زاكروس - أربيل
تحاول السلطات الإيرانية منذ يوم أمس، تفريق اعتصام طلابي داخل جامعة طهران، اندلع احتجاجاً على تردي الأوضاع الخدمية والأمنية في الجامعة، خاصة بعد مقتل الطالب أمير محمد خالقي طعناً على يد مجهولين بالقرب من السكن الجامعي إثر تعرضه لعملية سرقة.
محاولات فض الاعتصام واعتقالات في صفوف الطلاب
طوقت قوات الأمن الحرم الجامعي، السبت، وحاولت في البداية فض الاعتصام بالقوة، ما أدى إلى اعتقال 14 طالباً، تعرض بعضهم لاعتداءات من قبل عناصر الأمن، وذلك بعد أن هتفوا بشعارات مناهضة للحكومة والمرشد الأعلى علي خامنئي، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
تغيير إداري ومحاولات للحوار
عقب تداول مشاهد الاعتداءات على نطاق واسع في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، سارعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات إدارية، تمثلت في إقالة مدير السكن الجامعي وعدد من المسؤولين الآخرين، في محاولة لاحتواء الغضب الطلابي. كما دخل رئيس جامعة طهران في حوار مباشر مع المعتصمين، إلا أن الطلاب ردوا عليه بهتافات غاضبة، منها: "الدماء التي سفكتموها لا يمكن إرجاعها".
مخاوف من تصاعد الاحتجاجات الطلابية
تخشى السلطات الإيرانية من تحول هذا الاعتصام إلى موجة احتجاجات أوسع، على غرار التحركات الطلابية التي كانت عاملاً محورياً في الإطاحة بنظام الشاه عام 1979. وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل أجواء مشحونة، إذ تشهد البلاد في الفترة الأخيرة تصاعداً في الإضرابات والمظاهرات الجامعية والعمالية، وسط ضغوط متزايدة على حكومة المرشد الأعلى، خاصة بعد تولي الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، منصبه وفرض عقوبات جديدة أدت إلى تدهور قيمة الريال الإيراني إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار. وفق تقارير إعلامية.
احتقان متزايد وأزمة اقتصادية خانقة
تتزامن هذه التظاهرات مع تصاعد الغضب الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة، التي تفاقمت بفعل العقوبات الدولية وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين. ويؤكد محللون أن الجامعات، التي كانت دائماً بوصلة الحراك الشعبي في إيران، قد تلعب مجدداً دوراً محورياً في تصعيد الاحتجاجات، خاصة في ظل تعثر الحلول السياسية والاقتصادية.
في ظل هذا التصعيد، تبقى الأوضاع في جامعة طهران مرشحة لمزيد من التوتر، وسط ترقب لما ستسفر عنه محاولات الحوار بين الطلاب والسلطات، وما إذا كانت هذه الحركة ستشكل شرارةً جديدة لاحتجاجات أوسع على مستوى البلاد.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن