السوداني يدعو من طهران إلى حوار إقليمي شامل في بغداد لتعزيز الثقة بين دول المنطقة

زاكروس - أربيل 

دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء (8 كانون الثاني 2025)، إلى حوار إقليمي شامل تستضيفه بغداد، يضمن الأمن والاستقرار، ويعزز الثقة بين دول المنطقة، مؤكداً أن "العراق يتحرك انطلاقاً من مصالحه العليا، وبسياسة مستقلة ومتوازنة تسعى لتعزيز الاستقرار الإقليمي وبناء علاقات دولية تقوم على الحوار والتفاهم".

جاء ذلك خلال التصريح الصحفي المشترك الذي عقده اليوم الأربعاء، في العاصمة طهران، مع الرئيس الايراني مسعود بزشكيان.

وشدد السوداني على "رفض لغة التهديد واستخدامها في العلاقات الدولية، إذ أنها لا تؤدي إلّا الى المزيد من الأزمات والتوترات، كما أكد على ضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودعا الى حوار إقليمي شامل يعزز الثقة بين دول المنطقة، ويضمن الأمن والسلام للجميع، مؤكداً أن العراق يسعى الى إقامة مؤتمر دولي في بغداد بهذا الشأن"، وفق ما نقله مكتبه الإعلامي في بيان.

وعبّر السوداني عن تقديره للرئيس مسعود بزشكيان على دعوته لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تأتي في إطار تعزيز العلاقة بين البلدين، وأشار إلى الاجتماع الموسع الذي عقد بين وفدي البلدين، وناقش العلاقات الثنائية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، بما فيها اتفاقيات ومذكرات تفاهم، لاسيما وأن هناك مخرجات في الزيارة الاخيرة للرئيس بزشكيان الى العراق، مؤكداً أن الاجتماعات الثنائية ستعقد على مستوى الوزراء من أجل البحث في التفاصيل المتعلقة بالمشاريع المشتركة في مجال الكهرباء والتعاون بتجهيز العراق بالغاز.

وأضاف: "نتابع المشاريع التي سبق أن بدأنا العمل بها، وخصوصاً الربط السككي البصرة- شلامجة لنقل المسافرين، والمدن الصناعية المشتركة، والطرق البرية والتبادل التجاري بين البلدين ودول المنطقة، وأكدنا على أن التنمية والشراكات الاقتصادية هي السبيل للأمن والاستقرار في المنطقة، وناقشنا القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وفي مقدمتها الاوضاع في المنطقة".

وبشأن الحرب في فلسطين، قال السوداني: "يؤكد العراق موقفه الثابت في إدانة حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزّة والأراضي المحتلة"، موضحاً: "هناك استهداف ممنهج للمدنيين العزل، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي فشل في أداء واجبه بوقف الانتهاكات والجرائم الخطيرة التي تهدد الأمن والسلم الاقليمي والدولي سبيل استقرار المنطقة بوقف هذه الحرب المدمرة، وبضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته الحرة".

وذكر أن "العراق يؤكد موقفه الثابت وجهوده في دعم الهدنة والتهدئة التي حصلت في لبنان، ويؤكد دوره في إعمار لبنان وغزّة".

وحول الأوضاع في سوريا بعد سقوط بشار الأسد في 8 كانون الأول الماضي، أشار السوداني إلى أن "استقرار سوريا مفتاح لاستقرار المنطقة بأكملها، وندعو الى حل سياسي شامل يحفظ لسوريا استقلالها وسيادتها، ويحد من التدخلات الخارجية"، لافتاً إلى أنه "نحترم ارادة الشعب السوري، وندعم أي نظام سياسي أو دستوري يختاره السوريون، دون تدخلات خارجية".

ومضى بالقول: "العراق مستعد للتعاون مع جميع الأطراف لتعزيز الاستقرار في سوريا، وتحقيق انتقالة سلمية سلسة لنظام يعكس ارادة الشعب السوري بكل تنوعاته وأطيافه، وفي عملية إعادة الاعمار وعودة اللاجئين، وموقفنا ثابت في اعتماد لغة الحوار كأسلوب أمثل لحل الخلافات بين الدول، ونرفض لغة التهديد كونها تؤدي للمزيد من التوترات والأزمات"، مضيفاً: "يتحرك العراق انطلاقاً من مصالحه العليا، وبسياسة مستقلة ومتوازنة تسعى لتعزيز الاستقرار الاقليمي وبناء علاقات دولية تقوم على الحوار والتفاهم".

بدوره، قال الرئيس الإيراني خلال المؤتمر الصحفي إن "العراق شريك استراتيجي ومهم لإيران والعلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها"، مبيناً: "العراق يمر بمرحلة جيدة من الاستقرار والتنمية".

وأضاف: "تشاورنا مع رئيس الوزراء العراقي التطورات في المنطقة ومفاوضاتنا كانت جيدة، ولدينا روابط مشتركة بشأن التطورات في سوريا".

وتابع أن "احتمال إعادة تفعيل الخلايا الإرهابية يشكل هاجساً للعراق وإيران".

وأردف قائلاً: "تطرقنا إلى التعاون الاقتصادي والتجاري مع العراق، وأكدنا أهمية تسريع العمل في إنجاز خط الشلامجة السككي"، معبراً عن تقديره "لاستقبال العراق إلى الزوار الإيرانيين خلال الأعوام السابقة".

ووصل السوداني اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية واجتمع مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.