زاكروس - أربيل
حذّر مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، اليوم السبت (10 آب 2024)، من أن الممارسات الإسرائيلية "زادت مخاطر وقوع مصادمات كبرى تتسبب لو حدثت في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها"، داعياً إلى "التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة".
جاء ذلك في بيان أصدره مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني حول ارتكاب "مجزرة جديدة" في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أنه "مرة أخرى ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبرى في قطاع غزة الأبية باستهداف من تؤويهم (مدرسة التابعين) من النازحين والمشرَّدين، أدّت الى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، في جريمة مروعة تضاف الى سلسلة جرائمه المتواصلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر".
وذكر البيان أن إسرائيل قامت بعمليات اغتيال "غادرة" استهدفت قيادات بارزة وأدّت إلى مقتل عدد منهم، مبيناً: "قد خرقت بها سيادة عدد من دول المنطقة، وزادت بذلك مخاطر وقوع مصادمات كبرى فيها تتسبب لو حدثت ـ لا سمح الله ـ في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها".
ومضى بالقول إن "الكلمات لتقصر عن إدانة هذه الجرائم النكراء"، معبراً عن أسفه في أن مرتكبي تلك الجرائم "يحظون بدعم غير محدود من عدد من الدول الكبرى يمنع من أن تطبق عليهم القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية".
ودعا "العالم للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني"، كما دعا الشعوب الإسلامية إلى "التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة وتقديم مزيد من العون إلى أهلها".
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة السبت أنّ ما لا يقل عن 93 شخصاً قتلوا جرّاء ضربة إسرائيليّة جديدة على مدرسة في مدينة غزة بعد يومين من استهداف مدرستين أخريين.
وتقع مدرسة التابعين التي لجأ إليها نحو 250 نازحاً خصوصاً من النساء والأطفال، وسط مدينة غزة وأفادت مصادر إعلامية تابعة لحكومة حماس في قطاع غزة قد تعرضت لضربة إسرائيلية ليل الجمعة السبت.
والضربة هي من الأكثر حصداً للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحماس في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي "أغارت طائرة بتوجيه استخباري... على مخربين عملوا في مقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين"، مضيفاً: "لقد استخدم مخربو حماس مقر القيادة للاختباء والاعداد لاعتداءات" ضد الجيش وإسرائيل.
ونددت حركة حماس بـ"تصعيد خطير" فيما وافقت إسرائيل الجمعة على استئناف المباحثات حول هدنة في قطاع غزة، في 15 آب/أغسطس إثر نداء ملح من دول الوساطة.
وشددت حماس على أن "مجزرة مدرسة التابعين جريمة مروعة وتصعيد خطير في مسلسل الجرائم التي ترتكب في غزة".
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنّ حصيلة قتلى قصف مدرسة التابعين في حيّ الدرج بوسط مدينة غزة ارتفعت إلى "93 شهيدا بينهم 11 طفلا وست نساء"، مؤكداً أن العشرات أصيبوا بجروح بعضهم في العناية الفائقة وثمة أشلاء كثيرة وعدد كبير من المفقودين.
وأضاف أنّ "ثلاثة صواريخ إسرائيليّة أصابت المدرسة التي كانت تؤوي نازحين" في ما وصفه بأنه "مجزرة مروعة" قائلاً إن "النيران اشتعلت بأجساد المواطنين".
خولفت الحرب، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس، نحو 40 ألف قتيل في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر، حيث اضطُر جميع السكان تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة للنزوح عدة مرات.
وأدت الحرب إلى تفاقم التوترات بين إيران وحلفائها من ناحية، ولا سيما حزب الله اللبناني، وإسرائيل من ناحية أخرى.
وتزايدت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 تموز الماضي في طهران التي حملت إسرائيل مسؤوليته، واغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني فؤاد شكر في اليوم السابق في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
والخميس، أصدرت الولايات المتحدة وقطر ومصر التي تتوسّط بين إسرائيل وحركة حماس، بيانا حضّت فيه الطرفين على استئناف المحادثات في 15 آب/أغسطس في الدوحة أو القاهرة "لسدّ كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن