أثارت جدلاً وردود فعل دولية.. برلمان كوريا الجنوبية يرفض الأحكام العرفية 

زاكروس - وكالات

صوّت برلمان كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء (3 كانون الأول 2024) على منع إعلان رئيس البلاد يون سوك يول "الأحكام العرفية الطارئة"، بعد ساعات فقط من إعلانه.

وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في وقت سابقٍ اليوم "الأحكام العرفية الطارئة" في حدثٍ أثار الجدل في الوسط السياسي للدولة الآسيوية المجاورة لخصمها النووي كوريا الشمالية.

وكانت هناك تقارير عن زيادة كبيرة في انتشار الشرطة والجيش، وسط مزاعم بأن النشاط السياسي سيُحظر وستتم مراقبة وسائل الإعلام.

لكن المشرعين الكوريين الجنوبيين صوتوا بسرعة لمنع هذه الخطوة، بينما كانت الحكومات في جميع أنحاء العالم تراقب التطورات السريعة عن كثب.

وقال الرئيس يول في خطاب رسمي متلفز إن هذا الإجراء مطلوب لحماية البلاد من "القوات الشيوعية في كوريا الشمالية" و"العناصر المناهضة للدولة". 

وكان من الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى حظر النشاط السياسي وإخضاع جميع وسائل الإعلام للمراقبة من قبل الحكومة، بينما واجهت الدعوة الرئاسية الرفض من قبل 190 مشرعاً من أصل 300 عضو.

وانخفضت قيمة الوون الكوري الجنوبي في أعقاب الأحداث الدرامية إلى أدنى مستوى لها منذ عامين مقابل الدولار الأمريكي.

وأثارت الأوضاع البلاد قلقاً أممياً، حيث أعلن المتحدث ستيفان دوجاريك "نحن نتابع الوضع عن كثب وبقلق"، معتبراً أن "الوضع يتطور بشكل سريع".

في غضون ذلك، قامت وزارة الخارجية البريطانية بتحديث إرشاداتها الخاصة للمسافرين، إذا كنت تخطط لرحلة إلى البلاد في المستقبل القريب، فيما أعلنت عبر بيان:"نحن على علم بالوضع المتطور بعد إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية. اتبع نصيحة السلطات المحلية وتجنب المظاهرات السياسية".

وفي إعلان الأحكام العرفية التي لم تنجح في التصويت، اتهم الرئيس يون سوك يول حزب المعارضة الرئيسي في البلاد بالتعاطف مع كوريا الشمالية والأنشطة المناهضة للدولة.

ورفض زعيم المعارضة لي جاي ميونج، ادعاءات يون، قائلاً: "لا يوجد سبب لإعلان الأحكام العرفية، لا يمكننا السماح للجيش بحكم هذا البلد (..) لقد خان الرئيس يون سيوك يول الشعب"، كما وصف إعلان يون للأحكام العرفية بأنه "غير قانوني".

ولم يعلق الرئيس الأمريكي جو بايدن على الأحداث الجارية، حيث قال للصحفيين عندما سئل عن كوريا الجنوبية بعد إلقاء خطاب في المتحف الوطني للعبودية في أنغولا: "أنا أتلقى إحاطة بشأن ذلك فقط".

إلى ذلك، أشار متحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان إلى أن إدارة بايدن "لم يتم إخطارها مسبقًا" بإعلان الرئيس الأحكام العرفية.

وفي وقت سابق، ذكرت شبكة "سي إن إن"، أن العديد من أعضاء إدارة بايدن بدوا وكأنهم تفاجئوا بالتطورات.

وقال السفير الأميركي لدى كوريا الجنوبية فيليب جولدبرج إن السفارة ووزارة الخارجية "تتابعان عن كثب إعلان الرئيس يون الأخير للأحكام العرفية".

وأضاف في منشور على موقع إكس "الوضع متقلب"، مشجعاً الناس على "مراقبة مصادر الأخبار المحلية للحصول على التحديثات مع تقدم الموقف" والاشتراك في التنبيهات من وزارة الخارجية.

وبعد ساعات من قرار البرلمان، لم يصدر الرئيس والجيش أي رد فعل علني على التصويت، الذي جاء في الوقت الذي تجمع فيه الآلاف من المحتجين خارج البرلمان(الجمعية الوطنية) في مظاهرات سلمية.

وتجمع آلاف المحتجين خارج الجمعية الوطنية، مرددين هتافات "انهوا الأحكام العرفية" وفي الصور التي بثتها الشبكات المحلية، بدا أن البعض يحاولون دخول المبنى بينما حاول ضباط الشرطة منعهم.