Erbil 20°C الخميس 20 آذار 13:47

يتوقون إلى السلام.. كورد تركيا ينتظرون رسالة عبد الله أوجلان

Zagros TV

زاكروس - أربيل

يؤكد سليمان إيلجان أنّه ينتظر بفارغ الصبر رسالة الزعيم الكوردي المسجون في جزيرة إمرالي، عبدالله أوجلان آملا أن تجلب السلام إلى تركيا، بعد عقود من النزاع، رغم أنّه غير واثق من إمكانية حدوث ذلك.

جالسا بالقرب من موقد حطب في مقهى في دياربكر، المدينة الكبرى كوردستان تركيا، يقول عامل البناء البالغ من العمر 35 عاما لوكالة فرانس برس "نحن متشوّقون لسماع الرسالة من آبو (العم، وهو لقب أوجلان في اللغة الكوردية)، ليس بأذن واحدة بل بالاثنتين، ولكن من دون الكثير من الأمل".

ويضيف وهو يدخن سيجارة "هذا صحيح، عملية (السلام) مجمّدة منذ فترة طويلة، بل إنّها تأتي متأخرة بعض الشيء.. ولكننا نريد السلام وليس الحرب".

ومن المتوقّع أنّ يُطلق زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان المعتقل من 15 شباط 1999، "نداء تاريخيا" خلال الأسابيع المقبلة، يأمل العديدون أن يشكل مدخلا لحلّ ديموقراطي لـ"القضية الكوردية".

وفيما جهود السلام مجمدة منذ حوالى عقد، أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب ,ردوغان مبادرة قام حليفه الرئيسي القومي دولت بهجلي بطرحها في تشرين الأول على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي قبالة سواحل اسطنبول.

ودعا بهجلي أوجلان إلى نبذ العنف وحلّ حزبه المحظور والمصنّف منظمة "إرهابية"، لقاء الإفراج المبكر عنه.

كذلك، سمحت الحكومة لنواب من حزب المساواة وديموقراطية الشعوب بلقاء أوجلان في مكان اعتقاله.

ويواصل هذا الوفد نفسه تحرّكاته في هذا المجال، حيث سيتوجّه إلى إقليم كوردستان الأحد المقبل.

ولكن التوجّس والقلق لا يزالان قائمين، إذ سبق أن خيمت آمال في تحقيق السلام سرعان ما تبددت، ولا سيما عند انهيار الهدنة التي تمّ التوصل إليها في العام 2015، ما أدى إلى تفجّر العنف في تركيا.

- "فرحة مريرة" -

يقول عباس شاهين الرئيس المشارك لحزب المساواة وديموقراطية الشعوب في دياربكر، إنّه "لا يمكن لأي حرب أن تستمر إلى الأبد"، مؤكدا أنّ "الإصرار على عدم التوصّل إلى حل لن يفيد أحدا" معتبرا أنّ "أسوأ أنواع السلام أفضل من الحرب".

ورغم أنّ تاريخ رسالة أوجلان المرتقبة لم يُحدد بعد، إلا أنّ الزعماء السياسيين الكورد يقولون إنّها وشيكة ويؤكدون أنّها ستصدر قبل عيد النوروز (رأس السنة الكوردية) في آذار.

من جانبه، يؤكد زكي جليك الذي يدير ورشة لصناعة الأدوات الفضية، أنّ رسائل أوجلان "تُستقبل دائما بحماس" في دياربكر، مضيفا "ولكنها فرحة مريرة".

وفي السياق، يشير الرجل الستيني إلى "إقالة رؤساء بلديات منتخبين (من حزب المساواة وديموقراطية الشعوب)، بينما تقوم الشرطة بمداهمات ويتم اعتقال صحافيين". ويقول إنّ "هناك جوا من عدم الثقة".

وفي آذار الماضي، أُقيل ثمانية رؤساء بلديات ينتمون إلى حزب المساواة وديموقراطية الشعوب من مهامهم، واستبدلوا بموظفين إداريين عيّنتهم الحكومة.

وتؤكد الرئيسة المشاركة لحزب المساواة وديموقراطية الشعوب في دياربكر غولسن أوزير، أنّ الصدمات السابقة لا تبعث على الثقة، موضحة أنّ تخطيها سيستغرق بعض الوقت.

وتقول "الأشخاص الذين فقدوا أبناءهم هم أكثر من يريدون السلام، لا يريدون أن يعيش آخرون الألم نفسه".

من جانبه، يشير سيدات يورطاس من مركز تيغر للأبحاث في دياربكر، إلى أنّ هذه المرة تختلف عن المبادرات السابقة لأنّها تأتي من زعيم حزب قومي.

- لحظة تاريخية" -

بالنسبة إلى هذا الخبير، فإنّ الدولة لاحظت حجم التغييرات التي طرأت على الشرق الأوسط منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023 والذي تسبب باندلاع حرب مدمرة في قطاع غزة.

ويقول إنّ حكومة أردوغان تراقب الحركة التي أدت إلى إسقاط حكم بشار الأسد في سوريا وإبعاد إيران عن الساحة. ويضيف "نحن على أعتاب لحظة تاريخية"، مشيرا إلى أنّ "الدولة ترى أنّ هناك حاجة إلى حلّ دائم للقضية الكوردية".

ويصر يورطاس على أنّه رغم المناخ الحالي، إلا أنّ المجتمع الكوردي الذي عانى من عقود من العنف، "يتوق إلى السلام".

ويشير مصطفى كمال سانا (52 عاما) وهو صاحب مطعم، إلى الخسائر التي يتكبّدها الجانبان، الكوردي والتركي، منذ أن بدأ حزب العمال الكوردستاني الكفاح المسلّح في العام 1984، ما أوقع 40 ألف قتيل على الأقل.

ويقول "لا أريد أن يموت أي من عناصر الشرطة أو الجنود أو مقاتلي حزب العمال الكوردستاني. إنّ عناصر الشرطة هم أبناء الأناضول الفقراء. إنّهم أبناؤنا وإخواننا. ولا بد أن يتوقّف حمّام الدم هذا".

 

الأخبار الشرق الاوسط تركيا

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.