زاكروس - أربيل
أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الجمعة، أن العراق سيوجّه دعوات رسمية لجميع القادة والرؤساء العرب لحضور القمة العربية المقررة في بغداد في مايو/ أيار المقبل، بما في ذلك رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني.
أكد حسين، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن العراق "ليس لديه تحفظات أو شروط للتعامل مع القيادة السورية الجديدة"، مشيرًا إلى أن هناك مجموعة من الآراء المتعلقة برؤية بغداد حول مستقبل سوريا، لكن القرار النهائي يبقى للشعب السوري وحده.
وأضاف: "الدعوة ستُوجّه لجميع القادة العرب لحضور القمة العربية، والأمر متروك لهم للحضور من عدمه".
الخارجية العراقية: سنوجه الدعوة لقادة الدول ومن بينها سوريا لحضور القمة العربية المقبلة في بغداد
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) February 14, 2025
التفاصيل ضمن الرابط 👇
🔗 https://t.co/viVAvQKu4i#سوريا #بغداد pic.twitter.com/3LiXNlIbzI
إشكالية حضور الشرع في ظل تاريخه المرتبط بـ"القاعدة"
أثار إعلان توجيه الدعوة لـأحمد الشرع جدلًا واسعًا، نظرًا لتاريخه السابق في العمل المسلح. فقد كان الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، قد عبر الحدود إلى العراق في عام 2003 للانضمام إلى تنظيم القاعدة بقيادة مصعب الزرقاوي، حيث شارك في هجمات ضد القوات الأمريكية.
واعتُقل الشرع في العراق وسُجن لمدة خمس سنوات، قبل أن يعود إلى سوريا ليشارك في القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي عام 2013، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية اسمه في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، وأعلنت في عام 2017 عن مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. غير أن هذه المكافأة أُلغيت في ديسمبر 2024، في خطوة أثارت تساؤلات حول إعادة تأهيله سياسيًا.
موقف العراق من القيادة السورية الجديدة
رغم إعلان بغداد عن توجيه دعوة للشرع، لم تُصدر الحكومة العراقية أي تهنئة رسمية بمناسبة توليه منصب رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، خلافًا لمعظم الدول العربية التي سارعت إلى الترحيب بالقيادة السورية الجديدة.
في هذا السياق، أكد حسين أن: "العراق ملتزم بموقفه الداعم لوحدة سوريا واستقرارها، لكن علاقته مع القيادة الجديدة ستُبنى على أسس الاحترام المتبادل والتعاون في القضايا المشتركة".
القمة العربية في بغداد: محطة اختبار للدبلوماسية العراقية
يُنظر إلى القمة العربية المقبلة في بغداد باعتبارها اختبارًا للدور الإقليمي المتنامي للعراق، حيث تسعى بغداد إلى:
- إعادة تأكيد دورها كحلقة وصل بين الأطراف العربية المتباينة.
- تعزيز التعاون العربي المشترك، خصوصًا في الملفات الأمنية والاقتصادية.
- التأكيد على موقف العراق الحيادي تجاه النزاعات الإقليمية، مع السعي إلى إعادة سوريا إلى محيطها العربي.
ردود الفعل المتوقعة
من المتوقع أن تثير دعوة أحمد الشرع لحضور القمة ردود فعل متباينة بين الدول العربية، لا سيما من الدول التي تُبدي تحفظات على خلفيته القتالية السابقة.
رغم هذه التحفظات، تراهن بغداد على أن مشاركة القيادة السورية الجديدة قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون العربي، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية وأمنية متسارعة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن