زاكروس - أربيل
يتفاقم شح المياه في العراق مع مرور السنوات نتيجة عوامل متعددة أبرزها سوء إدارة الموارد المائية، التغير المناخي، وغياب الاتفاقيات الملزمة مع دول المنبع كتركيا وإيران. وتزداد الأزمة خطورة مع احتمالية مرور شتاء جاف يهدد الموسم الزراعي ويضع البلاد أمام تحديات بيئية واقتصادية خطيرة.
في هذا السياق، حذر عضو مجلس محافظة نينوى، محمد أهريس، السبت، من توقف مشروع ري الجزيرة، أحد أبرز المشاريع الإروائية الاستراتيجية في البلاد، بسبب تراجع الإطلاقات المائية من بحيرة سد الموصل. وقال أهريس في تصريحات صحفية إن "بحيرة سد الموصل تعد الخزين الاستراتيجي المائي لمحافظة نينوى وعموم العراق، وتغذي مشروع ري الجزيرة الذي يروي أكثر من 240 ألف دونم من الأراضي الزراعية المزروعة بمحاصيل استراتيجية كالحنطة والشعير والبطاطا وحبوب عباد الشمس".
وأضاف أهريس أن "مشروع ري الجزيرة مهدد بالتوقف بسبب انخفاض الواردات المائية من تركيا، والجفاف، وقلة الأمطار، وزيادة الإطلاقات من بحيرة سد الموصل التي تبلغ حالياً 500 متر مكعب في الثانية، مقارنة بـ 170 متراً مكعباً فقط تأتي من الجانب التركي". وأشار إلى أن هذا التراجع يهدد بتعطيل المشروع وإلحاق الضرر بمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ما سيؤثر على معيشة آلاف العائلات التي تعتمد على الزراعة.
ودعا السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استمرار المشروع وضمان استقرار مناسيب المياه في بحيرة السد، معتبراً ذلك أولوية قصوى لحماية الأمن الغذائي في البلاد.
جهود غير كافية واتجاه لتدويل الأزمة
منذ منتصف القرن الماضي، لم يتمكن العراق من التوصل إلى حلول دائمة لأزمة المياه مع دول المنبع. وعلى الرغم من التهديدات بتدويل القضية، بما في ذلك لجوء العراق إلى المحاكم الدولية كما أُعلن في ديسمبر 2024، لم تُحقق هذه الخطوات أي نتائج ملموسة.
وكان الناشط الحقوقي بختيار أمين قد أشار سابقاً إلى إمكانية تدويل ملف المياه، لكنه أكد غياب الجدية من قبل المسؤولين في بغداد للتعامل مع القضية بفعالية.
تداعيات كارثية متوقعة
تشير التقارير إلى أن العراق يفقد سنوياً 100 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية بسبب التصحر، بينما تتوقع وزارة الموارد المائية جفاف نهر الفرات في جنوب البلاد وتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي محدود بحلول عام 2025. كما أن تأخر الأمطار وانخفاض نسبتها بنسبة 30% حالياً، مع توقعات بوصول الانخفاض إلى 65% بحلول 2050، يزيد من خطورة الوضع.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن