زاكروس- أربيل
كشفت مصادر معارضة في سوريا منها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، معلومات عن اغتيال قيادية في ما تعرف بـ "الكتيبة النسائية" بالحرس الثوري الإيراني، عراقية الجنسية وُلدت في النجف عام 1987، واغتليت على يد مسلحين مجهولين في منزلها بمنطقة الجورة بديرالزور السورية بتاريخ 5 أغسطس / آب المنصرم.
الكتيبة النسائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، والمعروفة باسم “كتيبة الزهراء”، تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ العديد من المهام الأمنية والعسكرية لصالح إيران، خاصة في دير الزور، وتتكون من نساء يقمن بمهام تشمل التجسس، جمع المعلومات، والاغتيالات، بالإضافة إلى ترويج المخدرات، وفق مصادر المعارضة السورية.
ذكر المرصد في بيان أن "قيادية في الحرس الثوري الإيراني من الجنسية العراقية تدعى (رقية كاظم السوداني) وتُكنّى بـ(أم زينب)، تم اغتيالها على يد مسلحين مجهولين في مدينة دير الزور ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية، حيث عُثر على جثتها مرمية وعليها آثار طلقات نارية داخل أحد الأبنية المهجورة في حي الموظفين في المدينة".
وفقاً لمصادر المرصد فإن "القيادية أقامت لفترة طويلة في دمشق قبل قدومها إلى مدينة البوكمال ومشاركتها في إنشاء وتجهيز ما يعرف بـ "مكتب الأصدقاء"، ثم انتقلت إلى مدينة الميادين، وأخيراً إلى مدينة دير الزور".
أضاف "تُعرف السوداني بالولاء الكبير لإيران والحرس الثوري الإيراني وخدمتها المصالح الإيرانية في المدينة، حيث تتهم بضلوعها في تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال، بالإضافة لعملها في استقطاب الأطفال والنساء لصالح المركز الثقافي الإيراني، ومقربة بشكل كبير من عدة قيادات عسكرية بينهم إيرانيين".
سبق أن شهدت الكتيبة سلسلة من الهجمات التي استهدفت أفرادها ومنشآتها، بما في ذلك قتل مهندس إيراني وحرق وثائق سرية في منزل يتبع لها. هذه الهجمات المتتالية تشير إلى وجود جهة قادرة على اختراق الإجراءات الأمنية التي تفرضها الميليشيات الإيرانية، ما يزيد من التحديات الأمنية التي تواجهها هذه القوات.
في ظل هذه التطورات، تعيش "الكتيبة النسائية" حالة من الفوضى، خاصة بعد اختفاء "ليليان سعيد تتان"، إحدى القياديات البارزات، في ظروف غامضة بعد تكليفها بمهمة من قبل أم زينب. الاختفاء زاد من القلق والارتباك بين صفوف المنتسبات للكتيبة، مما أدى إلى تعليق أنشطتها مؤقتاً.
كما أنها تسببت في استنفار أمني كبير من قبل الحرس الثوري الإيراني، الذي سعى لجمع أدلة من كاميرات المراقبة في محيط منزل "السوداني" لتحديد هوية الفاعل، لكن حتى الآن لا تزال هوية القاتل مجهولة.
كذلك أشار المرصد إلى أن "المراكز الثقافية الإيرانية تركز بشكل رئيسي على الأطفال السوريين، من بوابة تقديم دورات تعليمية مجانية للأطفال دون سن الثامنة عشر لاسيما شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، مستغلة الوضع المعيشي الكارثي والفقر المدقع في مناطق نفوذ النظام، وعدم قدرة الأهالي على تحمل تكاليف الدورات التعليمية، فضلاً عن تقديم مستلزمات مدرسية للأطفال واستقدامهم للمراكز لحضور فعاليات".
وأضاف "كما تقوم المراكز الثقافية الإيرانية بإجراء دورات للنساء والرجال والشباب بشكل دوري، كدورات تعليم الخياطة وتعليم الحلاقة الرجالية والنسائية ودورات طبية أيضاً وغير ذلك من مهن، مع تقديم وعود للمتقدمين بتقديم سلات غذائية لهم عند الانتهاء من الدورة بالإضافة لإيجاد عمل لهم ضمن النقاط الطبية وأماكن العمل التابعة للميليشيات الإيراني براتب جيد، وخلال الدورة تقوم تلك المراكز بمحاولة استقطابهم.
المرصد بيّن أن المراكز الثقافية الإيرانية تتواجد في محافظة دير الزور في أربع مناطق رئيسية هي البوكمال وحي القصور في مدينة دير الزور وآخر في حي الضاحية بالقسم الغربي من المدينة ذاتها، إلى جانب مركز في مدينة الميادين، كذلك في بلدة حطلة .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن