زاكروس - أربيل
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة (30 آب 2024)، الذي يوافق اليوم العالمي للمفقودين، أنها وثقّت 618 حالة جديدة من الاختفاء في العراق خلال الفترة بين كانون الثاني وحزيران من العام الحالي، مؤكدةً التزامها "بدعم جميع الجهود المبذولة لمواصلة البحث عن المفقودين، طالما أن كل واحد منهم يستحق أن يتم العثور عليه".
وقالت اللجنة في بيان: "بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين، تعيد اللجنة الدولية التأكيد على أهمية كل من القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في التعامل مع ملف الأشخاص المفقودين إلى جانب تحديد هوية المتوفين منهم والمعاملة الكريمة لجثثهم"، داعيةً إلى "العمل الفاعل والمنسّق من أجل منع اختفاء الأشخاص، وتمكين العوائل المشتتة من استعادة التواصل والحفاظ عليه، وإيضاح مصير الأشخاص المفقودين وأماكن وجودهم".
وأضاف البيان: "في العراق، أصبح الكثير من الأشخاص في عداد المفقودين جرّاء جولات مختلفة من النزاع المسلح، ولا يزال عدد لا يحصى منهم مجهولي المصير. لقد وثّقت اللجنة الدولية 618 حالة جديدة من الاختفاء ما بين شهري كانون الثاني وحزيران من عام 2024 الجاري، في حين جرى إيضاح مصير ومكان وجود 208 أشخاص".
وأوضح أن "كل شخص مفقود يمثل عائلة تعيش حالة من الحسرة وتعاني من الألم المصاحب لحالة عدم اليقين والتأثير البالغ على حياتها اليومية وعلى المجتمعات التي تعيش هذه العائلات فيها. كما أن الحاجة لبذل جهود منسّقة لتعيين مكان الرفات البشرية للمفقودين، واستعادتها، وتحديد هوية أصحابها، وإعادتها إلى ذويها تمثّل مسألة ملحّة. وعليه، تدعو اللجنة الدولية جميع السلطات المعنية لتعزيز الآليات والموارد لإتمام هذه المهمة، وضمان احترام جثث الموتى وتزويد العوائل بالمعلومات والدعم الذي تحتاجه من أجل إنهاء حالة عدم اليقين التي يعيشونها".
ونقل البيان عن رئيس بعثة اللجنة الدولية في العراق اختيار أصلانوف قوله: "يخلّف اختفاء شخصٍ عزيزٍ فراغًا كبيرًا لدى ذويه لا يمكن للوقت أن يملأه، والألم ينتقل من جيلٍ لآخر إذ تواصل العوائل بحثها سعياً للحصول على إجابات. حياة كل شخص مفقودٍ تهُم، ولعائلته الحق في معرفة ما حصل له. لا يمثل البحث عن الإجابات التزامًا قانونيًا بموجب القانون الدولي الإنسان فقط، وإنما يعد أمرًا ملزمًا من الناحية الأخلاقية. إن من الضروري أن تتكاتف جميع الأطراف بدءًا من المجتمعات المحلية وحتى سلطات الدولة للتعامل مع هذا الملف على نحوٍ عاجل وبقدر عالٍ من الرأفة".
وأكدت اللجنة التزامها "بدعم السلطات العراقية في جهودها للتعامل مع قضايا المفقودين. ومن خلال الدعم الفني الذي تقدمه والمشورة القانونية وتعزيز العمل بالقانون الدولي الإنساني، تواصل اللجنة الدولية تأييدها لذلك النهج الشامل الذي يصون الحق في العثور على كل مفقود وحقوق عائلاتهم في معرفة مصير أحبائها وأماكن تواجدهم"، مبينةً: "في الوقت الذي نحتفي فيه باليوم الدولي للمفقودين، نعيد التأكيد على التزامنا بدعم جميع الجهود المبذولة لمواصلة البحث عن المفقودين طالما أن كل واحد منهم يستحق أن يتم العثور عليه".
يشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في العراق منذ عام 1980 وتتمثل أنشطتها الرئيسية في زيارة المحتجزين ولم شمل العائلات المشتتة وإيضاح مصير الأشخاص المفقودين إلى جانب نشر وتعزيز القانون الدولي الإنساني بين جميع فئات المجتمع العراقي، كما تعمل على الحد من تأثيرات التغير المناخي وتساعد المجتمعات في التكيف على الأمد الطويل من خلال إعادة تأهيل محطات معالجة الماء ومضخات مياه الشرب وشبكات الماء وأنظمة الري. وهي تقدم الدعم إلى مئات العائلات المتضررة من خلال توزيع المساعدات النقدية عليها لتمكينها من استعادة وسائل كسب العيش الخاصة بها وذلك بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقي.
وبحسب ما أعلنته اللجنة لعام 2023، فقد استلمت اللجنة الدولية أكثر من 1,500 طلب بحث جديد عن أشخاص جرى الإبلاغ عن فقدانهم من قبل عوائلهم، وخلال نفس الفترة، جرى إيضاح مصير 361 شخص مفقود مسجلين لدى اللجنة الدولية، مؤكدةً دعمها للسلطات في عمليات البحث عن الأشخاص الذين فقدوا جراء الحرب العراقية – الإيرانية وحرب الخليج. في عام 2023، وبرعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ساعدت اللجنة الثلاثية المعنية في استعادة 111 مجموعة من الرفات البشرية من العراق وجرى تسليمها إلى إيران و13 مجموعة تم تسليمها إلى العراق.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن