زاكروس - أربيل
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أن الاقتصاد الجديد يتطلب مشاركة فاعلة من جميع أفراد المجتمع، وفيما بين أن المؤسسات التعليمية مدعوة لتقديم برامج تعليمية تُساعد على اكتساب المهارات الرقمية، أشار إلى أن الجامعة الأميركية تسهم في تحقيق رؤية كوردستان كأمة للعلم والمعرفة.
وبمشاركة رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في كوردستان، رئيس الحكومة، مسرور بارزاني، انطلقت اليوم الأحد 2 حزيران 2024، مراسم حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الجامعة الأميركية في مدينة دهوك، بحضور رئيس جمهورية العراق الاتحادي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس مجلس النواب الاتحادي بالنيابة محسن المندلاوي، وعدد آخر من كبار المسؤولين، وجمع غفير عوائل الطلبة.
وألقى مسرور بارزاني، كلمة بهذه المناسبة، رحب فيها بالحضور، وعبّر عن "سعادته" بتخرج هذه الدفعة المتفوقة، واصفاً إياها بأنها "علامة فارقة في مسيرة الجامعة"، مبيناً أن الخريجين الجدد سينضمون إلى 406 من زملائهم المتفوقين الذين سبقوهم، وأثبتوا جدارتهم في سوق العمل داخل الوطن وخارجه.
وأكد على أهمية الاستفادة المُثلى من المهارات التي اكتسبها خريجو الجامعة خلال مسيرتهم الدراسية وتوظيفها بما يخدم مجتمعهم ووطنهم.
كما أعرب عن سعادته بمزامنة حفل التخرج مع الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الجامعة الأميركية في كوردستان، معبّراً في الوقت نفسه عن "خالص امتنانه لرئيس الإقليم وجميع الداعمين الذين ساهموا في نجاحها على مدار العقد الماضي".
كما عبّر عن "فخره بِإنجازات الجامعة الأميركية في كوردستان خلال العقد الماضي"، مشيراً إلى دورها المحوري في تحقيق رؤية كوردستان كأمة للعلم والمعرفة، وربطها بالعالم الخارجي.
كما شدد على أن تفوق خريجي الجامعة ليس هدفاً فحسب، بل هو "عنصر أساسي من عناصر ازدهار كوردستان"، داعياً الخريجين إلى "استثمار الفرص والاستفادة من قدراتهم وإمكانياتهم للمساهمة في بناء مستقبل زاهر لهم ولوطنهم".
وأشار إلى أنه بصفته مؤسس الجامعة الأميركية في كوردستان ورئيس مجلس أمنائها، فقد سعى جاهداً إلى جعلها نواةً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومركزاً ثقافياً رائداً في مدينة دهوك، وكوردستان عموماً، لافتاً إلى أن هذا الهدف بدأ يتحقق، حيث بات خريجو الجامعة يُشكلون دعامة أساسية لحكومة إقليم كوردستان، ويحققون إنجازات ملموسة في مختلف المجالات.
وأكد على أن "الجهود المبذولة لدمج اقتصاد كوردستان مع الأسواق الإقليمية والعالمية أسهمت في ازدياد أعداد خريجي الجامعة الأميركية في كوردستان الذين يتركون بصمتهم في مختلف المجالات"، مبيناً أن خريجي الجامعة يؤدون "دوراً حيوياً في السعي دفع عجلة الاقتصاد الجديد".
ولفت إلى أن ضرورة "وجود خبرات متميزة في مجالات إدارة المياه والموارد الطبيعية، والشؤون المالية والدبلوماسية، وكيفية مكافحة آثار التغيّر المناخي".
وأكد على أن خريجي الجامعة مدعوون للمشاركة في بناء كوردستان الجديدة، من خلال جهودهم في الداخل، أو من خلال استكمال تعليمهم في الخارج، مشدّداً على أن "كوردستان فخورة بأبنائها وبناتها الذين يتفوقون على الصعيد الدولي".
وحث المجتمع الأكاديمي في الجامعة الأميركية، بالإضافة إلى المؤسسات الأكاديمية الأخرى، على "بذل المزيد من الجهود لإعداد خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل"، مؤكداً على ضرورة مواكبة التطورات في مختلف الميادين.
كما شدد على "أهمية الارتقاء بالبرامج والدورات التعليمية التي تلبي احتياجات سوق العمل، ولا سيّما الاقتصاد الجديد، والتعليم، والزراعة، والذكاء الاصطناعي".
وأوضح أن المناهج الدراسية يجب أن تعكس التقدم العالمي، لتُساهم في تخريج كوادر مؤهلة قادرة على المساهمة في التقدم والازدهار.
بارزاني نوه إلى أن "المرحلة التالية من حياة الخريجين تتطلب منهم بذل المزيد من الجهود للتأقلم مع التطورات المتسارعة في مختلف المجالات، خاصةً في ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تلعب دوراً متزايداً في مختلف مفاصل الحياة، وحلّت محل الكثير من المهام التي يمارسها الإنسان".
ونبّه من أن "تطبيقات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من فوائدها في تسهيل المهام اليومية، قد تشكّل تحدياً على مهارات التعبير والتواصل الأصيلة"، موضحاً أن "الاعتماد المفرط على تلك الأدوات في كتابة رسائل البريد الإلكتروني والكتابة الأكاديمية، قد يُعيق قدرة الفرد على التعبير عن أفكاره بوضوح وأصالة، مما يُشكل مصدر قلق في أماكن العمل والمؤسسات الأكاديمية".
ودعا إلى بذل الجهود لتنمية مهارات التعبير والتواصل الفعال، مشدّداً على "أهمية أصوات الأفراد وأفكارهم ومشاعرهم ورؤياهم في تشجيع الخطاب الهادف".
وأكد على "أهمية الذكاء العاطفي في التواصل الحقيقي والتقدم المعرفي، وعلى الرغم من أن التواصل المبني على الذكاء الاصطناعي قد يبدو مناسباً في بعض الأحيان، إلا أنه لا يُمكنه أن يحل محل التواصل الإنساني".
كذلك حث الخريجين على "عدم السماح للتكنولوجيا بإسكات أصواتهم، وشجّعهم على التعبير عن أفكارهم بثقة لأنها تميزهم عن الآخرين وقيمتها لا تُقارن مع ما تنتجه التطبيقات الرقمية"، مشيراً إلى أن "التقدم التكنولوجي السريع يشكّل تحدياً للذين لم ينشأوا مع هذه التكنولوجيا، مما قد يُؤدي إلى تخلفهم عن الركب"، داعياً الخريجين إلى "أداء دور فاعل في مساعدة عوائلهم في التكيف مع هذا العالم الجديد من خلال تعليمهم كيفية استخدام التكنولوجيا والاستفادة منها".
كما أكد على "أهمية دور المؤسسات التعليمية، وخاصةً الجامعة الأميركية في كوردستان، في تقديم برامج تعليمية تُساعد جميع أبناء المجتمع على اكتساب المهارات الرقمية للتأقلم مع التطورات المتسارعة"، مشدداً على أن "الاقتصاد الجديد يتطلب مشاركة فعالة من جميع أفراد المجتمع".
بارزاني شدد على "ضرورة تقديم الدعم لجميع الكوردستانيين، خاصةً كبار السن، للتكيف مع التغييرات والتكنولوجيا الجديدة".
وأضاف "الجامعة الأميركية في كوردستان، ومنذ تأسيسها، تُمثّل صرحاً للجميع، حيثُ أنّ 72% من طلبتها ينالون فرصاً في مختلف المنح الدراسية"، وأوضح أنّ "هذا النهج يُجسّد التزام الجامعة بتوفير الفرص للجميع، بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية أو الاقتصادية.
وأشار إلى أن "سعي الجامعة الدؤوب للحصول على الاعتماد الأميركي يؤكّد التزامها بضمان الجودة وتعزيز مسيرة التعليم.
وأثنى على خريجي دفعة 2024، محفّزاً إياهم على "الاستفادة من الفرص التي أتيحت لهم خلال أيام الجامعة"، كما حثّ الخريجين على أن "يفتخروا بما حققوه من إنجازات، وأن يعتزّوا بهويتهم كأبناء وبنات كوردستان"، ودعاهم إلى "التمسك بقيمهم والمساهمة في قيادة الجهود المبذولة لإحداث التغيير في مختلف المجالات الحيوية"، مؤكداً على أنّ المستقبل يقع على عاتق هذا الجيل.
وإذ نوّه رئيس الأمناء رئيس الحكومة إلى "حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الخريجين"، حثّهم على "الارتقاء إلى مستوى التحدي وإحداث فرق إيجابي في العالم"، ودعاهم إلى استخدام تعليمهم لدفع التغيير الإيجابي، وتعزيز الابتكار، والتحلّي بالنزاهة.
واختتم كلمته بتقديم التهاني مرة أخرى لخريجي دفعة 2024، معرباً عن "تفاؤله بمستقبلهم"، متمنياً لهم "التوفيق في مسيرتهم القادمة"
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن