زاكروس - أربيل
نشرت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، اليوم الثلاثاء (28 أيار 2024)، رسالة وداعية مؤثرة بمناسبة انتهاء مهام عملها، وفيما عبرت عن تقديرها لحسن الضيافة من قبل المواطنين بما فيه إقليم كوردستان، أوضحت: "لا يعني ذلك أن الأمم المتحدة كانت محصنة ضد الانتقادات - التي كان بعضها مبرراً، وبعضها يستند ببساطة إلى تصورات خاطئة".
وقالت بلاسخارت في رسالة بمناسبة انتهاء فترة عملها: "مع اقتراب فترة عملي كممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق من نهايتها، أود أن أعرب عن امتناني وتقديري العميق لكافة العراقيين خاصة أولئك الذين التقيت بهم وعملت معهم".
وأضافت: "على مدى السنوات الخمس الماضية، تأثرت مراراً وتكراراً بكرم وحسن ضيافة شعب لم يبتعد أبداً عن تقاليده في الترحيب بالغريب أو مساعدة المحتاج حتى لو كان ذلك على حساب راحته أو وقته وتعلمت الكثير من الإصغاء إلى النساء والرجال العراقيين وهم يسردون تاريخهم بكل فخر ورغم أن الكثيرين واجهوا تحديات خطيرة، إلا أن التفاؤل بالأيام القادمة كان مشرقاً دائما. لقد رحبوا بي وبزملائي الآخرين في الأمم المتحدة في مدنهم ومنازلهم، ودعونا لنشاركهم في وجبة أو فعالية ولم يفوتوا فرصة لإبراز ثقافة العراق الغنية وجماله الهائل وفي جميع أنحاء البلاد بما في ذلك إقليم كوردستان شارك عدد لا يحصى من الناس من جميع الأعمار بشكل عفوي مراراً وتكراراً آمالهم وتطلعاتهم. ولن أنسى أياً منهم".
وتابعت: "كما أنني أقدر حقاً الاجتماعات والمناقشات المهنية التي أجريناها مع مجموعة كبيرة من الشركاء من ممثلي المجتمع المدني والأكاديميين وزعماء العشائر والقيادات الدينية إلى السلطات المحلية وسلطات المحافظات والسلطات الوطنية والقضاة والمسؤولين الأمنيين والسياسيين وغني عن القول إن آراءهم ووجهات نظرهم قد علمتنا الكثير وأرشدت عملنا. وشملت بعض هذه الاجتماعات أشخاصا وضعوا الخلافات اليومية جانباً لإيجاد حلول في المراحل الحرجة للعراق كل هذه التفاعلات تركت داخلي أثراً لا يمحى. وبالطبع لا يمكنني المبالغة في الإعراب عن امتناننا للأجهزة المختلفة بالحكومة العراقية، التي سهلت عملنا، من خلال الجهود الدؤوبة، وحمت موظفي الأمم المتحدة وعملياتها".
وأوضحت: "لا يعني أي من ذلك أن الأمم المتحدة كانت محصنة ضد الانتقادات - التي كان بعضها مبرراً، وبعضها يستند ببساطة إلى تصورات خاطئة حول من نحن وما يمكننا وما لا يمكننا القيام به. ولكن الحديث مع أولئك الذين يفهمون قيم المنظمة وما تمثله كان أمراً مثمراً للغاية. وكما قلت عدة مرات إن الأمم المتحدة لا تمتلك عصا سحرية. ففي نهاية الأمر، يتوقف التوازن بين الصراع والسلام، أو الفقر والرخاء على الإرادة السياسية للدول".
واستدركت: "لكن إذا استطعنا إحداث فرق في حياة الناس، فإن الأمر يستحق تكثيف العمل والاستمرار في المحاولة وفي نهاية المطاف لدى الأمم المتحدة أولوية رئيسية واحدة في جوهرها وهي تعزيز السلام والازدهار للجميع - بغض النظر عن الانتماء أو الدين أو الخلفية أو العرق".
واختتمت بالقول: "مرة أخرى أود أن أعبر عن تقديري العميق وشكري للتعاون والدعم الكريمين المقدمين إلى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وأسرة الأمم المتحدة الأوسع في العراق ولي أنا شخصياً.. عاش العراق".
وسبق أن طلبت الحكومة العراقية من الأمم المتحدة أن تنهي بحلول نهاية 2025 مهمتها السياسية التي تؤديها في البلاد منذ أكثر من 20 عاماً، معتبرة أنها لم تعد ضرورية.
وفي هذه الرسالة الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي، تحدث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن "التطورات الإيجابية ونجاحات" الحكومات المتعاقبة وعن إنجاز ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الموجودة منذ عام 2003.
والبعثة، التي أنشأها مجلس الأمن عام 2003 بناء على طلب الحكومة العراقية وتم تعزيزها عام 2007 ويجري تجديدها سنويا، يتمثل تفويضها في تقديم الدعم إلى حكومة العراق من أجل تعزيز الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية وإجراء الانتخابات والإصلاح الأمني.
وفي 17 أيار الجاري، أيّد عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، بينهم روسيا والصين، طلب بغداد إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق بحلول العام المقبل، لكنّ واشنطن لم تقدّم دعمها لهذه الخطوة على الفور.
رسالة من جينين هينيس-بلاسخارت بمناسبة انتهاء فترة عملها#العراق pic.twitter.com/w1ie9bfadp
— UNAMI (@UNIraq) May 28, 2024
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن