زاكروس – أربيل
أعلنت دائرة الطب العدلي، الإثنين، عن تسليم جثامين (45) ضحية ضمن الوجبة الثانية لمجزرة سجن بادوش الذين تم اغتيالهم من قبل عصابات داعش الارهابية إبان سيطرتها على محافظة نينوى.
ففي 10 يونيو/تموز 2014، سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل وأطرافها، بما في ذلك سجن بادوش، وهو أحد أكبر السجون في العراق. خلال الهجوم، اقتحم مسلحو التنظيم السجن وأطلقوا سراح عدد كبير من السجناء، ليقوم بعدها بتجميع السجناء، الذين بلغ عددهم حوالي 1,500 شخص. وتصنيفهم على أساس طائفي. حيث قام المسلحون بفصل السجناء السنّة عن الشيعة.
بعد عملية الفرز، أقدم التنظيم على نقل السجناء الشيعة إلى منطقة نائية خارج السجن. هناك، أُجبر السجناء على الاصطفاف، وقام مسلحو داعش بإطلاق النار عليهم بشكل جماعي، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في تلك اللحظة. تُشير بعض التقديرات إلى أن عدد الضحايا بلغ حوالي 670 سجيناً.
إذ قال الدكتور عامر جميل معاون المدير العام إن هذه الخطوة تأتي كجزء من جهود الملاكات الطبية والمختبرية في قسم المقابر الجماعية ودائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء لاستخراج وإعادة رفات الضحايا وتقديمها لعائلاتهم بعد اكمال كافة الاجراءات القانونية وفحص الحمض النووي (DNA).
من جانبها بينت الدكتورة ياسمين منذر مدير قسم المقابر الجماعية في الدائرة الآلية المتبعة في الكشف عن رفات الضحايا والفحوصات التي تتم على هذه الرفات مع بيان آلية التسليم لذويهم بما يضمن تسهيل و رفع العبء عن المواطنين حرصاً منا على راحة المواطن وبذلك يصبح العدد الكلي (123) ضحية.
كما أشارت إلى استمرار العمل والجهود من قبل كادر قسم المقابر الجماعية لاتزال وستبقى مُستمرة لإنجاز فحوصات المطابقة لجميع الرفات ولعموم المقابر الجماعية التي فتحت وتم رفع الجثامين منها وفاءاً منا لدماء الشهداء.
بعد تحرير الموصل في 2017، بدأت السلطات العراقية بإجراء تحقيقات موسعة في جرائم داعش، بما في ذلك مجزرة سجن بادوش. وقد تم العثور على مقابر جماعية قرب السجن تحتوي على رفات عدد من الضحايا الذين أعدموا في المجزرة.
مجزرة سجن بادوش تظل من بين أبشع الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق، وهي جزء من إرث العنف الذي لا يزال العراق يسعى للتعافي منه.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن