سياسة متوزانة مع واشنطن وطهران.. السوداني يؤكد عدم السماح بالتدخل في شؤون العراق

زاكروس – أربيل

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الثلاثاء (14 كانون الثاني 2025) أن لدى العراق علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وكذلك مع إيران، مؤكداً أنه لا يسمح بالتدخل في شؤونه، وحول الوضع في سوريا دعا إلى ضرورة احترام إرادة الشعب.

وقال السوداني بحسب بيان لمكتبه الاعلامي نقلاً عن مقابلة مع قناة BBC البريطانية على هامش زيارته الرسمية إلى لندن، إن "العراق حافظ على سياسة مستقلة ومتوازنة تضع المصالح العليا للبلد فوق كل اعتبار، رغم التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة".

وأضاف أن "العلاقة التاريخية بين العراق والمملكة المتحدة تدفعنا إلى مزيد من التعاون لما فيه مصلحة البلدين الصديقين"، مبيناً أن "هناك آفاق لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية والأمنية، فيما أشار إلى أن زيارته إلى المملكة المتحدة "ستؤسس لعهد جديد في العلاقات بين البلدين".

وتابع، "سنطرح عدة ملفات ثنائية، انطلاقاً من اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، التي ستوقع لأول مرة بين البلدين، وستشمل خارطة طريق لمختلف المجالات"، موضحا أنه "شهدت المنطقة أحداثاً عديدة بعد 7 أكتوبر، وآخرها في سوريا، وسنتبادل الأفكار والرؤى بهذا الشأن، والعراق يلجأ للحوارات والحلول السلمية".

الشأن السوري

وأكد السوداني على أنه يحترم إرادة الشعب السوري في تقرير مصيره، داعياً في الوقت نفسه احترام حقوق جميع السوريين والتصدي للإرهاب".

وأضاف: "أرسلنا وفداً إلى سوريا، والملف الأمني هو الضاغط بسبب تواجد داعش الإرهابي في مناطق لا تخضع لسيطرة الإدارة السورية الجديدة".

وأشار إلى أن "هناك وجود عسكري لأكثر من دولة في سوريا، ونحن بالضدّ من أي تدخل أجنبي في شؤون أي دولة عربية".

وأشار إلى أهمية أن تحترم الإدارة السورية الجديدة إرادة الشعب السوري، وأن تضع مصالحه فوق كل اعتبار، وألّا تكون أداة بيد أي "جهة أجنبية".

علاقات متوازنة

ولفت السوداني بحسب البيان، إلى أنه "لدينا علاقات جيدة مع المحيط الإقليمي والدولي، وإيران دولة جارة تربطنا معها الكثير من الشراكات والتعاون، كما لدينا تعاون مع السعودية والأردن ومصر".

وقال إن " العراق يمتلك علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإيران، وهذه ميزة تحسب للعراق، ونساهم في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة."

وتابع أن "علاقتنا مع الولايات المتحدة مؤسساتية وإستراتيجية، ويجمعنا اتفاق الإطار الاستراتيجي"، منوها بأن "العراق لديه استقلالية في قراره ولا يوجد نفوذ يسيطر على القرار العراقي، ولا يسمح بالتدخل في شؤونه".

وأردف القول: "تعمل حكومتنا، منذ عامين، على بناء مؤسسات الدولة وإقامة علاقات خارجية مبنية على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".

وأوضح أن "حكومة نتنياهو تحاول توسعة الصراعات، واستغلت صمت المجتمع الدولي بارتكاب الجرائم، والعالم فشل بإيقاف جرائمه، والإعلام الدولي والغربي يصمت إزاء الجرائم والانتهاكات الصهيونية".

طريق التنمية والاستثمار

وأشار رئيس الحكومة العراقية إلى أن "مشروع طريق التنمية الإستراتيجي تم طرحه لجميع دولة المنطقة ولن يكون له تأثير على دول أخرى، ونؤمن بالشراكات الاقتصادية"، منوها بأن "التعاون الثلاثي بين العراق ومصر والأردن ليس تحالفاً أو محوراً، وإنما يهدف إلى الشراكة وتعزيز العلاقات".

وبيّن أن حكومته نجحت في رفع نسبة استثمار الغاز المصاحب إلى (67%)، وسنصل إلى نسبة صفر بحرق الغاز عام 2028، بعد إنجاز المشاريع الخاصة بهذا الشأن"، مشيراً إلى وجود "لأول مرة" رؤية للعراق في استثمار الغاز المصاحب.

وأكمل: "لدينا نموذج ناجح من التوافق السياسي ضمن الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، والوقت مبكر للحديث عن تحالفات سياسية، والجميع متفق على إكمال ما تم الاتفاق عليه"، لافتا الى أن "آثار النظام الدكتاتوري ما زالت قائمة إلى الآن".

وفي ختام بيانه المقتبس من المقابلة، قال السوداني إن "هدفنا منذ اليوم الأول لتشكيل حكومتنا هو إعادة ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، وملتزمون بتنفيذ البرنامج الحكومي بكل فقراته."