زاكروس - أربيل
أدانت الحكومة العراقية، اليوم الجمعة (3 تشرين الأول 2024)، قيام إسرائيل باستهداف المدنيين في مخيم طولكرم، وفيما أشارت إلى أن "موقف المجتمع الدولي الصامت العاجز يغذّي فعلياً هذه الإساءات"، أكدت موقف البلاد بإسناد "كلَّ فعل أو جهد دبلوماسي يوقف هذا العدوان".
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان: "يستمرّ الاحتلال الصهيوني، بارتكاب مجازر تثبت تصميمه الإجرامي وإصراره على ممارسة الإبادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني، في اقترافه جريمة جديدة باستهداف المدنيين في مخيّم طولكرم من الضفة الغربية المحتلّة".
وأضاف: "إذا كانت جرائم العدوان تشير بالفعل إلى مسار بعيد عن الإنسانية، يستهدف توسعة الحرب، فإن موقف المجتمع الدولي الصامت العاجز، إنما يغذّي فعلياً هذه الإساءات، لاسيما بعد أن تجاوز في عدوانه لينال من شعب لبنان الشقيق".
وتابع: "يُجدد العراق، دعوة الأصوات الحرّة في العالم، والمنظّمات الدولية والأممية، لإدانة العدوان ومن يحميه ويسانده".
ومضى بالقول: "كما تؤكد الحكومة العراقية، إسنادها كلَّ فعل أو جهد دبلوماسي، يوقف هذا العدوان، ويضع حدّاً لسلوك المحتل واستهتاره بالقيم والمبادئ التي توافقت عليها البشرية، إلى جانب استمرارها في بذل كل ما هو ممكن ومتاح، من أجل إغاثة الأشقّاء في فلسطين ولبنان، وإسناد صمودهم البطولي".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ليل الخميس مقتل 18 فلسطينياً بقصف جوي إسرائيلي طال مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه شنّ غارة على المخيم.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه وفي إطار عملية مشتركة مع جهاز الأمن (الشاباك) "شنّ سلاح الجو غارة في طولكرم".
وقالت اللجنة الشعبية المسؤولة عن إدارة المخيم لوكالة فرانس برس إن مقاتلة إف-16 قصفت مبنى وسط المخيم.
وقال رئيس اللجنة فيصل سلامة "لأول مرة منذ سنوات تقصف إسرائيل بطائرات حربية" الضفة الغربية، مبديا خشيته من "أن يرتفع أكثر" عدد القتلى.
من جهته قال أحد سكان المخيم علاء سروجي إن "القصف استهدف كافيتيريا كانت مليئة بالشبان وتقع أسفل مبنى مكون من ثلاثة طبقات".
وأكد مسؤول أمني فلسطيني لوكالة فرانس أن هذا القصف هو الأول من نوعه منذ العام 2000 في الضفة الغربية.
وأعلن الجيش وجهاز الاستخبارات الإسرائيليان في بيان مشترك أنّ القصف استهدف قائد الجناح المسلح لحركة حماس في منطقة طولكرم.
وقال البيان إنّ الغارة استهدفت قائد "الشبكة الإرهابية التابعة لحماس في طولكرم زاهي ياسر عبد الرازق عوفي.. وقضت عليه".
واتهم الجيش عوفي بـ"التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة داخل إسرائيل".
وسارعت حركة حماس إلى إدانة القصف.
وقالت الحركة في بيان إنّ "قصف الاحتلال الوحشي بالطائرات مساء اليوم الخميس لأحد المقاهي في مخيم طولكرم وارتقاء عشرات الشهداء والمصابين من النساء والأطفال هو تصعيد خطير في عدوانه المتواصل على الضفة الغربية، ودليل على وحشيته وإفلاسه".
وهذه الحصيلة هي من الأعلى التي تحصدها غارة جوية إسرائيلية في الضفة الغربية من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل أكثر من عقدين.
وشهدت الضفة الغربية تصاعداً في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من تشرين الأول.
ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 699 فلسطينياً في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ما لا يقل عن 24 إسرائيلياً، بما في ذلك أفراد من قوات الأمن، قُتلوا في هجمات شنّها مسلحون فلسطينيون خلال الفترة ذاتها.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الشهر الماضي إن العمليات الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية تحدث أحياناً "على نطاق لم نشهده في العقدين الماضيين".
وتنفذ القوات الإسرائيلية بانتظام توغلات في البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، لكن التطورات الميدانية الحالية وكذلك تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تؤشر إلى تصعيد.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن