زاكروس – أربيل
كشف رئيس هيئة الاستثمار في إقليم كوردستان الدكتور محمد شكري عن الرؤية الاستثمارية المستقبلية في الإقليم، مشيداً بما تم إنجازه في مختلف القاطاعات الحيوية وجذب كوردستان استثمارات بأكثر من 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ميزات قانون الاستثمار
خلال استضافته في برنامج "نسمات زاكروس"، الأحد، لفت شكري إلى أن قانون الاستثمار في إقليم كوردستان "يختلف" عن نظيره في العراق وحتى دول الجوار لأنه يقدم مساحات وتسهيلات أكبر أمام الراغبين في الاستثمار، إضافة إلى منحه حرية التملك لدى المستثمرين الأجانب، مؤكداً أن هذه الميزة أتاحت الفرصة أمام المستثمرين الأجانب والمحليين للعمل بـأريحية أكثر، "إلى جانب الظروف والتسهيلات التي تسعى الكابينة التاسعة لحكومة الإقليم لتوفيرها من خلال إلغاء الروتين وتسريع انجاز المعاملات وإزالة العقبات".
تنويع مصادر الدخل
نّوه شكري أن الكابينة التاسعة ومن خلال ورقة العمل المقدمة في 2019 ركزت على تنويع مصادر الدخل في إقليم كوردستان وعدم الاعتماد على مصدر الدخل الواحد وهو النفط والغاز، لافتاً أن هيئة الاستثمار وحكومة كوردستان "ركزنا بشكل خاص على تنمية ثلاث قطاعات رئيسية هي الصناعي والزراعي والسياحي الذي سيكون له دور كبير في ضمن القطاعات الاقتصادية في إقليم كوردستان خلال الفترة القادمة، إلى جانب الاهتمام بالقطاعات الأخرى من تربية وتعليم وخدمات وصحة وبناء المستشفيات وتخدميها بمواصفات عالية ودولية".
تطوير القطاعات
كما لفت إلى محاولة الحكومة من خلال هيئة الاستثمار ومختلف الوزارات تعبئة جميع الموارد البشرية والإمكانات المتاحة في تطوير القطاعات المختلفة وتعزي البنى التحتية، بشكل يحقق التكامل في عملها ويوفر الدعم للقطاعات الأخرى لاسيما القطاع الزراعي الذي "حقق تطوراً ملحوظاً وبدأ بتصدير بعض المحاصيل الرئيسية سواء إلى باقي مناطق العراق أو إلى الخارج.
كذلك أشار إلى أن الهيئة تقدم "تسهيلات أكبر" لمن يرغب في الاستثمار في القطاع الصناعي سواء ما يتعلق بالتملك أو توفير المستلزمات الأولية وصولاً إلى الإعفاءات الضريبية والجمركية ومنح الرخص بشكل سريع حتى يبدأ المشروع في الإنجاز خلال مدة قياسية.
تعزيز الصناعة
في سياق حديثه عن ما تم إنجازه خلال السنوات الخمس الماضية، لفت شكري أنه رأينا مشاريع كبيرة في محافظات الإقليم المتعددة منها مشروع "الحنطة" الذي شمل بناء عدة سايلوهات كبيرة بالإضافة إلى مشاريع الأسمنت والحديد والصلب وبناء المناطق الصناعية إلى جانب مشاريع الصناعات الغذائية، كل ذلك "ساهم في تعزيز وتمركز الصناعة في إقليم كوردستان".
اليد العاملة
رئيس هيئة الاستثمار في إقليم كوردستان أكد أنه منذ بداية تسلم الكابينة التاسعة لحكومة الإقليم مهاما وضعت نصب عينيها تشغيل اليد العاملة المحلية "هدفاً استراتيجياً" في بناء المشاريع إلى جانب توفير رأس المال والأرباح ضمن إقليم كوردستان.
كما لفت إلى أنه "وفرنا أكثر من 150 ألف فرصة عمل في الإقليم من خلال ما يفوق عن 412 مشروعاً جديداً تم إصدار إجازاته الاستثمارية خلال السنوات الخمس الماضية، اعتماداً قرار رئاسة مجلس وزراء إقليم كوردستان بأن تكون العمالة المحلية ما لا يقل عن 75 % وهو ما تم الالتزام به من خلال الوزارات المختلفة".
التأهيل والتدريب
أضف شكري أنه يوجد في إقليم كوردستان الآن 35 جامعة عاملة في إقليم كوردستان ونسبة المتخرجين كبيرة جدا، لذلك تسعى حكومة الإقليم لتوفير فرص عمل، إضافة إلى توفير بيئة مناسبة للتدريب والتأهيل بحيث يتلازم ويتكامل مع حاجة الأسواق المحلية، والآن هناك العديد من المنظمات التي تهيأ اليد العاملة ذات الكفاءة العالية بالتعاون مع وزارة العمل من خلال مراكز التدريب والتأهيل التخصصية.
إنجازات
إلى ذلك نوّه شكري أنه ارتفعت نسبة الاستثمارات في الإقليم بشكل ملحوظ، حيث صعد معدل الإجازات الاستثمارية السنوية من 56 (في العام 2019) إلى 104 إجازة في العام الجاري، كما تم استثمار نحو 20 مليار دولار أميركي في الإقليم خلال 5 سنوات وهي نسبة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، رغم العقبات والمشاكل وقطع الميزانية من الحكومة الاتحادية سابقا وظهور جائحة كورونا ما أدى لتراجع أسعار النفط، خطى القطاع الخاص في الإقليم خطوات جادة وكبيرة".
لافتاً أنه بعد إعلان رئيس حكومة إقليم كوردستان في 19 حزيران من العام الماضي عن الرؤية الاستثمارية تم تشكيل وحدة دعم الاستثمارات الأجنبية في إقليم كوردستان، "نحاول توفير بيئة ملائمة للاستثمار الأجنبي في الإقليم، وتشكيل الخارطة الاستثمارية، بالإضافة إلى توفير قاعدة بيانات عن إمكانيات الاستثمار .
كما تم إعداد وتوزيع منشورات بلغات عالمية مختلفة توضح أن إقليم كوردستان هي منطقة ذات فرص استثمارية عالية جدا في جميع القطاعات الحيوية وبيئة مناسبة لعمل الشركات، كما بذلت الهيئة إلى جانب الحكومة كل الجهود لشرح هذا الواقع لمختلف المستثمرين من حكومات وشركات ورجال أعمال وساهمت في مؤتمرات ومنتديات سياحية دولية ودعتهم المستثمرين للاطلاع عن قرب على هذه الفرص.
توزيع الصلاحيات
لفت شكري أن حكومة الإقليم منحت كامل الصلاحيات الإدارية المتعلقة بتسهيل الاستثمار لكل المديرات العامة للاستثمار في المحافظات والإدارات المستقلة، ما جذب إليها استثمارات ومشاريع استثمارية جديدة ومتزايدة تقدم خدمات مختلفة للمواطنين.
بيئة استثمارية خصبة
بحسب ما أوضح شكري فأنه يمتلك إقليم كوردستان بيئة مناسبة لتطوير القطاع الزراعي سواء بتوفر الأرض الخصبة أو المياه أو اليد العاملة الخبيرة، وكمثال على ذلك تطور انتاج البطاطا من 25 ألف طن في العام 2019 إلى 800 ألف طن خلال العام الجاري.
كما يمتلك الإقليم فرصة كبيرة لتطوير القطاع السياحي ويتم الآن إعداد خرائط استثمارية وتخطيطات في مناطق رواندوز وجبل سفين ودوكان ومناطق من زاخو وبناء سدود، ما سيساهم في جذب السياح إلى جانب توفير الآلاف من فرص العمل وتحقيق مدخول مادي لأبناء الإقليم وللحكومة ويخفف الأعباء عنها.
هناك مستثمرون عراقيون من بغداد ومن نينوى وغيرهما يعملون في إقليم في الوقت ذاته هناك استثمارات كبيرة لمواطنين من إقليم كوردستان في داخل العراق، ويمكن الحديث عن استثمارات أو مساهمات استثمارية دولية مختلفة في إقليم كوردستان (تركية، إمارتية، سعودية، أردنية، كويتية، قطرية، أميركية، إيرانية، بريطانية، ألمانية وفرنسية وغيرهم).
الطريق الصحيح
إقليم كوردستان على الطريق الصحيح في توفير البنى التحتية، وما يمكن الإشادة بالمساهمة الكبير للشركات المحلية في الإقليم والتي تتمتع بخبرات وكفاءات عالية توازي نظيراتها العالمية، فيما تقوم وزارة الإعمار الآن بدراسة مشروع تطوير السكك الحديدة لتحقيق ربطها مع الداخل العراقي ودول الجوار ، بالإضافة إلى بناء طرق خارجية لربط الإقليم مع المناطق الأخرى بعضها يتم العمل عليها حاليا في كرميان والسليمانية، إلى جانب إعداد خطة جديدة لبناء مناطق صناعية جديدة في كل مدن ومناطق وإدارات الإقليم .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن