زاكروس – أربيل
تجري الحملة الرئاسية لانتخابات عام 2024 على قدم وساق، إذ يقبل الأميركيون على آخر أيام الانتخابات وأهمها وهو يوم غدٍ الثلاثاء (أول ثلاثاء بعد 1 تشرين الثاني) الذي يعتبر هو نفس اليوم المحدد للانتخابات كل أربعة سنوات، مع سعي دونالد ترامب وكامالا هاريس وحملاتهما إلى حشد المؤيدين في صناديق الاقتراع في منافسة قوية اعتادت عليها البلاد منذ زمن بعيد، بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
الديمقراطية هاريس والجمهوري ترامب يدفعان لإخراج ملايين أخرى من المؤيدين يوم غدٍ الثلاثاء، ليمثل نهاية السباق الرئاسي وحسم النتيجة.
وينقسم الناخبون إلى نصفين، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تقرر الفائز، وعلى الرغم من تقارب المنافسة فأن الأمر قد يستغرق أيامًا حتى يظهر الفائز برئاسة البلاد الذي يزيد عدد سكانه عن 330 مليون نسمة.
نبذة عن المنافسين
تتنافس الديمقراطية كامالا هاريس لتكون أول امرأة وأول سمراء وأول شخص من أصل جنوب آسيوي يصل إلى البيت الأبيض، بعد أربع سنوات من كسر نفس الحواجز في المنصب الوطني حين أصبحت نائبة الرئيس الحالي جو بايدن.
بينما يتنافس الجمهوري دونالد ترامب ليكون أول رئيس جديد يتم توجيه الاتهام إليه وإدانته بارتكاب جناية، بعد محاكمته بتهمة الإسكات في نيويورك، مما سيكسبه القدرة على إنهاء التحقيقات الفيدرالية الأخرى المعلقة ضده، وسيكون ثاني رئيس في التاريخ يفوز بفترتين غير متتاليتين في البيت الأبيض بعد جروفر كليفلاند في أواخر القرن التاسع عشر.
نظام
يعتمد النظام الانتخابي الرئاسي الأميركي على توزيع السكان في الولايات، إذ يكون للولاية الأكبر من حيث الكثافة السكانية تأثير على تحديد الفائز بالسباق الرئاسي أكبر من تأثير الولاية الأقل سكاناً.
إلى جانب مرشحين آخرين قد يبدوان أقل أهمية مقارنة بحشود الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي الذي يحمل رمز الحمار والجمهوري الذي يحمل رمز الفيل) يصل كل من الحزبين إلى مرشح واحد للرئاسة من خلال إجراء سلسلة من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية على مستوى الولايات.
ويتنافس المرشحان الفائزان من كل حزب للفوز بأصوات الناخبين في كل ولاية للفوز في المجمع الانتخابي على مستوى البلاد.
وتمتلك كل ولاية عدداً معيناً من أصوات المجمع الانتخابي يعتمد جزئيا على عدد سكانها، ويبلغ إجمالي هذه الأصوات 538 صوتا، وبالتالي فإن الفائز هو المرشح الذي يفوز بـ 270 صوتا أو أكثر.
وهذا يعني أن الناخبين يقررون الانتخابات على مستوى الولاية بدلاً من الانتخابات الوطنية، ولهذا السبب من الممكن أن يفوز المرشح بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني ولكن لا يفوز في المجمع الانتخابي، وبالتالي يهزم في الانتخابات.
وتعتمد الانتخابات في الولايات على نظام الفائز يحصل على كل شيء، وبالتالي فإن أي مرشح يفوز بأكبر عدد من الأصوات يحصل على جميع أصوات الولاية.
السباق الرئاسي سيجرى بالتزامن مع انتخابات لاختيار مشرعين وحكام ولايات وأعضاء في إدارات محلية.
وعلى الناخبين الأميركيين اختيار جميع أعضاء مجلس النواب ونحو ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وسيكون التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعداً، في حين أن 33 مقعدا فقط من مقاعد مجلس الشيوخ متاحة للتنافس عليها في الانتخابات.
ومبدأ انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ فقط، وليس جميع الأعضاء، وهو بسبب الاختلاف بين فترة ولاية أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، حيث أن عضو مجلس النواب يتم انتخابه لمدة عامين فقط لهذا تجرى انتخابات مجلس النواب كل عامين.
أما ولاية عضو مجلس الشيوخ فتمتد لستة أعوام ما يعني أنه في كل عامين يتم انتخاب نحو ثلث الأعضاء على أن يتم انتخاب الثلثين الثاني والثالث بعد عامين ثم أربعة أعوام.
وكل مواطن أميركي عمره 18 عاماً أو أكثر، يعتبر مؤهلاً للتصويت في الانتخابات الرئاسية، التي تجرى كل أربع سنوات.
وعادة ما يعلن عن الفائز في ليلة الانتخابات، وتُعرف الفترة التي تلي الانتخابات بالفترة الانتقالية إذا ما تغير الرئيس.
وفي هذه الفترة أيضا تُحَدَد الإدارة الجديدة، بما في ذلك التشكيلة الوزراية، وتُوضع الخطط للفترة الرئاسية الجديدة.
ويؤدي الرئيس اليمين رسميا لتولي منصبه في كانون الثاني في حفل يُعرف باسم حفل التنصيب، يُقام على درجات مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن.
الولايات المتأرجحة والحاسمة
هناك ولايات تعد نتيجة السباق الرئاسي فيها شبه محسومة وذلك لأن سكانها يميلون بشكل كبير إلى أحد الحزبين، ما يجعل الحملات الانتخابية سهلة وتوصف بالولايات الآمنة.
في المقابل هناك عدد من الولايات تبدو نتيجة تصويتها غير محسومة وتسمى المتأرجحة وتحظى باهتمام كبير من قبل الحملات الدعائية للمرشحين، لذا فأن الفوز بالولايات المتأرجحة سيكون بمثابة مفتاح دخول البيت الأبيض.
ونظراً لطبيعة المجمع الانتخابي، فأن الولايات المتأرجحة وهي "ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، نيفادا وأريزونا وجورجيا" تشكل أهمية بالغة للفوز بالرئاسة.
ماذا لو حصل تعادل تام بين هاريس وترامب؟
ماذا لو فشلت كامالا هاريس ودونالد ترامب في تحقيق الغالبية الضرورية من أصوات الناخبين الكبار للوصول إلى البيت الأبيض؟ هذه الفرضية التي من شأنها إثارة معضلة معقدة ومفاقمة قلق الأميركيين، ممكنة نظريا.
وبموجب الدستور يعود للكونغرس في هذه الحالة، اختيار الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. وبالتحديد مجلس النواب المنتخب بنتيجة الاقتراع أيضا فيما يتولى مجلس الشيوخ تعيين نائب الرئيس.
هذه الفرضية النادرة الحدوث، ستحصل في حال تعادل المرشحان الثلاثاء في عدد الناخبين الكبار أي 269 لكل منهما.
وثمة سيناريوهات تصويت عدة تفضي إلى هذا التعادل المطلق بين المرشحين في عدد أعضاء المجمع الانتخابي الذي يضم 538 عضوا ستكون مهمتهم اختيار الرئيس المقبل للبلاد في وقت لاحق.
فعلى سبيل المثال قد يحصل ذلك، في حال فازت المرشحة الديموقراطية هاريس في ولايات ويسكنسن وميشغن وبنسيلفانيا وفاز الجمهوري ترامب في أريزونا ونيفادا وكارولاينا الشمالية ونبراسكا.
ولم يسبق أن سجل تعادل في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وتعود المرة الأخيرة التي سجل فيها تعادل في عدد الناخبين الكبار بين المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى العام 1800 حين كان توماس جيفرسون مرشحا عن الحزب الجمهوري الديموقراطي وجون آدامز عن الحزب الفيدرالي.
لكن الملفت في ذلك أن التعادل لم يشمل آدامز بل المرشحين عن الحزب الجمهوري-الديموقراطي توماس جيفرسون وآرون بور اللذين حصل كل منهما على 73 صوتا. وقد اعتبرت الانتخابات لاغية وقام مجلس النواب في الفصل بينهما لانتخاب جيفرسون بعد 36 جولة تصويت.
ودفع هذا الوضع المعقد إلى إقرار التعديل الثاني عشر في دستور الولايات المتحدة في العام 1804 الذي استكمل المادة الثانية فيه التي تفصل الإجراءات التي ينبغي اتباعها في حال عدم حصول أي من المرشحين على غالبية أصوات في المجمع الانتخابي.
لكن عمليا، كيف سيتم التصويت في مجلس النواب في السادس من كانون الثاني 2025؟
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن