زاكروس - أربيل
التقى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء (11 حزيران 2024)، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وعاهل المملكة الأردنية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، على هامش مشاركته في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة، الذي يستضيفه الأردن، حيث أكد دعم العراق لأيَّ مبادرة تستهدف وقف إطلاق النار في القطاع، والاستعداد لفتح جسر من المساعدات يبدأ من العراق وينتهي عند أقرب معبر.
وخلال لقائه بلينكن، تم "استعراض العلاقات الثنائية ونتائج زيارة السوداني الأخيرة إلى الولايات المتحدة، ومجمل الأوضاع في المنطقة وتداعيات العدوان المستمرّ على غزّة، إذ جدد دعم العراق أيَّ مبادرة تستهدف وقف إطلاق النار، والتعجيل بفتح باب إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني المنكوب في غزّة".
ونقل بيان صادر عن مكتب السوداني عنه الإشارة إلى "الحاجة لموقف أمريكي واضح من عدوان حكومة نتنياهو، مبيّناً ضعف الموقف الدولي بالعموم إزاء الاستجابة إلى المأساة المستمرة باستمرار العدوان، حيث لا يمكن تجاهل أعداد الضحايا وحجم الدمار الحاصل، مع استمرار التهديدات العدوانية إزاء لبنان، بما ينذر بتوسعة الصراع في المنطقة".
كما أوضح رئيس الوزراء العراقي "مخاطر استمرار العدوان في غزّة وما يحمله من تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي، وأنه سيكون سبباً في اتخاذ نشاط التطرّف في المنطقة ذريعةً جديدة، كما أنه يتعيّن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته أمام مشهد الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال، والتي أدّت إلى تهجير 80% من سكّان القطاع، الذين باتوا بلا مأوى أو موارد طبية وإنسانية وخدمية، وفي أسوأ الأوضاع الكارثية التي يمكن تصوّرها".
من جانبه، أعرب بلينكن عن "تقدير الإدارة الأمريكية لخطوات العراق الداعمة للاستقرار الدائم في المنطقة، وتقديم المساعدات التي تخفف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزّة، مؤكداً أهمية العمل على وقف إطلاق النار، كما نقل تثمين الرئيس جو بايدن للدعم الذي يوليه العراق ودوره في جهود السلام الإقليمي والدولي"، بحسب البيان.
كما اجتمع السوداني مع العاهل الأردني في إطار المؤتمر، وتناول اللقاء الأوضاع المأساوية في غزّة، "وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وحشية وقتل وتجويع وتشريد من قبل قوات الاحتلال، كما جرى التباحث بشأن سبل تقديم المساعدات العاجلة وتسهيل وصولها من العراق عبر الأردن إلى الأراضي المحتلة، بما يمكّن من إغاثة أبناء غزّة المحاصرين"، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي.
واتفق الجانبان على "ضرورة تكثيف الجهود والسعي الجاد لإيقاف الحرب على غزّة، إذ بيّن السوداني أن العراق سيكون أول المتضررين من اتساع نطاق الصراع، وإدخال المنطقة في تحدٍّ أمني خطير".
وشهد اللقاء بحث "العلاقات الثنائية وتوطيد التعاون المشترك، إذ جرى التأكيد المشترك على أهمية تبادل الزيارات وزيادة التنسيق بين البلدين، وعبر رئيس مجلس الوزراء عن تقديره لمبادرة المملكة باستضافة هذا المؤتمر في هذا الوقت الحرج، مؤكداً استعداد العراق لفتح جسر من المساعدات يبدأ من العراق، وينتهي عند أقرب معبر إلى الأراضي المحتلة، وسط دعم شعبي كبير للقضية الفلسطينية".
وبيّن أنّ "تعمّد غلق المعابر ساهم في منع وصول المساعدات إلى شعبنا الفلسطيني المنكوب، مشيراً إلى وجود أكثر من برنامج للمساعدة في التخفيف من الوضع الإنساني المأساوي، على ضوء أهمية استثمار التنسيق لتسهيل تنفيذ مبادرات إغاثة أبناء شعبنا في القطاع".
من جانبه، أكد العاهل الأردني "إمكانية فتح جسور عبر نهر الأردن، والتعاون في نقل المساعدات العراقية إلى غزّة، عبر الطائرات الأردنية، وكذلك التعاون في مجال نقل الوقود والمواد التموينية والاحتياجات الإنسانية".
وفي سياق متصل، استقبل السوداني، اليوم الثلاثاء، وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني طارق أحمد، على هامش مشاركة سيادته في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة، وجرى، خلال اللقاء، "استعراض العلاقات الثنائية بين العراق وبريطانيا، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتداعيات العدوان المستمر على غزّة والوضع الإنساني المأساوي الذي تسببت به حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وإعاقة العدوان لجهود الإغاثة وإدخال المساعدات الإنسانية".
وجدد رئيس مجلس الوزراء "موقف العراق الثابت والمبدئي من الحقّ الفلسطيني، واستعداده تقديم المساعدات العاجلة الإنسانية، مشدداً على ضرورة اضطلاع القوى الكبرى والمنظمات الدولية بدورها الإنساني والأخلاقي في وقف العدوان، ومنع الكارثة المستمرة في غزّة، التي بات أكثر سكانها بلا مأوى، ويفتقرون للحدّ الأدنى من المتطلبات الإنسانية".
من جانبه، أثنى الوزير البريطاني "على جهود العراق الداعمة للتفاهمات و جهود الاستقرار في المنطقة، ومنهج الحكومة العراقية في إقامة علاقات متوازنة، مؤكداً أنّ من الضروري سماع صوت العراق في ما يُبذل من أجل السلام، وفي صياغة مستقبل المنطقة، معرباً عن تأييده للمساعي الهادفة إلى تنظيم إيصال المساعدات إلى غزّة".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن