زاكروس - أربيل
بدأت ملامح أزمة طاقة جديدة تلوح في الأفق بعد إن أصدر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قرارًا بإلغاء الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، في خطوة تندرج ضمن استراتيجيته لممارسة "أقصى الضغوط" على طهران.
وفقًا لمذكرة وقعها ترامب، فقد تم التوجيه باتخاذ خطوات فورية لضمان عدم استخدام النظام المالي العراقي للتحايل على العقوبات الأميركية، ومنع دول الخليج من أن تكون نقاط عبور للالتفاف على العقوبات.
تداعيات القرار على العراق: أزمة طاقة محتملة
يعتمد العراق منذ سنوات على إعفاءات أميركية تتيح له استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، حيث كانت تمدد بمدد تتراوح بين 90 إلى 120 يومًا. لكن إلغاء هذه الإعفاءات يهدد بتفاقم أزمة الكهرباء، خاصة أن العراق فقد خلال الأشهر الماضية أكثر من 5500 ميغاواط بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني.
في ظل هذا القرار، تسعى وزارة الكهرباء العراقية إلى البحث عن بدائل، حيث أعلنت سابقًا عن خطط لاستيراد الغاز من تركمانستان، لكن هذه الخطة تواجه عقبات، إذ يمر الغاز عبر الأراضي الإيرانية، مما قد يجعله عرضة للتأثر بالعقوبات الأميركية.
مخاوف من تصاعد الغضب الشعبي
أكد محللون أن القرار الأميركي قد يفاقم الأوضاع في العراق مع اقتراب فصل الصيف، وهو ما قد يؤدي إلى احتجاجات شعبية جديدة بسبب تردي وضع الكهرباء. ويرى الباحث العراقي عبد الله الركابي أن الرسائل الأميركية بشأن منع استيراد الغاز الإيراني نُقلت إلى شخصيات عراقية فاعلة، لكن لم يتم التعامل معها بجدية، مما يضع الحكومة العراقية في موقف صعب.
اتجاهات الحلول: الغاز الخليجي وتطوير الإنتاج المحلي
وفقًا لمصادر حكومية، ستعقد وزارة الكهرباء اجتماعات مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لبحث حلول بديلة. ومن بين الخيارات المطروحة:
تفعيل إنتاج الغاز المصاحب في العراق لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
التوجه نحو دول الخليج لاستيراد الغاز، مع تسريع تنفيذ مشاريع الربط الكهربائي مع الدول المجاورة باستثناء إيران.
يذكر أن العراق يواجه تحديات مستمرة في توفير الطاقة بسبب عدم التزام إيران بتزويده بالكميات المتفق عليها من الغاز، وهو ما تسبب في موجات غضب شعبية وتظاهرات خلال الأعوام الماضية. ومع غياب حلول سريعة، قد تجد الحكومة نفسها أمام اختبار صعب خلال الأشهر المقبلة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن