زاكروس- أربيل
كشف صحافي عراقي عن تعرضه لاعتداء جسدي من قبل منتمين إلى فصيل مسلح لاحقوه بسيارة "لا تحمل أرقاماً تعريفية"، خلال توجهه إلى مكتبه قرب منطقة النبي يونس في جانب الموصل الأيسر، الثلاثاء الماضي، فيما نقلت "العربي الجديد" عن مصدر أمني أن المسلحين ينتمون لمليشيا بابليون التي يتزعمها ريان الكلداني، مبيناً أن سيارة حكومية رفعت أرقامها استخدمت من قبل المعتدين.
فقد نقلت "العربي الجديد" عن الصحافي جمال البدراني، القول إن ثلاثة أشخاص "ينتمون إلى فصيل مسلح لاحقوه بسيارة لا تحمل أرقاماً تعريفية، خلال توجهه إلى مكتبه قرب منطقة النبي يونس في جانب الموصل الأيسر، الثلاثاء الماضي، وأوقفوا مركبته بالقوة، ثم انهالوا عليه بالضرب، دون أي مبرر أو سابق إنذار".
البدراني أوضح أنه تقدم بشكوى بشأن الحادثة، وأضاف أن السلطات القضائية وعدت بالتحرك السريع ومحاسبة المتورطين. على الرغم من ذلك الوعد، استغرب من عدم التحرك لإلقاء القبض على المتورطين إلى الآن، خاصة أنهم "أصبحوا مكشوفين ومعروفين للجهات الحكومية الأمنية والقضائية". وطالب البدراني القضاء العراقي والأجهزة الأمنية ورئيس الوزراء بالقصاص من المعتدين عليه، وتقديمهم للمحاسبة، وألا تكون الحادثة سابقة خطيرة تهدد حرية الرأي والتعبير في نينوى، بسبب السلاح المنفلت، وهيمنة الجهات المسلحة على المشهد في المحافظة.
هذا وكان البدراني نشر أخباراً قبل أسبوع الحادثة تفيد بوجود تدخلات وضغوط "تمارسها جهات سياسية (حركة بابليون)" على المديرية العامة لتربية نينوى من أجل فرض مسؤولين موالين لها فيها.
بحسب المصدر الأمني في نينوى فأن التحقيق الذي يقوده جهاز الأمن الوطني ومديرية الشرطة بشأن الاعتداء على البدراني، وأن الجهات الأمنية قدمت للقضاء معلومات مفصلة عن السيارة التي كان يستقلها الأشخاص الثلاثة والمقرات التي تدخلها، وكذلك الصور الخاصة بالمتهمين. وأضاف المصدر أن "التحقيقات أظهرت انتماء الأشخاص الثلاثة إلى مليشيا بابليون التي يتزعمها ريان الكلداني، مبيناً أن سيارة حكومية رفعت أرقامها استخدمت من قبل المعتدين".
في السياق نفسه، أعلن مجلس القضاء الأعلى فتح تحقيق في الحادثة، وأكد التوصل إلى أحد المتهمين، لكنه أشار إلى أنه ما زالت الإجراءات مستمرة من قبل قاضي التحقيق المختص، وهناك متابعة مباشرة من قبل مجلس القضاء الأعلى "الذي يؤكد حرية الصحافة، وحرية التعبير التي كفلها الدستور، والقضاء كفيل بالتصدي لأي اعتداء يحصل على أي مواطن، أو المؤسسات بمختلف مسمياتها".
هذا وسجل العراق على مدى العقدين الماضيين مئات الاعتداءات على الصحافيين، حيث أسفرت عن مقتل 475 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ عام 2003، ولم يُحاسب الجناة إلا في حالتين أو ثلاث، فيما تشير الإحصائيات إلى مستوى مرتفع من الإفلات من العقاب، مما يضع العراق ضمن الدول الأكثر خطورة في العمل الصحافي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن