زاكروس - أربيل
بدأت الفصائل المنضوية في ما يسمى "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا بالتحشيد العسكري على حدود مدينة كوباني بكوردستان سوريا بالموازة مع بوادر تحضير تركيا عبر هذه الفصائل لعملية للسيطرة على المدينة، فيما حذرت قوات سوريا الديمقراطية من الهجوم المتوقع.
دفعت تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة الحدودية المحاذية لكوباني الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تضمنت أسلحة ثقيلة وعربات مصفحة، وتم رفع حالة التأهب في الوحدات العسكرية المتمركزة بالمنطقة.
كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بانتهاء الهدنة المؤقتة بين «الجيش الوطني»، الموالي لتركيا، و«قسد» التي كانت قد أقرت بوساطة أميركية، دون التوصل لاتفاق تسوية شامل في شرق حلب، إذ رفض «الجيش الوطني» نقل الأسرى ومقاتلي «مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قسد»، والمدنيين في مدينة منبج الرافضين للبقاء، إلى مناطق آمنة. وكذلك حل مسألة نقل ضريح «سليمان شاه» (جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان عثمان الأول بن أرطغرول) ورفاته إلى مكانه السابق، الذي نقل منه عام 2016 إلى بلدة آشمه في غرب
في الأثناء اتهمت القيادة العامة لقسد، في البيان الذي نشرته الثلاثاء، الجانب التركي باستغلال التطورات من خلال "مهاجمة مناطق شمال شرق سوريا، وإرسال مرتزقتها إلى منبج"، مشيرة إلى أن تركيا "شاركت بشكل سري في الهجوم" على منبج. وأنها "توجهت إلى سد تشرين وجسر قره قوزاق، وبالأحرى حاولت أن تتوجه إلى كوباني"، لافتة إلى أن مقاتليها "دحروا الهجمات التي استمرت 5 أيام".
تابعت: "دون شك لم يتوقف الاحتلال التركي، والآن يخطط لشن الهجوم على مدينة كوباني. حتى أن مخططها هو احتلال كامل الأراضي السورية وإلحاقها بأراضيها. لذلك الآن هي في حالة استنفار وتحضير، وجهزت عدداً كبيراً من قواتها ومرتزقتها على طول المنطقة، وزودتهم بالأسلحة الثقيلة. وكذلك تشن الهجمات وتطلق التهديدات، وبشكل يومي".
كذلك شددت قيادة قسد أنهم "عازمون على الوقوف في وجه هذه الهجمات حتى النهاية".
في شأن آخر، ذكر المرصد السوري أن الفصائل الموالية لتركيا رفضت دخول قوافل تابعة للهلال الأحمر الكوردي و«الإدارة الذاتية»، لإجلاء الرافضين بالبقاء في منبج والأسرى وجثامين القتلى، وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات التركية والفصائل الموالية لتركيا من جهة، و«قسد» من جهة أخرى، بوساطة أميركية حيث اجتمعت مع وفد من الفصائل الموالية لتركيا، الاثنين، دون التوصل لحل، وبخاصة مع إلحاح تركيا على إنشاء قاعدة تركية في سد قره قوزاق الواقع بين مدينتي كوباني ومنبج شرق حلب، التي سيطرت عليها الفصائل الموالية لتركيا مؤخراً ضمن عملية «فجر الحرية».
مصادر مدنية في كوباني أكدت لزاكروس أن موجة نزوح تدريجية تشهدها المدينة منذ مساء أمس الإثنين، لا سيما بعد توثيق العديد من "الانتهاكات المنظمة ضد المدنيين الكورد" وقعت في منبج على يد الفصائل الموالية لتركيا، منها السرقات الواسعة والاستيلاء على الممتلكات.
إلى ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده باعتبارها دولة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا يمكن أن تقبل ببقاء المنظمات الإرهابية في سوريا سواء «داعش» أو «العمال الكوردستاني» وذراعه السورية (وحدات حماية الشعب)، وإنه من الضروري أن نخرج سوريا من وحل الإرهابيين لتصل إلى مرحلة الاستقرار.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن