زاكروس - أربيل
حذر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، من أن العراق شهد زيادة كبيرة في مضبوطات المخدرات خلال السنوات الأخيرة، بإجمالي بلغ أعلى 34 مرة في 2023 مما كانت عليه في 2019، "ما يعكس زيادة حادة في توافر المخدرات المهربة عبر المنطقة"، لافتاً إلى الإبلاغ عن "معمل لتصنيع الكبتاغون والميثامفيتاين بمحافظة السليمانية" التي باتت بؤرة لتصنيع المخدرات وتهريبها والترويج لها.
جاء ذلك في تقرير حمل عنوان "ديناميكيات تهريب المخدرات عبر العراق والشرق الأوسط.. التوجهات وسبل الاستجابة"، وأوضح "وجود ثلاثة ممرات محلية رئيسة للاتجار بالمخدرات يتم من خلالها شحن وإعادة شحن المخدرات داخل العراق وعبره وترتبط بتطورات تاريخية وجيوسياسية معينة، فضلاً عما يتصل بها من تطور الجماعات الإجرامية وانتماءاتها وتشمل الطرق الداخلية الشمالية والوسطى والجنوبية وتربط الحدود بين العراق وإيران وكذلك تركيا وسوريا والسعودية بوجه خاص".
وذكر التقرير تسجيل "زيادة في تهريب الميثامفيتامين عبر الطريق الداخلي الشمالي من إيران عبر إقليم كوردستان"، مضيفاً: "توسع تهريب الميثامفيتامين خصوصاً بشكل هائل منذ عام 2021 مما يمثل تحولاً ملحوظاً في حجم ونوع المخدرات التي يتم نقلها".
وأضاف: "ابتداءً من عام 2022 تجاوزت كميات الميثامفيتامين والكبتاغون المضبوطة ما تم ضبطه من الهيروين".
ونقل التقرير عن المديرية العامة لمكافحة المخدرات في أربيل والسليمانية بالاشتباه بأن "المخدرات يتم إنتاجها في معامل سرية في ضواحي المراكز الحضرية، بالقرب من الحدود الجبلية وحول مدن مثل كركوك وطوزخورماتو".
وأشار إلى "تفكيك معمل يستخدم لتصنيع الميثامفيتامين والكبتاجون في أيار 2024 في محافظة السليمانية".
وحول تطور استهلاك المخدرات وسبل الاستجابة لها في العراق، لفت التقرير إلى أن ارتفاع عمليات شحن وإعادة شحن المخدرات عبر العراق والدول المجاورة رافقته زيادة في الاستهلاك المحلي عبر البلاد "فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات المسجلين لدى خدمات الصحة العامة من 2,979 في عام 2017 إلى 6,101 في عام 2021".
وتابع: "ابتداءً من عام 2022، تلقى أكثر من 3,308 عراقي العلاج من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات، والتمس أكثر من ثلثيهم (2,251) العلاج نتيجة لاستخدام المنشطات من منشطات الأمفيتامين".
وفي أيار الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية ضبط معمل لصناعة المواد المخدرة يبعد ساعتين عن مركز مدينة السليمانية خلال عملية أمنية إثر معلومات وردت من السلطات السورية لنظيرتها العراقية بوجود معمل لتصنيع مادتي الكريستال والكبتاغون، مشيرةً إلى "القبض على 4 متهمين داخله مطلوبين بقضايا تجارة مخدرات دولية وضبط ما بين 150-180 كغم من المواد المخدرة".
وكان المعمل يقع قرب دربنديخان في محافظة السليمانية التي باتت طريقاً رئيساً للاتجار بالمخدرات، ويستخدم لجلب المواد الخام من الدول المجاورة وإنتاج حبوب الكبتاغون التي يتم بيعها محلياً وتهريبها عبر الحدود إلى الدول المجاورة أيضاً.
وسبق أن أشار تقرير صادر عن الاستخبارات العراقية إلى قيام عدد من المسؤولين من حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بتحويل السليمانية إلى طريق رئيس لتجارة المخدرات، موضحاً أن "تجار مخدرات يشترون المواد من أوزبكستان وأفغانستان وإيران يقومون بنقلها عبر مدينة بانه غرب إيران إلى منطقة قلعة دزه ومن هناك إلى السليمانية، ثم كفري، وصولاً إلى محافظات أخرى مثل بغداد والأنبار".
وبحسب إدارة مكافحة المخدرات في إقليم كوردستان فقد اعتقلت قوات الأمن 1003 مشتبهين في سبعة أشهر، بينهم 529 متاجراً و474 متعاطياً إلى جانب مصادرة 194 كيلوغراماً من الحبوب المخدرة خلال العمليات الأمنية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن