زاكروس - ا ف ب
يعدّ رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين الذي يتمتّع بعلاقة وثيقة مع إيران المرشّح الأوفر حظا لتولّي منصب الأمين العام للحزب، خلفا لحسن نصرالله الذي قتل بغارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.
ويقول مصدر مقرّب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن صفي الدين الذي يشبه نصرالله الى حدّ كبير في الشكل، هو "الأوفر حظا" لهذا المنصب.
وينتخب مجلس الشورى، الهيئة التنظيمية العليا في الحزب والمؤلفة من سبعة أعضاء بينهم صفي الدين، الأمين العام للحزب. وفي انتظار أن يعقد المجلس اجتماعه، يُفترض أن يتولى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مهام الأمين العام، كإجراء تلقائي بعد الفراغ الذي خلفه مقتل نصرالله في سدة القيادة.
وتربط صفي الدين صلة قربى بنصرالله، ويصغره بأربع سنوات، (60 عاما)، ويضع مثله عمامة سوداء وله حية شائبة.
أكمل صفي الدين دراساته الدينية في قم في إيران، وابنه متزوج من زينب سليماني، ابنة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي قتل بضربة أميركية في بغداد في العام 2020.
ويخضع صفي الدين لعقوبات من الخزانة الأميركية منذ العام 2017، على غرار قياديين كثر من الحزب موضوعين على لائحة "الإرهاب".
وتصفه الخزانة بأنه "قيادي مهم في حزب الله وعضو أساسي في مجلسه التنفيذي".
وتقول الأستاذة المحاضرة في جامعة كارديف والخبيرة في شؤون حزب الله أمل سعد لوكالة فرانس برس "منذ سنوات، يتم التداول بأن صفي الدين هو المرشح الأوفر حظا لتولي القيادة" بعد نصرالله.
ومن شروط تولّي الأمانة العامة، وفق سعد، "أن يكون القائد الجديد عضواً في مجلس الشورى الذي يضمّ عدداً محدوداً من الأعضاء، ويجب أن يكون شخصية دينية، وشخصاً يمتلك بالفعل الكثير من السلطة".
وتضيف أن صفي الدين يملك تلك الصفات، إذ "لديه الكثير من السلطة بعد نصرالله، لذا فهو المرشح الأقوى".
-"لا تختل جبهة" -
يعتبر صفي الدين من مؤسسي حزب الله في العام 1982، ويشغل منصبه الحالي منذ العام 1994.
وفيما كان اهتمام نصرالله ينصب على الجانبين السياسي والعسكري في الحزب، انكب صفي الدين على الاهتمام أكثر بمؤسسات الحزب وماليته، وفق خبراء.
وبخلاف نصرالله الذي كانت إطلالاته الشخصية في مناسبات الحزب نادرة خلال السنوات الأخيرة، يشارك صفي الدين بصفته رئيس المجلس التنفيذي، في مناسبات عدة للحزب، سياسية ودينية، وغالباً ما يتقدّم الصفوف الأمامية في فاعليات اعتاد نصرالله التحدّث خلالها عبر الشاشة.
ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله واسرائيل قبل نحو عام، شارك صفي الدين مراراً في مراسم تشييع أو تأبين قياديين وعناصر من الحزب قتلوا بنيران اسرائيلية. ويبدو هادئ الطباع في إطلالاته.
خلال تشييع القيادي في حزب الله محمّد ناصر في الضاحية الجنوبية لبيروت في تموز/يوليو، قال صفي الدين إن الجنوب "سيبقى يحرسه... الآلاف الآلاف من المجاهدين الأبطال... لا يتخيّل العدو أنه بعد استهداف هؤلاء الأبطال سيكون الجنوب أمامه مستباحاً أبداً".
وأضاف: "في مقاومتنا، لا تسقط راية ولا تختلّ جبهة ولا تضعف مواجهة. فحين يرتقي أي قائد شهيداً، يستلم الراية آخر ويمضي بعزم جديد ومؤكد وقوي".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن