زاكروس – أربيل
أعلن وزير التخطيط الاتحادي، محمد تميم، عن تراجع نسبة الفقر في العراق إلى 17.5%، وفق نتائج التعداد العام للسكان والمساكن الذي أُجري نهاية عام 2024، مشيرًا إلى أن الإعلان الرسمي عن النتائج الكاملة سيتم في 24 شباط الجاري.
فقد قال تميم، خلال مؤتمر صحفي، إن عدد سكان العراق بلغ 46 مليونًا و122 ألف نسمة، بمعدل نمو سكاني سنوي يبلغ 2.53%، لافتًا إلى أن نسبة الذكور تفوق نسبة الإناث، وأن ثلثي السكان يعيشون في المدن.
أوضح أن نسبة الفقر تفاوتت بين المحافظات، حيث جاءت المثنى في المقدمة بنسبة 40%، تليها بابل، بينما بلغت نسبة الفقر في البصرة 27.5%، والأنبار 22%، وبغداد 13%. وأشار إلى أن هذه الأرقام تمثل تراجعًا كبيرًا عن عام 2020، عندما سجلت نسبة الفقر 25%، أي أكثر من 11 مليون عراقي تحت خط الفقر.
الإجراءات الحكومية لخفض الفقر
أكد تميم أن الحكومة تبنت حزمة من البرامج لمكافحة الفقر والبطالة خلال العامين الماضيين، مستفيدة من الوفرة المالية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط، والتي تشكل 96% من إجمالي الدخل القومي العراقي.
وشملت هذه الإجراءات:
- استحداث أكثر من نصف مليون وظيفة جديدة.
- توسيع شبكة الحماية الاجتماعية، من خلال تقديم رواتب لمعدومي الدخل والمعاقين وكبار السن والأرامل والمطلقات.
تحذيرات من انفجار ديموغرافي يهدد الاقتصاد
رغم تراجع معدلات الفقر، حذر الخبير الاقتصادي منار العبيدي من أن النمو السكاني المتسارع قد يُفاقم الأزمة الاقتصادية مستقبلاً، مشيرًا إلى أن عدد سكان العراق قد يتجاوز 50 مليون نسمة بحلول 2030، و70 مليونًا بحلول 2040.
وأشار العبيدي إلى أن المشكلة الرئيسية لا تكمن فقط في أسعار النفط أو التوترات الجيوسياسية، بل في الخطر الديموغرافي المتسارع.
وأوضح أن الموازنة الحالية للعراق، والبالغة 160 تريليون دينار، لم تتمكن من خفض نسبة الفقر إلى أقل من 17%، متسائلًا: "إذا كانت هذه الموازنة غير كافية اليوم، فكيف يمكن خفض نسبة الفقر إلى أقل من 5% مع تضاعف عدد السكان بحلول 2040؟".
سيناريوهات مستقبلية قاتمة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة
توقع العبيدي أن يبلغ سعر برميل النفط في 2040 حوالي 50 دولارًا، ما يعني أن العراق سيحتاج إلى تصدير 12.5 مليون برميل يوميًا للحفاظ على استقراره المالي. وفي حال لم تتم زيادة الإنتاج أو تنويع مصادر الدخل، فإن نسبة الفقر قد ترتفع إلى 23% بحلول 2030، وقد تصل إلى 84% في 2040، إذا تراجعت أسعار النفط دون مستوى التوقعات الحالية.
"قنبلة موقوتة" تتطلب تفكيكًا فوريًا
حذر العبيدي من أن العراق يواجه خطرًا وجوديًا، داعيًا إلى:
- إطلاق حملات توعوية لتقليل معدل النمو السكاني.
- تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
- تحفيز الاستثمار في القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة.
- تطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل مستدامة.
واختتم تصريحه بالقول: "إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية، فإن العراق قد يتحول إلى دولة تعاني من أزمات شبيهة بالدول الأفريقية، مع انتشار الفقر، والصراعات القبلية، والمجاعات، والجريمة بشكل واسع".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن