زاكروس – أربيل
تواصل عصابات الاتجار بالأطفال تسجيل نشاط ملحوظ في العراق، ما أثار مخاوف واسعة في المجتمع العراقي ودعوات لاتخاذ إجراءات صارمة للحدّ من هذه الظاهرة المتنامية. وأعلنت وزارة الداخلية الاتحادية تكثيف خطط ملاحقة هذه العصابات، مؤكدة تحقيق نتائج أمنية مهمة خلال الأشهر الأخيرة.
ففي أحدث التطورات، أفاد مصدر أمني، اليوم السبت، باعتقال سائق مركبة "تك تك" في محافظة كربلاء بعد اختطافه طفلاً يبلغ من العمر 4 سنوات في حي العسكري غربي المحافظة. وأوضح المصدر أن "عملية القبض تمت خلال أقل من ساعة من وقوع الجريمة".
في السياق ذاته، تمكنت قوات الأمن الاتحادية من اعتقال عشرات المتورطين في قضايا الاتجار بالبشر خلال الفترة الماضية. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، مقداد ميري، في بيان أمس الجمعة، أن "مفارز وكالة الاستخبارات المختصة بمكافحة الاتجار بالبشر نفّذت عمليتين منفصلتين في جانب الرصافة من بغداد". وأضاف أن العمليتين أسفرتا عن تفكيك شبكتين تعملان على استدراج الأطفال واستغلالهم في التسوّل وأعمال غير مشروعة.
أوضح ميري أن "العمليات استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة مكّنت الفرق الأمنية من تحديد مواقع المتهمين وإلقاء القبض على ستة منهم، حيث تم تحرير الضحايا بعد استحصال الموافقات القضائية اللازمة". وأشار إلى أن المتهمين اعترفوا خلال التحقيقات بإدارة شبكات تهدف لجمع الأموال بطرق غير قانونية. ولفت إلى أنه "تمت إحالة المتورطين إلى الجهات القضائية المختصة، التي أصدرت أحكاماً بالسجن لمدة عشر سنوات بحق المدانين".
على الرغم من الجهود الأمنية المكثفة، تزايدت جرائم الاتجار بالأطفال في العراق خلال السنوات الأخيرة، ما دفع السلطات إلى تشكيل لجنة خاصة تضم وزارات وجهات أمنية مختلفة لمكافحة هذه الظاهرة. وقد باشرت اللجنة عملها قبل ستة أشهر، وسط انتقادات لعدم كفاية الإجراءات المتخذة حتى الآن.
من جانبها، كشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق عن نشاط شبكات الاتجار بالبشر في المقاهي والكافيهات، حيث يتم استغلال الفتيات للعمل في ظروف غير قانونية. وطالبت المفوضية باتخاذ خطوات حاسمة للقضاء على هذه الممارسات الخطيرة.
وينص القانون العراقي على معاقبة جرائم الاتجار بالبشر التي تشمل أي شكل من أشكال الاستغلال أو الإكراه أو الاحتيال أو الاسترقاق. ويفرض القانون عقوبات بالسجن والغرامات المالية المشددة على المتورطين في هذه الجرائم، التي باتت تمثل تهديداً مباشراً للمجتمع العراقي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن