زاكروس - أربيل
شهدت مدينة البصرة تحسنًا ملحوظًا في جودة الهواء بفضل مشاريع بيئية تقودها شركات صينية، تهدف إلى تقليل التلوث الناجم عن حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط. وفق تقرير لصحيفة "تشاينا ديلي" الصينية.
يأتي هذا التحسن في وقت سجلت فيه المدينة خلال العامين الماضيين ارتفاعًا مقلقًا في نسب التلوث، حيث أظهرت تقارير محلية أن مستويات الجسيمات الضارة في الهواء تجاوزت الحدود الآمنة بنسبة 50% عام 2023 مقارنة بعام 2022.
المبادرات الصينية، التي أُطلق عليها "مشاريع السماء الزرقاء"، تعمل على الحد من هذه المشكلات البيئية من خلال تنفيذ مشاريع لمعالجة الغاز المصاحب للنفط. من بين أبرز هذه المشاريع "مشروع البصرة لسوائل الغاز الطبيعي"، الذي تنفذه "شركة هندسة البترول والإنشاءات الصينية".
المهندس حسين، أحد سكان البصرة، صرّح للصحيفة بأن "المدينة بدأت تشهد صباحات أكثر نقاءً، خاصة خلال فصل الشتاء"، مضيفًا أن هذا التحسن يُعزى بشكل كبير إلى التقنيات الحديثة التي أدخلتها الشركات الصينية في مجال جمع ومعالجة الغاز.
بحسب مدير المشروع، صون باوجون، فإن المنشأة الجديدة تنتج كميات كافية من الغاز الجاف لتزويد السكان المحليين بالطاقة النظيفة، مما يسهم في تقليل الحاجة إلى حرق الوقود التقليدي الذي يعدّ أحد المسببات الرئيسية للتلوث.
هذا التحسن يأتي في إطار جهود العراق لتقليل انبعاثات الغازات السامة الناجمة عن النشاطات النفطية. ووفقًا لبيانات بيئية صادرة عن وزارة الصحة والبيئة العراقية، فإن نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت في البصرة انخفضت بنسبة 30% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، ما يعكس الأثر الإيجابي لهذه المشاريع.
التعاون مع الصين في هذا المجال يعكس خطوة استراتيجية نحو تحقيق بيئة أكثر استدامة، وسط آمال بأن تكون البصرة نموذجًا يُحتذى به في بقية المدن العراقية التي تعاني من تلوث الهواء.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن