تلوث نفطي خطير في شط العرب يهدد حياة سكان البصرة

زاكروس - أربيل 

حذرت لجنة الزراعة والمياه والبيئة في البرلمان العراقي من تلوث نفطي خطير في مياه شط العرب بمحافظة البصرة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المواطنين والبيئة المائية. 

لجنة برلمانية تحذر من كارثة بيئية وصحية  

أكدت اللجنة في بيان رسمي، الأحد، أن التلوث ناجم عن المخلفات النفطية الصادرة من محطة كهرباء الهارثة، في انتهاك واضح لقانون حماية وتحسين البيئة رقم (27) لسنة 2009، وكذلك المادة (33) من الدستور العراقي التي تضمن الحفاظ على البيئة. 

أضاف البيان: "نؤكد أن حماية البيئة والموارد المائية مسؤولية وطنية وأخلاقية، ولن نسمح بأي تجاوزات تهدد صحة أبناء شعبنا أو تضر بالثروات الطبيعية". 

أعلنت اللجنة عزمها اتخاذ إجراءات عاجلة، منها إرسال كتاب رسمي إلى مكتب رئيس الوزراء، ووزارات البيئة والموارد المائية والكهرباء، إضافة إلى محافظة البصرة، لمطالبتهم باتخاذ تدابير فورية لوقف التلوث ومعاقبة الجهات المسؤولة. 

حقوقيون يحذرون: خطر داهم يهدد السكان 

من جهته، قال علي العبادي، رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان في البصرة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن التلوث النفطي في شط العرب يمثل خطرًا حقيقيًا على سكان المحافظة، موضحًا أن هناك خروقات كبيرة من الجهات الحكومية والخاصة في التعامل مع الموارد المائية. 

أضاف العبادي: "البصرة تواجه تلوثًا نفطيًا شديدًا، حيث انتشر الزيت الأسود على طول شط العرب، مما يهدد الثروة السمكية والمياه الصالحة للشرب. كما أن الجهات المسؤولة لم تتخذ أي تدابير لمعالجة المخلفات الصناعية والطبية والمياه الثقيلة التي تصب في الأنهار". 

أشار إلى أن الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان أزمة 2018، عندما أصيب آلاف المواطنين بالتسمم نتيجة تلوث المياه، مؤكدًا أن الحكومة لم تضع حتى الآن حلولًا جذرية لمعالجة المشكلة. 

ارتفاع معدلات السرطان بسبب التلوث 

في سياق متصل، كشف مركز الأورام السرطانية في البصرة عن تسجيل 2,300 إصابة جديدة بالسرطان سنويًا، أي ما يعادل 78 حالة لكل 100 ألف شخص، بسبب التلوث البيئي. وأشار إلى أن معدل الإصابات يزداد بنسبة 10% سنويًا، متوقعًا أن يصل العدد إلى 2,400 حالة في السنوات المقبلة. 

رغم تزايد الاحتجاجات والمطالبات الشعبية، إلا أن الحكومة المركزية لا تزال تتجاهل إيجاد حلول فاعلة لمعالجة هذه الملوثات البيئية، ما يفاقم الأزمة ويعرض حياة المزيد من المواطنين للخطر. 

مخاوف من تفاقم الأزمة البيئية 

في ظل استمرار التسرب النفطي والمخلفات الصناعية في شط العرب، تتزايد المخاوف من كارثة بيئية وصحية واسعة النطاق، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات المختصة لوضع حد لهذه الأزمة وحماية سكان البصرة من المخاطر المتزايدة.