زاكروس - أربيل
قال رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، إن بغداد هي من تقطع رواتب موظفي كوردستان، مشيراً إلى أن "من يتهمنا اليوم بعدم إطلاق الرواتب هة نفسه الذي كان يحاول أن تكون حصة كوردستان من الميزانية بيد بغداد".
والتقى مسرور بارزاني بعدد من أهالي السليمانية واستمع إلى آرائهم كما جاوب على عدد من أسئلتهم.
وفي سؤال حول قطع رواتب موظفي كوردستان أجاب بارزاني: "أنا أسأل كيف يمكن التصديق بأن أموال تمويل الرواتب لدي وبين يدي ولا أطلقها؟ هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق.. هناك بعض الأطراف السياسية المنافسة تبث هذه الشائعات، أسأل مرة أخرى: لماذا لا أطلق الرواتب؟ لماذا لا أصرف مستحقات الناس إن توفرت الأموال؟ على العكس تماما، الرواتب قطعت من بغداد وبكل أسف من يتهمنا اليوم بعدم إطلاق الرواتب هم نفسهم من كانوا يحاولون أن تكون حصتنا من الميزانية بيد بغداد وأن توزع هي الرواتب وأن لا يكون للإقليم أية سلطة على هذا الموضوع، الآن هم لا يمتلكون أي رد ولا أعلم لم لا يطرح عليهم هذا السؤال".
وأضاف "أنا من أحارب من أجل رواتبكم، أنا من اتواصل مع الحكومة الاتحادية من أجل ذلك وبإذن الله ستنتهي هذه المشكلة ولكن تأكدوا إن كان هذا الموضوع بيدي لن أتاخر في أية لحظة عن صرف وإطلاق الرواتب".
وحول استقلالية المحاكم في كوردستان، بين مسرور بارزاني "إن لم تكن المحاكم مستقلة ولم تكن السلطة القضائية مستقلة، ستكون هناك كارثة على كل بلد ومجتمع وشعب. نحن لدينا ثلاث مؤسسات وسلطات هي التشريعية والتنفيذية والقضائية ومن المفروض أن تكون هذه السلطات مستقلة تماما، نحن كحكومة لا يحق لنا ولا يجب أن نتدخل في أمور السلطة القضائية لا يجب على الجانب التنفيذي أن يتدخل في المحاكم والنظام القضائي وهذا الكلام يسري ايضا على السلطة التشريعية وجميع السلطات واضحة في هذا الموضوع".
أما بالنسبة لتقديم الخدمات، أشار بارزاني "نحن لا نفرق بين مدينة وأخرى وننظر إلى كوردستان بعين واحدة ونهتم كثيرا بالطرق والجسور ولم نهمل هذا الموضوع، لكن القطاع الخاص في بعض المدن وفي ظل الأزمة المالية أبدى استعداده لتحمل المسؤولية لبناء الطرق والجسور أي أن الشركات تنفذ هذه المشاريع على نفقتهم الخاصة، أتمنى من المستثمرين ورجال الأعمال في السليمانية أن يتحملوا هذه المسؤولية لأن مشكلتنا الكبيرة الآن هي الأزمة المالية المفروضة على الحكومة منذ فترة طويلة، حيث توقف تصدير النفط وقبلها قطعت حصة الإقليم من الموازنة، كورونا والأزمة المالية في المنطقة كانت لها تأثيرات كثيرة علينا وعلى عائدات الإقليم وهذه المشاريع تنفذ بوجود العائدات".
وتابع "لدينا برنامج خاص لتطوير وتحسين نوعية الطرق على مستوى إقليم كوردستان ولدينا أيضا خطة لمشروع السكة الحديدية وتم التباحث فعلا مع الوزارات المعنية حول هذا الموضوع وتم توقيع عقود التصميم مع الشركات الأجنبية واتمنى أن نتمكن وفي وقت قريب من تنفيذ مشروع سكة الحديد".
ولفت بارزاني إلى أن "تكوين الأسرة جانب بالغ الأهمية لسلامة المجتمع.. من حيث العلاقات بين الناس، سواءً من الناحية الدينية أو الإجتماعية والثقافية، أو حتى من ناحية أعراف وتقاليد المجتمع الكوردي، لطالما كانت الأسرة عنصراً مهماً وحيوياً في كوردستان.. لكن هناك شيء واحد لست معه، وهو عندما تفرض القيمة المادية بكاهلها على الزواج. حين يقال، أنه يتعذر الزواج لأسباب مادية.. طبعاً، ينطوي هذا الأمر على جانبين. الجانب الأول، في معظم الحالات أثناء الإقدام على الزواج، نرى بأن عائلة الفتاة تطالب الرجل بمبالغ نقدية ضخمة تتجاوز إمكانياته المادية، ويتعذر عليه توفيرها لهم.. ما يؤسف له بشدة، عندما تتسبب الأسباب المادية بـ"قتل" حب قائم بين شخصين. لكن، فرض سعر، أو معيار مادي لتكوين أسرة، فأنا لست مع ذلك على الإطلاق.... تستطيع الحكومة مد يد العون لمن يريد أن يساعد نفسه في المقام الأول، لكني ضد ربط تكوين الأسرة بالجانب المادي".
ونوه إلى أنه "تجدر الإشارة إلى أننا نفكر حالياً في رقمنة النظام الإقتصادي والمالي للإقليم، كي يتمكن الناس من طلب قروض طويلة الأمد، ليس من الحكومة فحسب بل من القطاع الخاص، من البنوك، أيضاً. وبعد أن تتحسن شؤونهم بمرور الزمن، فسيتمكنون من سداد أقساط هذه الديون. هذه هي التسهيلات التي بمقدور الحكومة توفيرها، وستبذل الحكومة دون شك كل ما في استطاعتها ولن تقصر".
وفيما يتعلق بتأثير التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي على الجيل الجديد، قال بارزاني: إن "الشباب يتعلمون التكنولوجيا وقد يتمكنون بسهولة من تطوير برمجيات كمبيوترية، ويتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقة، لكنهم منقطعون عن المجتمع، ولربما يجهلون الكثير عن عادات وتقاليد وتراث مجتمعنا الكوردي، وتقع هذه المسؤولية أولاً على العائلة، الأبوين، وثانياً هي من مسؤولية المعلم، لترسيم الحدود لهم، بحيث نواكب التكنولوجيا وفي الوقت نفسه نحافظ على حياتنا وأن لا تصبح الحياة روبوتية وننقطع عن المجتمع وعن ثقافتنا وتقاليدنا"، وتساءل: كيف نحافظ على هذا التوازن؟ في الحقيقة والواقع، هناك نوع من الفوضى يعقب كل تغيير حاصل في المجتمع. كل أملي أن نتمكن من التأقلم مع التغيرات، بحيث نواكب تكنولوجيا العصر، ونتأقلم معه ولا نتخلف عن القافلة. لكن في الوقت نفسه أن لا نسمح للتكنولوجيا أن تتحكم في حياتنا وفي أعرافنا وتقاليدنا ومبادئنا وأسلوب حياتنا".
وحول استلام المعلمين رواتبهم، أوضح بارزاني "المعلمون يحتاجون إلى سبل للمعيشة. لكن بشأن المقاطعة فليس المعلم فحسب بل جميع الموظفين في كوردستان لم يستلموا الرواتب، حتى البيشمركة وحين كان يقاتل في الخطوط الأمامية، لم يستلم راتبه. كما أن الأطباء والممرضين العاملين في المستشفيات العامة لم يستلموا راتبهم أيضاً. والشرطي كذلك فيما كان يؤدي مهامه بإخلاص. الجميع لم يستلموا راتبهم. فلماذا المعلم، الذي مهمته التربية، يعلن المقاطعة؟ لا أقول بأن المعلم ليس على حق، فمن الحق أن يستلم جميع الموظفين رواتبهم كل شهر، لكني أود التنويه إلى أنه حتى خلال التحدث عن الأسباب، فقد وردت معلومات خاطئة. كانت هناك نوايا سياسية خبيثة وراء هذا التضليل. فقد يكون هناك من تم تضليله، أو قد يكون هناك من له دوافع شخصية، وعمل عمداً على خلط الأوراق وتوجيه مسار الأمور إلى وجهات أخرى. وفي الحقيقة، كان على المعلم، من بين جميع مواطني إقليم كوردستان ، العمل على الدفاع عن حقوقهم الدستورية، وأن يطالبوا بغداد بعدم معاملتهم بهذا الشكل، ويقولوا للمركز بأننا كيان دستوري ولا يحق لك استخدام الراتب والموازنة العامة ضدنا كورقة ضغط سياسية"، مستدركاً "هل تم هذا؟ كلا بالطبع.. بالعكس، عمدت جهات سياسية على تحفيز بغداد لزيادة الضغط علينا. هل بتضرري أو بتضرر حزبي، سينتفع هو وحزبه؟ هذا ليس منطقياً على الإطلاق. يتسببون بالضرر لبلد ولأمة بأجمعها من أجل نيل مصالح سياسية، فالمعلم كسائر الفئات يستحق حياة كريمة".
وحول مسألة التعليم والتعيينات، أوضح بارزاني "هل لدى حكومة الإقليم وظائف شاغرة بحيث تستطيع أن تعين جميع المواطنين؟ بالتأكيد لا، إذن يجب أن نخلق فرص العمل، يجب تطوير القطاع الخاص، يجب الاهتمام بالقطاع الاقتصادي من أجل أن يستفيد المواطن من التعليم الذي تلقاه في هذه المجالات، يجب أن تقوم الحكومة بالبحث عن المواطن لتعيينه عند الحاجة إلى ذلك، على عكس ما يجري حيث يقوم المواطن بالبحث عن التعيين، يجب أن تنعكس العملية تماما، يجب أن نخلق فرص العمل في كوردستان إلى درجة أن يكون المواطن هو صاحب القرار في اختياره للعمل في الوظيفة الحكومية أو في القطاع الخاص، التعليم يستطيع أن يؤدي بنا إلى ذلك المستوى".
وأجاب بارزاني على سؤال حول موعد فتح المقابر الجماعية وما هي المعوقات التي أدت إلى عدم فتحها حتى الآن؟ قائلاً: "أنا لا أعرف أين تتواجد مقابر المؤنفلين جميعاً، لقد عثر على بعضهم ومازال مصير البقية مجهول، عمومتي وأبناء عمومتي أيضا من ضحايا الأنفال، بحسب علمي سبب التأخير في إعادتهم يعود إلى فحوصات DNA حيث يجب إجراء هذا الفحص للرفاة، وهذه العملية ليست سهلة حيث يمكن العثور على البعض منهم وعدم العثور على البعض الآخر، الشهيد إن كان العم أو أبناء العم أو الأب او الأخ أو الأبن أو من الأقرباء فهو شهيد، وعندما أقف على قبر أي ضحية من ضحايا الأنفال، اعتبره قبر عمي أو أحد أبناء عمومتي، كان من المفروض أن لا يكون فحص الحمض النووي شرطا لإعادة الرفاة، سنفعل كل ما بوسعنا لإعادة البقية ، حكومة الإقليم لا تقصر في هذا المجال، نفذنا كل ما طلب منا من تسهيلات وزيارات وتوفير المساعدات، قمنا بتنفيذ كل ما طلبته الحكومة الاتحادية وسنستمر في ذلك".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن