زاكروس - أربيل
كشفت وسائل إعلام إيرانية، السبت، أن "الحرس الثوري" الإيراني أزاح الستار عن "مدينة صاروخية" جديدة تحت الأرض على السواحل الجنوبية للبلاد، مزودة بمنظومات صواريخ متطورة وتقنيات حديثة للحرب الإلكترونية.
تأتي هذه الخطوة في وقت تواصل فيه إيران استعراض قوتها العسكرية، بالتزامن مع جهود دبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.
فقد ذكرت قناة "إيريب" الرسمية أن البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري" عرضت المدينة الصاروخية الجديدة، المجهزة بصواريخ مضادة ومدعومة بتحديثات كبيرة لنظم الأسلحة، كما أشارت وكالة "مهر" الحكومية إلى أن القاعدة تضم مجموعة من صواريخ "كروز" المضادة للمدمرات، في إطار مساعٍ لتعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، تعليقاً على الكشف عن القاعدة، أن "إيران تهز بعصاها الغليظة، وتكشف عن جانب صغير من مدنها الصاروخية والجوية تحت الأرض وفوقها".
خلال جولته التفقدية للمنشأة الجديدة، أكد اللواء حسين سلامي، قائد "الحرس الثوري"، أن وحدات الصواريخ البحرية في حالة جاهزية قصوى، مع إمكانية الرد السريع على أي تهديدات.
أضافت وكالة "مهر" أن إيران تعتزم الكشف عن "إنجاز دفاعي جديد" في الفترة المقبلة، في إشارة إلى استمرار تطوير قدراتها العسكرية.
كذلك كانت البحرية الإيرانية قد كشفت في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي عن أجزاء من قاعدة استراتيجية أخرى تقع في عمق الأرض، حيث وصف التلفزيون الإيراني هذه الخطوة بأنها "رسالة قوة" تهدف إلى إظهار جانب صغير من قدرات إيران الصاروخية والجوية تحت الأرض وفوقها.
يأتي هذا التصعيد العسكري وسط ترقب لمواقف الولايات المتحدة تجاه البرنامج النووي الإيراني، خاصة في ظل التوجهات المتوقعة للرئيس دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى".
ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة لاستئناف المحادثات النووية، لا تزال المخاوف قائمة من احتمال عودة ترامب إلى نهج المواجهة مع إيران، بما في ذلك خيارات أكثر صرامة مثل تشديد العقوبات أو حتى تنفيذ ضربات عسكرية محدودة ضد منشآت نووية إيرانية.
تضع هذه التطورات المنطقة أمام معادلة معقدة تجمع بين التصعيد العسكري الإيراني واحتمالات التغيير في السياسة الأميركية، مما يزيد من التوترات الإقليمية ويعزز مخاطر اندلاع مواجهات جديدة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن