا ملتزمة بتوحيد قوات البيشمركة دون حدوث أي خلل في العملية".
وشدد على أنه "فيما يتعلق بطرح الفيدرالية كحل، فأن لكل مكان خصوصيته، نرى أن نموذج العراق والمسألة الكوردية فيه غير قابل لاستنساخ بنفس النموذج في سوريا، لأن جغرافية وشعب سوريا لا تشبه العراق، ليس المهم شكل النموذج بل أن يكون محل رضا جميع الشعب السوري، ويحقق السلام لسوريا بكل مكوناته، إصرارنا على نموذج معين ليس صحيحاً، بل يجب أن يكون نموذج الحوار والجلوس مع السلطات في دمشق، الآن نقول يجب على أخوتنا في سوريا الذهاب إلى دمشق وأن لا يتصرفوا باعتبارهم ضيوفاً بل أن يتصرفوا كأصحاب الوطن، لإيجاد معالجات تصب في مصلحة سوريا ككل"، ذاكراً أنه "أشتاق لسوريا كثيراً، سابقاً كنا نزور قامشلو وحلب ودمشق والآن هذه الذكريات حاضرة في ذهني، ونأمل بأن نتمكن من زيارة قامشلي وحلب وشعبنا في عفرين وتلك المناطق في وقت قريب".
واختتم نيجيرفان بارزاني المؤتمر بالحديث عن إيران قائلاً: "العلاقات مع إيران جيدة، هي جارة لنا، وفي الحقيقة الآن علاقاتنا الاقتصادية تمضي نحو التقدم، في كوردستان نعمل بمبدأ يقضي بعدم إمكانية التدخل في الشؤون الداخلية لإيران فهذا مخالف للقانون الدولي، فمسؤوليتنا هي إقليم كوردستان، وليس من مصلحة أي طرف أن نتدخل"، موضحاً: "قد نناقش بعض المسائل دون أن نفصح ذلك علناً لأنها مسألة داخلية بحتة داخل إيران، لكن علاقاتنا مع إيران جيدة، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية لإيران بأي شكل ونتوقع التعامل بالمثل مع كوردستان وأن تكون العلاقات على أساس الاحترام المتبادل".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن