زاكروس - أربيل
أعلنت وزارة التجارة الاتحادية، السبت، ضبط كميات كبيرة من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري في محافظة ميسان، وسط استمرار ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة في الأسواق المحلية.
فقد قالت دائرة الرقابة التجارية، إحدى تشكيلات وزارة التجارة، في بيان إن "فرقها الرقابية، بالتنسيق مع مديرية الجريمة المنظمة التابعة لوزارة الداخلية وشعبة الرقابة الصحية في وزارة الصحة، تمكنت من ضبط كميات كبيرة من اللحوم المستوردة الفاسدة التي كانت تُباع في أسواق ميسان المحلية".

ذكر مدير عام الدائرة، رياض مهدي الموسوي، وفق البيان، أن "الفرق الرقابية ضبطت 5,772 طناً من اللحوم الفاسدة التي لا تحمل تواريخ إنتاج أو انتهاء صلاحية، وتظهر عليها تغيرات في الصفات الفيزيائية، مثل الروائح الكريهة وتغير اللون نتيجة سوء الخزن، وذلك بحسب الكشف الصحي المثبت من قبل الفرق الصحية".

أضاف الموسوي أن "الأجهزة الأمنية قامت بحجز جميع الكميات المضبوطة وإتلافها موقعياً، فيما تم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المتورطين، لحماية الأمن الغذائي ومنع التلاعب بقوت المواطنين".
ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة في الأسواق العراقية
تأتي هذه الحملة الرقابية في وقت تشهد فيه الأسواق العراقية ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار اللحوم المستوردة، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء المستوردة إلى نحو 15 ألف دينار عراقي، مقارنةً بـ 10 آلاف دينار خلال الأشهر الماضية. ويعزو تجار اللحوم هذا الارتفاع إلى زيادة تكاليف الاستيراد، وارتفاع أسعار النقل الدولي، إضافة إلى تقلبات أسعار صرف الدولار.
زيادة الاستيراد لتلبية الطلب المحلي
مع تراجع الإنتاج المحلي للحوم الحمراء بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف تربية الماشية، كثّفت الحكومة العراقية استيراد اللحوم من دول مثل البرازيل والهند وتركيا لتغطية الطلب المتزايد في الأسواق المحلية. ورغم هذه الإجراءات، يشكو المواطنون من استمرار ارتفاع الأسعار وعدم استقرار جودة المنتجات المستوردة.
دعوات لتشديد الرقابة ودعم الإنتاج المحلي
طالب خبراء اقتصاديون بضرورة تشديد الرقابة على عمليات الاستيراد وفحص الشحنات الغذائية بشكل دوري، إلى جانب دعم قطاع الثروة الحيوانية المحلي للحد من الاعتماد على اللحوم المستوردة وضمان استقرار الأسعار. كما شددوا على أهمية اتخاذ عقوبات صارمة بحق التجار المتورطين في بيع اللحوم الفاسدة، لما يمثله ذلك من خطر مباشر على الصحة العامة.
بينما تسعى الجهات المعنية لحماية الأمن الغذائي من خلال حملات رقابية مشددة، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين توفير لحوم آمنة وذات جودة، وبين الحد من ارتفاع الأسعار، بما يخفف العبء عن كاهل المستهلك العراقي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن