زاكروس - وكالات
أعلن مسؤولون صينيون عن اكتشاف أضخم منجم للذهب يقع في حقل وانغو للذهب في مقاطعة هونان، وفق نشرة "سينس أليرت" الأميركية التي نسبت الخبر إلى المكتب الجيولوجي بالمقاطعة، واعتبرت رواسب خام الذهب التي جرى اكتشافها عالية الجودة، وتحتوي على حوالي 1000 طن متري من المعدن الثمين في وسط الصين. وتقدر قيمة الذهب المكتشف بحوالي 83 مليار دولار، مما يجعله أكبر احتياطي معروف للذهب على وجه الأرض.
وأفاد المكتب الجيولوجي لمقاطعة هونان أنه جرى التعرف على أكثر من 40 عرقًا ذهبيا على أعماق تصل إلى 2 كيلومتر (حوالي 6600 قدم) في المنطقة.
ووفق وسائل إعلام صينية، تشير التقييمات الأولية إلى أن هذه العروق وحدها يمكن أن تحتوي على حوالي 300 طن متري من الذهب، ومع ذلك، تشير النمذجة ثلاثية الأبعاد المتقدمة إلى أنه قد يكون هناك ما يصل إلى 1100 طن متري من الذهب مخبأة في أعماق الأرض، وربما تمتد الصخور المحتوية على الرواسب إلى أعماق تصل إلى ثلاثة كيلومترات (حوالي 9800 قدم). وكمية الذهب الصينية المكتشفة أثقل بحوالي ثماني مرات من تمثال الحرية في نيويورك.
وحول جودة الخام، جرى الإبلاغ عن الحد الأقصى للتركيز الذي عثر عليه عند 138 غرامًا من الذهب لكل طن متري من الخام، وهو أعلى بكثير من العديد من الرواسب العالمية الأخرى، حيث يعتبر الخام عالي الجودة إذا كان يحتوي على أكثر من ثمانية غرامات لكل طن متري.
وتتشكل رواسب الذهب عادة من خلال العمليات الجيولوجية التي تنطوي على حركة السوائل الغنية بالمعادن عبر الصخور على مدى ملايين السنين. وفي هذه الحالة، تدور السوائل الساخنة الغنية بالمعادن عبر شقوق القشرة الأرضية، مما يؤدي إلى إذابة الذهب من الصخور المحيطة وترسبه عند تغير الظروف، مثل تقلبات درجة الحرارة أو الضغط.
وكان لإعلان اكتشاف أضخم منجم للذهب آثار فورية على الأسواق العالمية، حيث ارتفع سعر الذهب إلى حوالي 2700 دولار للأونصة ليقترب من أعلى مستوياته القياسية التي تم تسجيلها سابقًا في وقت سابق من العام. وتنتج الصين حالياً حوالي 10% من إنتاج الذهب العالمي، ولكنها تستهلك أكثر بكثير مما تنتجه، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل استخراجها، مما يؤدي إلى الاعتماد الكبير على الواردات من دول مثل أستراليا وجنوب أفريقيا.
وفي حين أن اكتشاف أضخم منجم للذهب يمكن أن يساعد في تخفيف بعض مشكلات عرض الذهب بالصين، فإن خبراء يقدرون أنه حتى لو تم تعدينه بالكامل، فإنه لن يلبي سوى احتياجات الاستهلاك الحالية للصين لمدة 1.4 عام تقريبًا.
وقد أثار هذا الاكتشاف الاهتمام بوجود مزيد من رواسب الذهب داخل الصين والعالم. وعلى الرغم من انقسام الخبراء حول ما إذا كان سيتم العثور على رواسب أكثر أهمية في أماكن أخرى من العالم، فإن هذا الاكتشاف يشير إلى أن الاحتياطات القابلة للاستغلال اقتصاديًا ربما لا تزال موجودة.
يذكر أنه في عام 2020، أعلنت شركة شاندونغ لتعدين الذهب، إحدى أكبر شركات إنتاج الذهب في الصين، عن اكتشاف كبير في مشروع لايتشو التابع لها في مقاطعة شاندونغ. وذكرت الشركة أنها عثرت على ما يقرب من 50 طنا من احتياطي الذهب في هذا الموقع.
وكان هذا الاكتشاف مهمًا، لأنه لم يعزز القدرات الإنتاجية للشركة فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على قدرة الصين على زيادة إمداداتها المحلية من الذهب وسط ارتفاع الطلب العالمي. وفي أوائل عام 2021، أعلنت شركة تعدين مملوكة للدولة عن اكتشاف مخزون كبير من الذهب في منطقة شينجيانغ في منطقة الأيغور.
وتشير التقديرات إلى أن الرواسب احتوت على حوالي 200 طن من احتياطي الذهب، وكانت هذه النتيجة ذات أهمية خاصة، لأنها سلطت الضوء على الثروة المعدنية غير المستغلة في غرب الصين وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية من خلال زيادة أنشطة التعدين.
وفي كانون الأول 2022، أعلن عن اكتشاف مهم آخر في مقاطعة منغوليا الداخلية من قبل شركة تعدين محلية أبلغت عن العثور على أكثر من 100 طن من خام الذهب في موقع جديد.
وساهم هذا الاكتشاف في جهود الصين المستمرة لتعزيز إنتاجها من الذهب وتقليل الاعتماد على الواردات، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على طرق التجارة.
وتعكس هذه الاكتشافات التركيز الاستراتيجي للصين على تعزيز مواردها المعدنية وتأمين مكانتها بوصفها من اللاعبين الرئيسيين في سوق الذهب العالمي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن