زاكروس – أربيل
كشفت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"،الأحد، تفاصيل جديدة بشأن مجزرة "سبايكر" في محافظة صلاح الدين، إبان سيطرة تنظيم "داعش" على المحافظة عام 2014.
مجزرة "سبايكر" هي واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبت في العراق خلال السنوات الأخيرة، وقعت في 12 يونيو/حزيران 2014، في قاعدة سبايكر الجوية بالقرب من مدينة تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين.
وقعت المجزرة عندما اقتحم مسلحو تنظيم "داعش" الإرهابي القاعدة بعد سيطرتهم على مدينة الموصل، حيث أسروا ما يقارب 1700 طالب عسكري وعدد من الجنود والضباط الذين كانوا يتلقون تدريباً في القاعدة. ثم قام المسلحون بنقل الأسرى إلى عدة مواقع قريبة من القاعدة، مثل قصور الرئاسة القديمة ومناطق أخرى على طول نهر دجلة.
إلى ذلك ذكرت البعثة في تقرير أنه "على أرضيات مجمع القصور وبعد التشاور مع قيادات تنظيم داعش العليا، أمر والي صلاح الدين التابع لتنظيم داعش بأن تعرض التوبة على السنة وأن يتم قتل الشيعة، وتم نشر أعضاء تنظيم داعش في 4 أو 5 مناطق للقتل في أرجاء المجمع".
أضافت أنه "تم تجميع المحتجزين ضمن جماعات واقتيادهم إلى مناطق الإعدام ممددين على الأرض أو راكعين ومن ثم تم إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة، ودفنت الجثث في مقابر جماعية بمجمع القصور أو ألقيت في النهر".
تابعت أن "جثث الضحايا الذين تم إعدامهم وإلقاؤهم في النهر طفت على سطح نهر دجلة لأيام بعد الحادثة، ويظهر رفات الضحايا المدفونين التي تم انتشالها أن جميع من أعدموا كانوا ذكوراً يافعين بنسبة 97% في الفئة العمرية ٣٥ وأصغر وأغلبهم يرتدون الملابس المدنية".
أوضحت أن "عملية القتل استمرت لـ 3 أيام على الأقل بانخراط نشط من قبل حوالي ۱۰۰ - ۱۵۰ شخصاً ينتمون لتنظيم داعش، وكان من ضمن الجناة مقاتلو تنظيم داعش ممن دخلوا تكريت في البداية يوم ۱۱ حزيران / يونيو، وسجناء فروا من سجن التسفيرات وسجون أخرى وخلايا نائمة محلية منتمون لتنظيم داعش".
كما أشارت إلى أن "عملية القتل تم تصوريها من قبل تنظيم داعش وتم نشر فيديوهين اثنين على الأقل في وقت لاحق، يحتويان على مشاهد مروعة وصادمة على سوء المعاملة والإعدام. وكان أحد الفيديوهات المصورة، وهو فيديو بعنوان معسكر سبايكر نمط القتل الجماعي ونية الإبادة الجماعية اقتلوهم حيث تقفتموهم، ينشر بوضوح سياسة تنظيم داعش للإبادة الجماعية ".
لفتت البعثة، إلى أنه "من 10 حزيران / يونيو تقريباً لحوالي 3 أو 4 أيام أنقذ العديد من سكان تكريت والعلم والمناطق المحيطة المئات من الجنود والطلاب الذين كانوا يحاولون الفرار من تنظيم داعش".
أثارت مجزرة "سبايكر" ردود فعل غاضبة محلياً ودولياً، حيث أُدينت كجريمة حرب وكإبادة جماعية ضد الإنسانية. وقد أثرت بشكل كبير على الوضع الأمني والسياسي في العراق، وأصبحت رمزاً للأعمال الوحشية التي ارتكبها تنظيم "داعش" خلال فترة سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا.
في السنوات التالية، تم فتح عدة تحقيقات ومحاكمات للمسؤولين عن هذه المجزرة، وصدرت العديد من أحكام الإعدام بحق 112 من المدانين بتنفيذ "مجزرة سبايكر" بين عامي 2016-2021، نُفذ منها 76 حكما بالإعدام، وفق إحصاءات رسمية من السلطات القضائية.
وعلى الرغم من مرور سنوات على وقوع المجزرة، إلا أنها ما تزال تحمل ذكرى مؤلمة للكثير من العراقيين وخاصة أسر الضحايا.
هذا ووفقا للحكومة العراقية، فإن تنظيم "داعش" أعدم رميا بالرصاص نحو 2000 شخص وهم طلاب في كلية الطيران وعناصر أمن داخل قاعدة عسكرية معروفة باسم "سبايكر" في محافظة صلاح الدين عند سيطرته على المنطقة في حزيران/ يونيو 2014.
وتبنى "داعش" آنذاك الحادثة، ونشر صورا ومقاطع مرئية أظهرت محاصرة مسلحي التنظيم للجنود في القاعدة العسكرية قبل إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن