Erbil 8°C الإثنين 25 تشرين الثاني 23:22

حملة زراعة مليون شجرة.. جهود إقليم كوردستان لزيادة المساحات الخضراء مستمرة

Zagros TV

زاكروس - أربيل

أطلقت منظمات محلية عدة في العاصمة أربيل، حملةً لزراعة مليون شجرة بلوط، وتمكنت منذ عام 2021 من غرس 300 ألف منها، وفقا لمسؤول المشروع غاشبين إدريس علي.

ويحلم الشاب، وفق ما نقلت عنه فرانس برس، برؤية "غابة كثيفة من الأشجار الأصلية" على امتداد طريق رئيسي في المدينة.

ويقول: "التغير المناخي يحدث ولا يمكننا إيقافه، لكن يجب أن نتأقلم".

ويضيف مبرراً اختيار البلوط أنها "أشجار تحتاج كميات أقل من المياه، وتستطيع عزل كميات كبيرة من الكربون داخل التربة". ويتابع: "نراقب نموها لأربع أو خمس سنوات، لتبقى بعدها على قيد الحياة لمئات السنين".

وتحت مظلات تحميها من الشمس الحارقة، تنمو ببطء أشجار صنوبر وكينا وزيتون ورمان داخل مشتل في مدينة السليمانية، يندرج في إطار الجهود التي تُبذل في إقليم كوردستان لمواجهة الأضرار الكبيرة التي تتسبب بها إزالة الغابات.

فالإقليم المعروف بجباله ومناظره الطبيعية الخلابة، فقَدَ نحو 50  في المئة من غطائه النباتي خلال أكثر من نصف قرن، ويُعدّ ذلك مأساة كبيرة نظرا إلى أن إقليم كردستان يحتضن أكثر من 90 في المئة من غابات العراق ككلّ الذي يعاني التصحر وتبعات التغيّر المناخي.

ولهذه الخسارة الكبيرة أسباب متعددة، من بينها أنشطة بشرية كقطع الأشجار المخالف  للقانون، وحرائق الغابات التي تتزايد مع موجات الحرارة والجفاف صيفاً.

في مشتل سرجنار، وهو الأقدم في كوردستان والعراق، تنكبّ مجموعة من العاملات على نقل براعم صغيرة من عربة ووضعها في أحواض زرع.

ويُطوّر المشتل نحو 40 صنفا من براعم  الصنوبر والسرو والبلوط الذي يعد رمز غابات الإقليم، إضافة إلى أشجار زيتون وكينا وعرعر وتين ومشمش. وتُزرع هذه البراعم في الغابات أو تُباع للمزارعين.

ويقول المهندس الزراعي روا عبد القادر إن "للتغيّر المناخي تأثيراً على نموّ الشتلات الصغيرة".

ويبين "لذلك نفضّل الأشجار التي تتحمل الحرارة العالية وتستهلك قدرا أقلّ من الماء".

وبدعم برنامج الأغذية العالمية، وُضعت مظلات شبكية من أجل حماية الأشجار من حرارة الشمس والحدّ من التبخر، مما يساهم في تسريع نموها. وجُهّزت بيوت زراعية أخرى بمرشات معلقة لتأمين ري أفضل وتقليل استهلاك المياه، وأقيمت بئر تعمل بواسطة منظومة طاقة شمسية.

وبفضل دعم الوكالة الأممية، سيزداد الإنتاج السنوي في المشتل سنة 2024 من 250 ألف شجرة إلى مليون ونصف مليون شجرة.

ويعتزم برنامج الأغذية العالمية دعم السلطات والجهات المعنية المحلية خلال السنوات الخمس المقبلة لزرع 38 مليون شجرة على أكثر من 61 ألف هكتار في الإقليم، وحماية 65 ألف هكتار أخرى من الغابات.

فوفقا لإحصاءين رسميين، أزيل بين عامي 1950 و2015 أكثر من 600 ألف هكتار (2,5 مليون دونم) من غابات الإقليم.

ويعود ذلك إلى "قلّة المياه وارتفاع درجات الحرارة وتباين نسب الامطار وانخفاضها" إضافة إلى "الحرائق"، وفق ما تقول مسؤولة مشاريع برنامج الأغذية العالمية في السليمانية نياز إبراهيم.

وتعرض نحو 290 ألف هكتار (أي مليون و160 ألف دونم من الغابات) لحرائق خلال الأعوام الأربعة عشر الأخيرة، وفق المدير العام للبستنة والغابات في وزارة زرعة إقليم كوردستان، هالكوت إسماعيل.

وأكد المسؤول أن الحرائق "تندلع بشكل رئيسي خلال فصل الصيف الجاف وأكثرها بسبب إهمال المواطنين".

وسعيا إلى إعادة التشجير لتعويض ما فُقِد من الغطاء النباتي، تعمل السلطات المحلية على إنشاء غابات اصطناعية وزيادة إنتاج المشاتل، بحسب ما يشير هالكوت إسماعيل.

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.