زاكروس - أربيل
أكد مسؤول الهيئة الإدارية في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، فاضل ميراني، اليوم الثلاثاء (21 أيار 2024)، أن أربيل كانت تستعد لزيارة الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي الأسبوع المقبل بإقامة مراسم رسمية وجماهيرية حافلة وضخمة، واصفاً مصرعه بحادث سقوط المروحية بأنه "خسارة كبيرة لإيران والمنطقة".
وأجرى وفد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة فاضل ميراني وبرفقة عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، اليوم، زيارة إلى مقر القنصلية الإيرانية في أربيل لتقديم واجب العزاء بمصرع رئيس البلاد، إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، وعدد آخر من المسؤولين بحادث تحطم مروحية بمحافظة أذربيجان الشرقية أول أمس الأحد.
وقال ميراني في حديث لوسائل الإعلام بعد اختتام الزيارة إن فقدان رئيسي ووزير الخارجية والمرافقين الآخرين يمثل "خسارة كبيرة لإيران والمنطقة، بما تملكه الجمهورية الإسلامية من دور مهم في هذه البقعة الجغرافية، خاصة أن علاقات الجوار التاريخية تربط العراق وإقليم كوردستان مع إيران".
وأشار إلى أن "إيران تتمتع بمقومات مميزة كما أنها بلد لديها مرجعياتها وتعد دولة مؤسساتية وقد فقدت البلاد سابقاً العديد من المسؤولين والقيادات بحوادث متفرقة لكنها نهضت من جديد وتعافت خلال وقت قصير لتدارك الخسارة، وقد عين المرشد الأعلى أمس نائب الرئيس بهذا المنصب لإدارة شؤون الجمهورية وكذلك بديلاً لوزير الخارجية الراحل".
وعبّر ميراني عن تعازيه ومواساته "لإيران حكومة وشعباً وذوي الشهداء عبر القنصلية الإيرانية في أربيل بهذا المصاب الجلل، ونسأل الله تعالى أن يكون هذا الحادث خاتمة الأحزان والآلام لهذا البلد، كما نأمل مواصلة العلاقات الودية والعمل المشترك بين شعبي إيران والعراق عموماً وشعب كوردستان على وجه الخصوص بما يصب في خير ومصلحة الجميع".
وكان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ينوي إجراء زيارة رسمية إلى العراق تشمل بغداد وأربيل في 29 أيار الجاري تلبية لدعوة رسمية، بعدما دعاه رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال زيارته الأخيرة إلى طهران لزيارة أربيل، حيث قوبلت الدعوة من قبل رئيسي.
وبهذا الشأن، قال ميراني: "لقد أجرينا الاستعدادات اللازمة لتنظيم استقبال جماهيري حافل وضخم للرئيس الإيراني في أربيل، لكن للأسف كانت يد المنية أقرب إليه ليغادرنا وينتقل إلى ذمة الله".
وبدأت الثلاثاء مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وذلك في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية في شمال غرب الجمهورية الإسلامية، حيث لقي حتفه في حادث تحطم طائرة مروحية الأحد في منطقة جبلية وعرة.
وتوافدت حشود ضخمة إلى الساحة الرئيسية في المدينة ولوحت بأعلام وصور للرئيس الذي قضى عن 63 عاما وللضحايا السبعة الآخرين في الحادث، بحسب صور التقطها "أ ف ب تي في".
وأعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الحداد خمسة أيام في إيران. وبعد مراسم التشييع، سينقل جثمان رئيسي إلى مدينة قم المقدسة لدى الشيعة وسط إيران في وقت لاحق الثلاثاء، قبل الانتقال الى طهران حيث من المقرر أن يؤدي خامنئي الصلاة على الجثامين ليل الثلاثاء، عشية مراسم وداع مهيبة تقام في العاصمة الأربعاء.
وسينقل جثمان رئيسي بعدها إلى محافظة خراسان الجنوبية في شرق البلاد، وسيوارى الثرى مساء الخميس في مسقطه مدينة مشهد حيث مرقد الإمام علي الرضا.
وقضى رئيسي الذي تولى مهامه في العام 2021، في حادث المروحية الذي فقد الاتصال بها وقتل فيه جميع من كانوا فيها وأبرزهم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، أثناء توجهها بعد ظهر الأحد الى تبريز، بعد مشاركة الوفد الإيراني في مراسم تدشين سدّ عند الحدود مع أذربيجان حضره الرئيس الإيراني ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف.
وبعد عملية بحث طويلة وشاقة في ظروف مناخية صعبة، شاركت فيها عشرات فرق الانقاذ الإيرانية بمساعدة فرق تركية مزودة كاميرا مخصصة للرؤية الليلية والحرارية، عثر في وقت مبكر صباح الإثنين على حطام الطائرة عند سفح جبلي في منطقة حرجية وعرة. وأعلنت الحكومة الإيرانية بعد وقت وجيز أن رئيسي ومرافقيه "استشهدوا".
وضم الوفد رئيسي وأمير عبداللهيان، إضافة الى إمام الجمعة في مدينة تبريز آية الله علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
وأمر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة اللواء محمد باقري الإثنين، بفتح تحقيق في سبب تحطّم المروحية. وأفادت وكالة "إيسنا" بأنّ باقري أمر "لجنة رفيعة المستوى بفتح تحقيق في سبب تحطّم مروحية الرئيس".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن