أربيل.. مدينة التعايش والسلام انفردت بميزة عن باقي المدن التي زارها بزيشكيان

تقرير: زينب علي - زاكروس

انطلاقاً من المبدأ الأساسي للرئيس مسعود بارزاني الذي عُرِف بمواقفه الداعمة للتعايش السلمي بين مختلف المكونات العرقية والدينية في المنطقة وكان وما زال يحرص ويؤكد على أهمية الحفاظ على النسيج المجتمعي المتنوع واحترام حقوق الإنسان كعامل أساس لبناء مستقبل مشترك للجميع؛ شهدت الزيارة الأولى للرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان إلى العراق مراسيم استقبال وبرنامج متشابهة إلى حد ما في  المدن التي زارها، لكن أربيل  عاصمة إقليم كوردستان تميزت بخصوصية معينة أثبتت بأن إقليم كوردستان البقعة متعددة الثقافات والأعراق ورمز التعايش الديني وذلك من خلال لقاء قادة الأحزاب السياسية ورجال الدين وممثلي مكونات الإقليم مع الرئيس الإيراني.

هذه الخطوة حملت أبعاداً وانعكاسات متعددة لعل أبرزها التأكيد على المساواة حيث يبعث إظهار التمثيل المتنوع للمكونات السياسية والدينية في هذا اللقاء رسالة قوية حول التزام قادة إقليم كوردستان بعدم تهميش أي فئة أو مكون ما يعزز صورة الإقليم كمنطقة تحتضن الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم.

إن إشراك جميع الأطراف الفاعلة في الحوار يعزز الاستقرار الداخلي ويشعر الجميع بأن لهم دوراً في صنع القرار السياسي، مما يقلل من احتمالية النزاعات الداخلية ويزيد من التماسك الاجتماعي وتعزيز الحوار بين الأديان والطوائف والحفاظ على التسامح والتعايش المشترك داخل الإقليم.

ويعكس ذلك أيضاً التزام القيادة بدعم الحوار الديني والتنوع الثقافي؛ وباختصار التعايش السلمي أصبح ثقافة راسخة في كوردستان ما أسهم من انعكاسات إيجابية على مستوى السياسة الداخلية والخارجية للإقليم، وعزز من دوره كلاعب رئيسي في الساحة الإقليمية.

ووصل بزيشكيان إلى العراق يوم الأربعاء الماضي في أول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصبه، وعقد في بغداد اجتماعات مع رئيس الوزراء العراقي ورئيس الجمهورية، قبل أن يتوجه إلى أربيل الخميس في اليوم الثاني للزيارة، حيث استقبله في المطار رئيس الإقليم، نيجيرفان بارزاني، وعقد اجتماعاً مشتركاً مع رئيس الإقليم ورئيس حكومة الإقليم، ثم التقى في اجتماع موسع قادة الأحزاب السياسية وممثلي المكونات الدينية والقومية في الإقليم، فيما كان اجتماعه مع الرئيس مسعود بارزاني هو الأهم خلال وجوده في أربيل.

واختتم بزيشكيان زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام إلى العراق أمس الجمعة من البصرة، بعد زيارته العتبات المقدسة أيضاً في النجف وكربلاء.